يوسف إدريس.. لمحة من حياة نبي القصة في ذكرى رحيله - بوابة الشروق
الإثنين 9 سبتمبر 2024 7:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوسف إدريس.. لمحة من حياة نبي القصة في ذكرى رحيله

محمود عماد
نشر في: الخميس 1 أغسطس 2024 - 4:28 م | آخر تحديث: الخميس 1 أغسطس 2024 - 4:28 م

تحل اليوم 1 أغسطس ذكرى رحيل الكاتب الكبير يوسف إدريس، والذي ولد في 19 مايو عام 1927، ورحل في 1 أغسطس عام 1991، وهو كاتب قصصي، ومسرحي، وروائي مصري.

حياته الأولى
ولد يوسف إدريس في البيروم التابعة لمركز فاقوس، محافظة الشرقية، وكان والده متخصصا في استصلاح الأراضي ولذا كان متأثرا بكثرة تنقل والده، وعاش بعيدا عن المدينة وقد أرسله والده ليعيش مع جدته في القرية.

لما كانت الكيمياء والعلوم تجتذب يوسف فقد أراد أن يكون طبيبا، وفي سنوات دراسته بكلية الطب اشترك في مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق، وفي 1951 صار السكرتير التنفيذي للجنة الدفاع عند الطلبة، ثم سكرتيرا للجنة الطلبة.

وبهذه الصفة نشر مجلات ثورية وسجن وأبعد عن الدراسة عدة أشهر. وكان أثناء دراسته للطب قد حاول كتابة قصته القصيرة الأولى، التي لاقت شهرة كبيرة بين زملائه.

عمله
عمل كطبيب بالقصر العيني في الفترة من عام 1951 وحتى عام 1960، وحاول ممارسة الطب النفساني سنة 1956، ثم مفتش صحة، ثم صحفي محرر بالجمهورية، 1960، كاتب بجريدة الأهرام، 1973 حتى عام 1982.

أسفاره
سافر عدة مرات إلى جل العالم العربي وزار بين عامي 1953 و1980 كلا من فرنسا، إنجلترا، أمريكا واليابان وتايلندا وسنغافورة وبلاد جنوب شرق آسيا، وكان عضوا كل من نادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ونادي القلم الدولي.

حياته الأدبية
منذ سنوات الدراسة الجامعية وهو يحاول نشر كتاباته. وبدأت قصصه القصيرة تظهر في المصري وروز اليوسف، وفي عام 1954 ظهرت مجموعته أرخص الليالي.

نضاله في الجزائر
في عام 1961 انضم إلى المناضلين الجزائريين في الجبال وحارب في معارك استقلالهم ستة أشهر وأصيب بجرح وأهداه الجزائريون وساما إعرابا عن تقديرهم لجهوده في سبيلهم وعاد إلى مصر، وقد صار صحفيا معترفا به حيث نشر روايات قصصية، وقصصا قصيرة، ومسرحيات.

الاعتراف به ككاتب كبير وتقديره
وفي عام 1963 حصل على وسام الجمهورية واعترف به ككاتب من أهم كتاب عصره، إلا أن النجاح والتقدير أو الاعتراف لم يخلصه من انشغاله بالقضايا السياسية، وظل مثابرا على التعبير عن رأيه بصراحة، ونشر في 1969 المخططين منتقدا فيها نظام عبد الناصر ومنعت المسرحية، وإن ظلت قصصه القصيرة ومسرحياته غير السياسية تنشر في القاهرة وفي بيروت.


وفي 1972، اختفى من الساحة العامة، على أثر تعليقات له علنية ضد الوضع السياسي في عصر السادات ولم يعد للظهور إلا بعد حرب أكتوبر 1973 عندما أصبح من كبار كتاب جريدة الأهرام.

التأثير الإجتماعي والسياسي على يوسف إدريس

لقد عايش يوسف إدريس في مرحلة الشباب فترة حيوية من تاريخ مصر من جوانبه الثقافية والسياسية والاجتماعية، حيث الانتقال من الملكية بكل ما فيها من متناقضات، إلى الثورة بكل ما حملته من آمال، ثم النكسة وما خلفته من هزائم نفسية وآلام، ثم النصر في 73 بكل ما كان ينطوي عليه من استرداد لعزة وكرامة الشخصية المصرية، ثم الانفتاح وما تبع ذلك من آثار على المجتمع المصري من تخبط وتغير في بنيته الثقافية والنفسية والاجتماعية.

إنه رجل عاش كل هذه التقلبات، ليس كما يعيشها الإنسان العادي، بل كما يعيشها الفنان المبدع الذي تؤثر فيه تفاصيل الأحداث، ويعمل على أن يرصدها ليتمكن من تأثيره عليها، فجاء أدبه معبرا عن كل مرحلة من هذه المراحل، وناطقا برأيه عما يتغير ويحدث حولنا في هذا البلد وما يحدث في أبنائها، ولا سيما أنه كان في مطلع شبابه متأثرا بالفكر الماركسي بكل ما يحمله من هموم اجتماعية.

يوسف إدريس الكاتب المطلع
كان كاتبنا غزير الثقافة واسع الاطلاع بالشكل الذي يصعب معه عند تحديد مصادر ثقافته أن تقول إنه تأثر بأحد الروافد الثقافية بشكل أكبر من الآخر.

حيث اطلع على الأدب العالمي وخاصة الروسي وقرأ لبعض الكتاب الفرنسيين والإنجليز، كما كان له قراءاته في الأدب الآسيوي وقرأ لبعض الكتاب الصينيين والكوريين واليابانيين، وإن كان مما سجله النقاد عليه أنه لم يحفل كثيرا بالتراث الأدبي العربي وإن كان قد اطلع على بعض منه.

هذا من ناحية أدبية وفنية وثقافية عامة ساهمت في تشكيل وعيه العقلي والأدبي، ولعل ممارسته لمهنة الطب وما تنطوي عليه هذه الممارسة من اطلاع على أحوال المرضى في أشد لحظات ضعفهم الإنساني، ومعايشته لأجواء هذه المهنة الإنسانية ما أثر في وعيه الإنساني والوجداني بشكل كبير، مما جعل منه إنسانا شديد الحساسية شديد القرب من الناس شديد القدرة على التعبير عنهم، حتى لتكاد تقول إنه يكتب من داخلهم وليس من داخل نفسه.

أعماله
وليوسف إدريس العديد من الأعمال الأدبية الهامة، ورغم قوة كتاباته في القصة القصيرة وكونه من عمالقة ذلك الإبداع، ولكنه يملكزأيضا العديد من الروايات والمسرحيات المهمة ومن أبرز أعماله الكثيرة :

مجموعة "أرخص ليالي"، مجموعة "جمهورية فرحات" مجموعة "حادثة شرف"، والعديد من المجموعات القصصية الأخرى.

أما الروايات:
رواية: "قصة حب"، رواية "الحرام"، رواية "العيب"، وروايات كثيرة أخرى.

الجوائز
حصل يوسف إدريس على العديد من الجوائز والتكريمات على مدار حياته الأدبية مثل:

وسام الجزائر (1961)، وسام الجمهورية (1963 و1967)،
وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1980)، وغيرها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك