** «النجم الساحلى يذل الزمالك».. هذا كان عنوان خبر وتعليق وكالة الأنباء الفرنسية على المباراة التى أصاب فيها الفريق التونسى مرمى الشناوى خمس مرات.. وكلمة يذل لا علاقة لها بكرة القدم. و لاحتى لها علاقة فى أى رياضة. فنحن فى ساحة الشرف والنضال والجمال والروح الرياضية والأخلاق (أنت تقول لنفسك الآن: خلصنا وبعدين؟).. آه لا بعدين ولا قبل ذلك. ما كل هذه الشماتة فى الزمالك من أنصار الأهلى؟ وماكل تلك الشماتة التى سبقتها من جانب أنصار الزمالك فى الأهلى حين خسر أمام أورلاندو بهدف أو عندما خسر نهائى كأس مصر؟
** ما يضايق حقا أن البعض، وقد تكون كلمة البعض غير دقيقة، يتعامل مع الأهلى والزمالك على أنهما من الأعداء. ولم ولن ولا يمكن أن أقبل منطق الدفاع عن الناديين لمجرد أنهما يمثلان مصر أو الكرة المصرية.. فهذا أيضا فيه صبغة عنصرية. ومن المؤسف جدا أن يصبغ الإعلام بتلك الصفة المسيئة الباطلة غير الرياضية وغير الأخلاقية. وهو أمر ينم عن عقول غير محايدة، وغير متزنة. كما حدث من المعلق فى بداية المباراة حين أخذ يولول من السعادة (نعم نحن فقط الشعوب التى تولول فرحا).. عندما سجل النجم الساحلى وقال: استاد سوسة يستعصى على الفرق المصرية».. والقضية هنا ليست أنه لا يوجد فريق مصرى حقق الفوز على أرض الاستاد، ولكنها تلك الجملة التى نطق بها معلق وهو يتكلم عن مباراة، ومثلما رفضت دائما هتافات صدرت وتصدر من معلقين مصريين من نوع: «الله أكبر».. «عايز تغيظو هات له زيزو».
«المصريين أهمه».. وغيرها من تلك الهتافات أرفض الآن ودائما تلك التعليقات من المعلقين العرب التى تكشف عن تحيز بالغ لجنسيتهم وليس لمهنتهم.. وهذا ليس احترافا إطلاقا.
** الزمالك كان سيئا للغاية.. والثقة والغرور والظن بأن الفوز مضمون هو أول أسباب الهزيمة. وبعدها يأتى قفز الدفاع إلى أسفل. واتخاذ مواقع تمركز هى أقرب لخيال المآتة من الصلابة الدفاعية والجدية.. بجانب البداية بالتأخر بهدف مبكر سجله مروان تاج فى الدقيقة الخامسة، وهو ما ترتب عليه المزيد من المساحات فى دفاع ووسط الزمالك بحثا عن التعادل بأداء عشوائى، وكانت العشوائية مثل كرة الثلج الهابطة من أعلى التل، تكبر وتكبر كلما مضى الوقت لدرجة أن النجم الساحلى اقترب من الهدف السادس كثيرا..
** ليس صحيحا أن الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى تخلو من المسئولية . فلا توجد حرية مطلقة بلا سقف.. وهذا رأيى بعيدا عن النظريات والادعاء بالحرية التى على الكيف، ثم لماذا غضب الجميع يوم قادت تلك الحرية المشوهة إلى خصومة مع شعب شقيق مثل الجزائر فى يوم من الأيام الغبراء..
** فى العالم كله هناك سخرية، وهناك مبارزات طريفة بين أنصار الفرق والمشجعين. لكن الشماتة والكراهية والسباب لا يمارسه سوى من يفهم قيم الرياضة. وقديما (ليس قديما جدا).. كانت جماهير الأهلى والزمالك تتبادل السخرية بمنشورات بعناوين تحمل التعازى.. فيضحك لها وعليها ومنها الطرفان.. لم تكن هناك فى ذلك الزمن البعيد (ليس بعيدا جدا) تلك الشماتة والكراهية والبغضاء.. التى دفعت بسببها كرة القدم المصرية الكثير من الدم والضحايا.. أنتم تتحملون المسئولية فى ذلك وفيما بعد ذلك وفيما بعد ذلك..؟!