رسالة من رئيس حزب الوفد - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 4:59 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رسالة من رئيس حزب الوفد

نشر فى : الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 10:19 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 10:19 ص

 أطيب ما بالنفس وبعد،
طالعت ــ كما تعودت دائما ــ ما تطرحه ضمن عمودك من آراء، وأفكار، وما مررت عليه «مرور الكرام» وعبرت عنه مؤخرا بعنوان «سياسة الاحتراف فى حزب الوفد».

أما نصف المقال الأول وما يرتبط بشاعرنا الكبير أحمد فؤاد نجم وانضمامه إلى الحزب، فلن أتحدث نيابة عن رجل عبر بأفكاره ومفرداته عن ملايين المصريين وتحدث عنهم وبلسانهم سنوات عمره المديد بإذن الله. وكان شعره وفكره جاذبا وعاكسا لما فى القلوب والعقول بدون أن يفرق فى ذلك بين نخبة، أو عامة، فجمعنا بدون اعتبار لمكانة مادية أو اجتماعية أو سياسية. وردد أشعاره طالب الجامعة فى الريف والحضر.

وبعيدا عن مسيرة الشاعر الكبير، والتى نقدرها كجزء أصيل من ثقافة ووجدان المصريين جميعا، إلا أننا فى الوفد نؤمن أننا تجربة لا تتجزأ، وكما قبلنا أن يكون مبدأ التداول والخلاف السياسى مرهونا بصندوق الانتخاب، كان ذلك امتدادا لسمعة الوفدية التاريخية القائمة على التعدد واستيعاب التنوع فى الرؤى الوطنية. وكان ترحيبنا وفخرنا برغبة الشاعر الكبير فى الانضمام لنا. وسيكون مبعث فخرنا أن يكون نجم رمزا من رموز التنوع السياسى والثقافى داخل الحزب السياسى المصرى الوحيد الذى عرف تاريخيا بأنه بيت لكل الأمة بدون إشارة ليمين أو يسار.

أما عما أسميته بسياسة الاحتراف، وإثارتها للدهشة، فاسمح لى بأن أعبر بشكل شخصى وعام، بأن علينا ونحن فى مواجهة مرحلة سياسية حاسمة، أن نمد أيدينا عبر الاختلاف السياسى أو التصنيف المعتاد، وألا نقف أسرى له كثيرا إذا كان القصد واحدا. آملين فى أساس جديد لبيئة سياسية صحية خالية من المناورات أو الصفقات، تتطور وتكتب صفحاتها ككتاب مفتوح أمام المراقب والمتابع وللمواطن حق الحكم عليها.

لقد ذكرت قبل يومين فقط فى بيان منشور أن انتخابات الوفد كانت يوما واحدا فى تاريخ مصر والوفد، وربما لمرارة حاضرنا السياسى وافتقادنا لثقافة التداول السياسى الحقيقى كان لهذا اليوم الوفدى قيمته وبريقه رغم اتفاقى معك بأن ذلك هو أصل الأشياء فى جميع أنحاء العالم. ولكن لا يسعنا أن نرفض هذا الكم الهائل والمتدفق من طلبات التحاق بالحزب ممن توسموا فى الوفد خيرا وأملا. أما عن النوايا البرىء منها والخبيث، فوحده الله سبحانه مطلع عليها، أما السعى ومحاولة التغيير، فهى ما نجتهد فيه آملين النجاح.

إن أفضل ما تحقق لنا كوفديين، أن طاقة من الأمل قد انفتحت بمشاركة إيجابية نحو صندوق الانتخاب، وهو نفس ما نتمناه جميعا على مستوى أعم وأكبر، فلا يمكن لنا أن نبدد الفرصة مهما بدت بسيطة، وإن نجحنا فى كسر ثقافة السلبية التى طالما عانينا منها بكل هذا المدد من رموز مصر وعلمائها ومثقفيها، نكون قد أنجزنا فى تقديرى الكثير، كمصريين أولا، وبعيدا عن أى تصنيفات سياسية تقليدية. ويكون الإصلاح كما أؤمن وأردد قد بدأ بالوفد.

ولك دائما عميق التحية وخالص المودة
دكتور السيد البدوى
رئيس الوفد

● نشرت رد الدكتور البدوى كاملا والحوار مستمر فى المقال المقبل.

wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي