أحمد زويل.. ناصريا - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:25 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحمد زويل.. ناصريا

نشر فى : الثلاثاء 29 سبتمبر 2009 - 10:11 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 29 سبتمبر 2009 - 10:11 ص

 «تلقيت تعليما محترما فى زمن عبدالناصر».. المتحدث هو العالم المصرى الكبير الدكتور أحمد زويل، المستشار العلمى للرئيس باراك أوباما، والحاصل على نوبل فى العلوم.. ومن عندى أمنحه نوبل فى النبل الإنسانى والاحترام والنزاهة والتجرد. ذلك أن زويل المغادر من مصر إلى الولايات المتحدة منذ نهايات الستينيات لم يفعل مثل كثيرين من تجار المواقف، ويدعى مثلا أنه هرب من جحيم عبدالناصر وبؤس النظام التعليمى فى عهده ،إلى الجنة الأمريكية ونعيم التقدم التكنولوجى فيها.

كان يمكن لزويل أن يجارى الموضة، ويعتبر زمن عبدالناصر مسئولا عن كل كوارث ومشاكل الأمة، بدءا من السحابة السوداء، مرورا بإنفلونزا الخنازير وليس انتهاء بسقوط فاروق حسنى فى اليونسكو.

لم يسلك زويل مثل كثيرين انتشروا فى حياتنا انتشار الإنفلونزا فى مزرعة دواجن غير مرخصة يشتمون مجانية التعليم ثلاث مرات يوميا، قبل الأكل وأثناءه وبعده، ويلعنون جدود القطاع العام، ويعتبرون مجانية التعليم جريمة ارتكبها عبدالناصر فى حق التقدم والحضارة. يستوى فى ذلك شاعر هجرته القصيدة ولم ترجع وأصاب القحط مخيلته بعد أن كان نجم الشعر المدلل، فراح يصب اللعنات على زمن عبدالناصر وتعليمه وبنيته الثقافية ويحمله مسئولية تراجعنا الثقافى وانهيارنا القيمى والأخلاقى، رغم أن أحدا لم يتغزل فى الزمن الناصرى وشخص الزعيم وهو حى مثل صاحبنا الشاعر السابق.

ولا يختلف عنه ذلك البائس الجالس على المقهى يلاعب الزبائن على ثمن المشاريب وبين رشفة وأخرى يلعن المجانية، وربما تكتشف إنه أمى يقرأ ويكتب بالكاد، لم يفعل زويل مثل هؤلاء ،بل وكما جاء فى مقاله بجريدة بوسطن جلوب الأمريكية قال: «معظم الغربيين اليوم لا يعون إلى أى درجة قام نظام عبدالناصر بتعزيز التعليم كمحرك أساسى للتقدم» وتابع زويل«كنت أحد الشباب الكثيرين الذين حصدوا الفوائد، فقد تلقينا تعليما ممتازا بالمدارس الحكومية» هذه هى شهادة زويل العالم الذى ترك مصر منذ ما يقرب من أربعة عقود وهى شهادة لا تقبل التشكيك لاعتبارات عدة ،إلا إذا رأى البعض أن الناصريين استطاعوا تجنيد زويل ليكون بوقا لهم.. لكن الأهم من كل ذلك، أنها تفجر السؤال مجددا: إذا كانوا يلعنون مجانية التعليم لأنها قدمت لمصر أحمد زويل وسلسلة من العلماء والمبدعين الأفذاذ.. فماذا قدم التعليم المدفوع الفاخر لمصر سوى كائنات مشوهة الفكر والسلوك؟ وهذا موضوع آخر يطول شرحه.

وائل قنديل كاتب صحفي