الشعب لا يريد رئيسا بالتقسيط - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:21 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشعب لا يريد رئيسا بالتقسيط

نشر فى : السبت 30 يونيو 2012 - 8:45 ص | آخر تحديث : السبت 30 يونيو 2012 - 8:45 ص

الأمة هى مصدر السلطات وليس المجلس العسكرى الذى يتصرف وكأنه يحمل جرابا كبيرا، يكبش منه فيمنح هذا ويمنع عن ذاك.. لقد جاء محمد مرسى رئيسا لمصر الجديدة باختيار الشعب وليس بإرادة المجلس العسكرى، أو منة وفضلا من لدنه.. مرسى أول رئيس مدنى منتخب لمصر بعد ثورة هتفت «يسقط حكم العسكر «غير أن سيادة المجلس الأعلى يسلك على نحو يسىء إلى منصب رئيس الجمهورية، وكأنه يريد أن يوصل رسالة للجميع مؤداها أنه أبوالسلطات وفوقها ومصدرها ومانحها، سواء بالتقسيط أو بالجملة، وعلى هذا لا يتوقف عن وضع أحجار ضخمة فى طريق مباشرة الرئيس المنتخب مهام منصبه.

 

ولكى لا ينسى لم يكن أحد سيسمع عن السادة أعضاء المجلس أو يراهم على الشاشات لو لم يقم الشعب المصرى بثورة أسقطت رأس النظام وتعافر لتخليص البلد من بقاياه التى تخوض حربا لا هوادة فيها ضد التغيير.. وبالتالى صاحب الفضل بعد الله فى هذا الإنجاز الذى جعل التاريخ ينحنى احتراما وتقديرا هو الشعب، وفى مقدمته الشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم فى الميادين، والجرحى والمصابون الذين ضحوا بحبات العيون وأعضاء أجسادهم كى يصنعوا لنا هذا المشهد التاريخى.

 

ولذلك يبدو غريبا ومستفزا أن يرسل «العسكرى» إشارات متعاقبة يريد أن يقول من خلالها أنه أبوالسلطات، ومن ذلك مثلا أن يعلن «مصدر عسكرى» أمس الأول أن حلف اليمين سيكون أمام الدستورية، فيما سيؤجل حفل تنصيب الرئيس لأجل غير مسمى، على أن يقام الاحتفال بمعرفة المجلس العسكرى فى معسكر الهايكستب، وهو ما يشى بأن السلطة عند العسكرى، يهبها لمن يشاء فى الوقت الذى يشاء.

 

وإذا كان البعض يرى فى أداء الرئيس لليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية فى مقرها رضوخا لغطرسة الإعلان الدستورى المكمل، فإن ذهاب الرئيس إلى الشعب باعتباره مصدر كل السلطات فى ميدان الثورة قبل الذهاب للدستورية، يعد خطوة تعبر عن احترام للإرادة الشعبية، لأن الدستور يقضى بأن يؤدى الرئيس اليمين أمام شعبه ممثلا فى نوابه، وبما أن مجلس النواب مغلق أو مخطوف أو مرفوع من الخدمة، يصبح التواصل مع الشعب مباشرة فعلا سياسيا جديرا بالاحترام.

 

وبما أننى واحد من هذا الشعب فإننى أطلب من الرئيس المدنى المنتخب أن يؤدى اليمين ويبدأ مباشرة فى ممارسة مهامه، دون انتظار لحفلات ومهرجانات وكرنفالات هى بكل تأكيد سترهق ميزانية الدولة أكثر مما هى مرهقة ومنهكة، ليضرب بذلك مثلا فى ترشيد النفقات، وتوفير الوقت والجهد لما ينتظره وينتظرنا جميعا من معارك فى ميادين الاقتصاد.

 

ويكفى الرئيس الجديد احتفاء واحتفالا أن يخاطب شعبه ويصافحه فى ميدان الثورة من فوق منصة خشبية متواضعة، يصل إليها سيرا على أرض تخضبت بدماء شهداء صنعوا له ولنا هذا الحلم.

 

إن هذا الشعب صنع ثورته لكى يأتى بنظام حكم محترم ورئيس جديد يصل إلى مقعده سيرا على الأقدام وليس على متن عربة تجرها الخيول.. ويكفى الرئيس هتافات جموع الميدان وأغنياتهم البسيطة عوضا عن بهرجة احتفالات تشق بطن خزينة الدولة المريضة أصلا.

 

السيد الرئيس: لقد أعطاك الشعب السلطة فتسلمها منه مباشرة، وليعد «العسكرى» إلى ثكناته مشكورا، رغم كل الدماء والجراح

وائل قنديل كاتب صحفي