نعم للمصالحة المشروطة - محمد علي خير - بوابة الشروق
الخميس 10 أبريل 2025 2:05 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

نعم للمصالحة المشروطة

نشر فى : الإثنين 29 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 يوليه 2013 - 8:00 ص

الإخوان المسلمون فى محنة حقيقية ومأزق هو الأخطر فى تاريخها، قناعتى أن جماعة الإخوان ليست شأنا خاصا بها وبأعضائها، ذلك بحكم عدد أعضائها وأتباعها ومريديها وكذلك تاريخها، إذا اقتنعنا بذلك، فإنه ينبغى علينا أن نرصد ونحلل ونشارك فى خروج الجماعة من مأزقها لأن ذلك لصالح الجميع..كيف؟. انتظرنى فى السطور التالية.

بعد سقوط حكم الجماعة لمصر وعزل الرئيس السابق محمد مرسى بناء على رغبة شعبية،صدرت بعض الآراء المطالبة بإقصاء الاخوان وتحويل كل قياداتهم للسجون وحل حزب الحرية والعدالة وجمعية الإخوان، وإذا كان هذا الرأى قد صدر عن عوام الناس أو أحادهم لكان مبررا، لكن من المثير للازعاج أن يصدر هذا الرأى عن سياسيين وقادة رأى، ويعرف الغالبية أن كاتب هذه السطور ليس اخوانيا ولن يكون، ولم يصوت لمرسى (أو منافسه)، لكن مصر الآن تحتاج صوت العقل والحكمة وليس شغل (حلق حوش)، وحتى لا تتوه الحقائق وسط التفاصيل،فإننى أعرض ما يلى:

1ــ غنى عن البيان أن الجماعة (الآن) ليست كتلة واحدة، بل يمكن القول إنها ثلاث كتل،الأولى وتضم القيادات، والثانية تمثل القيادات الوسيطة، أما الثالثة فتضم كل الاتباع والاعضاء، التقسيم السابق يفرض بديهية بأن التعامل مع كل كتلة سيختلف مع الأخرى لأنه لا يمكن أن نحاكم الأتباع بنفس الاتهامات الموجهة للقيادات.

2ــ عندما نطرح دعوة المصالحة الوطنية، فإنها ليست وسيلة للهرب من القانون بل لابد من القول إنه لا مصالحة فى ثلاث، وهم الدم وخيانة الأوطان وسرقة المال العام، وما دون ذلك يصبح مقبولا التصالح حوله.

3ــ من المكاسب السياسية المهمة التى حققها المجتمع المصرى بعد ثورة يناير كانت ممارسة تيار الاسلام السياسى للعمل السياسى من خلال أحزاب ومؤسسات شرعية،مما أفادهم بالتعلم وانعكس ايجابيا على المجتمع بممارسة هذا الفريق لنشاطه السياسى تحت النور.

4ــ اذا اقتنعنا بالملاحظة السابقة، فإنه ينبغى علينا أن نرفض الدعوات المطالبة بحل احزاب تيار الاسلام السياسى مثل الحرية والعدالة والنور والاصالة، لأن الموافقة على حل تلك الاحزاب يمثل دعوة صريحة لهم بممارسة السياسة أو التعبير عن قناعاتهم بالعنف ضد المجتمع عبر اللجوء إلى العمل السرى، إن آفة بعض السياسيين والنخب المصرية الآن هى التطرف فى الآراء، إما أقصى اليمين أو اليسار.

إذا انتهينا من الملاحظات السابقة فإنه ينبغى علينا أن ندعو للمصالحة الوطنية فى اطار القواعد السابقة، كما أن علينا جميعا البحث عن حلول لتواجد المعتصمين فى ميدان رابعة العدوية والنهضة، لأن استمرار حالة الانقسام بين فريقين (حتى وان بدا أحدهما هو الأكبر ويمثل الغالبية) لن يفيد مصر فى فترتها الانتقالية الثالثة والتى نتمنى أن تكون الأخيرة حيث بدأنا نلمح تكرارا لبعض مواقف قد جرت فى الفترات الانتقالية السابقة وأوردتنا طريق المهالك وجعلتنا نعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى، وتلك قصة أخرى.

التعليقات