** «هزيمة وخواطر غاضبة» .. كان ذلك عنوان مقال بعد المباراة الأولى أمام المغرب، لمنتخب مصر تحت 17 سنة فى تصفيات شمال إفريقيا، وكانت المباراة انتهت بفوز الفريق المغربى 5/1 . وهى نتيجة ثقيلة، وأضيف إليها سوء الأداء وتفكك المنتخب. وعندما قرأ المقال علق دكتور إيهاب الكومى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة قائلا: «أؤكد لك أن المنتخب جيد وسوف يتحسن الأداء فى المباريات القادمة».
** من الإنصاف أن أسجل تعليق عضو مجلس إدارة الاتحاد، على الرغم من أنى لم أتفاءل بعد المباراة الأولى، وكان الغضب شديدا، وهو غضب المحب لمنتخبات بلدنا، وكان الغضب شديدا لأسباب أحاطت بقصة ما تردد عن تزوير الأعمار وإبعاد المزورين قبل وقت قصير من انطلاق التصفيات، وسوء الأداء فى مباراة المغرب بجانب تراكم النتائج السيئة لسنوات لمختلف المنتخبات من الأول حتى الأخير. دون إنكار أنه كان منتخبا مظلوما عانى من عدم الاهتمام الإعلامى والجماهيرى!
** اليوم أهنئ منتخب مصر تحت 17 سنة ومدربه الكابتن أحمد الكأس، وأهنئ الاتحاد على التأهل لنهائيات تلك المسابقة بعد 13 عاما من الغياب ومنذ مشاركة الفريق فى بطولة رواندا عام 2011. وتلك التهنئة المتعددة لا تعود فقط إلى الفوز ببطولة تصفيات شمال إفريقيا، وإنما انتفاض كل لاعبى الفريق من أجل كرامتهم وكبرياء الكرة المصرية، وعدم يأسهم بسبب الهزيمة الأولى ، وتحملهم للنقد العنيف ولحالة الغضب التى أصابت الجميع بعد المباراة الأولى .. وقد فاز المنتخب على الجزائر 2/1، وعلى تونس 3/2، وهزم ليبيا 7/1، بينما تعادل منتخبا المغرب والجزائر 1/1، ليحتل منتخب مصر المركز الأول برصيد 9 نقاط، وتلاه المغرب برصيد 8 نقاط وتأهلا لنهائيات الامم الإفريقية.. وأصابتنا الفرحة، ويالها من إصابة.. والآن ماذا بعد؟
** على اتحاد الكرة برئاسة المهندس هانى أبو ريدة إعداد برنامج إعداد جاد وقوى وحقيقى قبل خوض منافسات كأس الأمم الإفريقية المقرر إقامتها بكوت ديفوار فى العام المقبل 2025.. وكان منتخب السنغال توج بلقب البطولة السابقة بعد تغلبه على نظيره المغربى بهدفين مقابل هدف. وهنا لابد أن يتنوع برنامج الإعداد، ويواجه المنتخب فرقا من المصنفة الأولى للبطولة دون إبطاء، ودون الارتكان إلى هذا التتويج السعيد بلقب شمال إفريقيا، خاصة بعد تعادل الجزائر والمغرب، كما أن الفريق الليبى لعب مستسلما حيث خاض المباراة وهو لا يملك فى رصيده أى نقطة واحتل المركز الأخير قبل مواجهة منتخب مصر وبعد مواجهته بالطبع..
** هذه المرة لا أعذار لا مبررات، ولا غض نظر، ولا انتظار حتى نعمل بجدية، ونحاول أن نضع هذا المنتخب ضمن مشروع حقيقى للمستقبل، بعد أن انقطعت أنفاسنا من النفخ فى القربة المخرومة، ومن «الأذان فى مالطا وقبرص وكريت» وأن نضع فى الحسبان أن هذه السن يمكن أن تكون نواة لجيل جديد للكرة المصرية، وأؤكد أن النهائيات القادمة للبطولة فى كوت ديفوار ستكون اختبارا يجعلنا نقف على مستوانا فى هذه السن.
** إننا منذ سنوات نتوسل مشروعا للاتحاد، ومنذ سنوات نتوسل الأخذ بسبل العلم والتدريب، وفرق ومنتخبات كبيرة فى العالم دفعت بصغار تتراوح أعمارهم بين 17 و21 عاما إلى المنتخبات الأولى. لكن هذا تحقق نتيجة نوعية تدريب وتجهيز بدنى وتكتيكى مبكر بعيدا عن هذا الافتراض المضحك بأن هذه السن لا تحتمل هضم الخطط والتكتيكات كما قيل.
** مبروك لمنتخب مصر تحت 17 سنة وللاعبين وللجهاز الفنى بأكمله الفوز بلقب شمال إفريقيا. ويبقى السؤال: هل حقا أن منتخبات الشمال الإفريقى هى الأقوى فى تلك المرحلة السنية على مستوى القارة أم هناك منتخبات تملك قدرات ومهارات فطرية مثل القوة والسرعة المبكرة فى هذه السن، وهما من أهم مهارات اللعبة الآن؟