** أسباب التكتيك الدفاعى للأهلى فى رادس مفهومة، فالشوط الثانى على ملعبه باستاد القاهرة. لكن من الواضح أن لمدرب الترجى فلسفة دفاعية، وبها هزم صن داونز مرتين بهدف نظيف ذهابًا وعودة على أرضه وخارجها. إلا أن أحد أهم الأسباب الأخرى هى قاعدة احتساب تسجيل هدف لفريق خارج أرضه بهدفين فى حال التعادل. وهى القاعدة التى ألغيت فى أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية.. ترى ماذا ينتظر «كاف»؟!
** الجهد البدنى هجومًا ودفاعًا لا يتحمله لاعبو الفريقين بما يملكونه من لياقة، فلكى تدافع ثم تهاجم بانتشار سريع وتحركات تمنح الزميل الذى يمتلك الكرة اختيارات تمرير متعددة مسألة معقدة للغاية خاصة أن الفريق المقابل كان يلعب مدافعًا أيضًا؟
** للمشاهد وللمشجع تبدو مباراة الأهلى والترجى متوسطة المستوى أو أقل من المتوسط، لأنها بلا أهداف، وبلا فرص كبيرة. لكنى أحترم الصراع التكتيكى، والجهد البدنى المبذول، وفى الوقت نفسه أعتبر كل مباراة لكرة القدم فيلما له قصة وعقدة وحل وينتج دراما، وفى هذا السياق أسأل الجميع: «هل كانت أنظاركم مشدودة لملعب حمادى العقربى أم كنتم تتثاءبون من الملل؟!».
** أضرب مثالًا على مستوى أعلى، بل من واقع أعلى المستويات، وهو حاجة فرق كبرى إلى الدفاع نتيجة المنافسة وقوة المنافس ودرجة أهمية المباراة. اضرب مثالًا بريال مدريد، وهو يلعب أمام السيتى فى دورى أبطال أوروبا بملعب الاتحاد وكيف دافع الريال، وكيف قال أنشيلوتى: «لو كنا هاجمنا لخسرنا بخمسة أهداف». وقبل اليوم الأخير فى البريمير ليج، أمس، حيث السباق الشرس على اللقب وعلى البقاء فى الممتاز وعلى مراكز البطولات الأوروبية. حين لعب أرسنال أمام مانشستر يونايتد سجل هدفًا، ولعب بحذر دون مغامرة والأمر نفسه تكرر فى مباراة مانشستر سيتى وتوتنهام. فلم يلعب السيتى بأسلوبه المعتاد كل المباراة.
** الأهلى والترجى دافعا، وللمرة الثامنة على التوالى لم تهتز شباك الأهلى فى البطولة، وللمرة التاسعة خرج الترجى شباك نظيفة، وأحيانًا تفرض النهائيات هذا الأسلوب من اللعب. لكن المهم كيف دافع الفريقان وتحديدًا الأهلى؟
** فرض كولر الحذر على ظهيرى الجنب وعلى لاعبى الوسط مروان عطية وأكرم توفيق، كما فرض على الجناحين حسين الشحات وبيرسى تاو مساندة الطرفين بالعودة للدفاع فور أن يفقد الفريق الكرة وسمح كولر بالمغامرة لإمام عاشور المساند فى الضغط العالى أحيانًا على دفاع الترجى بالمشاركة مع وسام أبوعلى. ولأن بناء التحصينات الدفاعية فى وسط الملعب كان تكتيكًا واضحًا عجز الترجى عن تهديد مرمى الأهلى طوال المباراة تقريبًا باستثناء الفرصة الذهبية التى لاحت للبرازيلى يان ساس فى الدقيقة الخامسة. ولا أعتبر التسديدات التى لا تتوجه إلى مرمى الخصم تهديدًا أو فرصًا حقيقية للتهديف، لكنها محاولات لا بأس بها، وكانت من حسين الشحات ومن إمام عاشور، وهو ما وضع الترجى تحت التهديد فى فترات.
** المغامرة الهجومية النسبية بدأها الأهلى فى الشوط الثانى، بامتلاك الكرة فى ملعب الترجى الذى كان منظمًا جدًا على المستوى الدفاعى، وشكلت تلك المغامرة تهديدًا للفريق التونسى الذى ظل يدافع ومحاولًا الرد بهجوم مرتد لم يجد مساحة يلعب بها للحائط الدفاعى الأحمر الذى بناه السويسرى كولر.
** لاحظ أن الأهلى فى الدورى لا يلعب بهذا الأسلوب الدفاعى، وأن أفضل أشواطه الهجومية كان أمام الاتحاد السكندرى، بينما حقق الفوز بصعوبة مثلًا أمام بلدية المحلة. والأمر نفسه بالنسبة للترجى الذى فاز على النجم الساحلى 3/2. وتأخر مرتين حتى عاد وتقدم فى النهاية. هذا فارق بين بطولة إفريقيا والدورى المحلى هنا هناك وفارق أيضًا فى الجوائز المالية للبطل الذى سيتوج بكأس محشوة بأربعة ملايين دولار (قرابة 200 مليون جنيه)، ويا لها من جائزة لأى فريق يعمل بعقل احترافى حقيقى.
** مباراة الذهاب جرت فى أجواء أوروبية من جانب جماهير الترجى التى قدمت تيفو رائعًا. كما تعاملت إدارة الترجى مع جماهير الأهلى بشكل جيد حسب شهادات قرأتها أثناء المباراة. ونرجو أن نحسن استقبال جمهور الترجى ونعامله بمثل ما تعامل الأشقاء فى تونس مع جمهور الأهلى.