السناتر تستقبل الطلاب قبل المدارس - بوابة الشروق
الخميس 19 سبتمبر 2024 4:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السناتر تستقبل الطلاب قبل المدارس

تحقيق ــ نفين أشرف ومحمد صابر:
نشر في: السبت 1 أكتوبر 2022 - 9:04 م | آخر تحديث: السبت 1 أكتوبر 2022 - 9:04 م
أولياء الأمور يشيدون بانتظام العمل فى المراكز التعليمية وينتقدون أداء المدارس
وزير التعليم: دمج التكنولوجيا فى المنهج التعليمى سيقلل الحاجة للدروس الخصوصية
أستاذ مناهج: الحل فى وجود لجان للتفتيش على المدرسين وطرق الشرح والتأكد من تواجدهم من عدمه
مصدر بـ«التعليم»: تفعيل مجموعات التقوية بالمدارس لمكافحة الدروس الخصوصية.. وغلق السناتر من سلطة وزارة التنمية المحلية

فى تحدٍ واضح للحكومة والأجهزة التنفيذية؛ استبقت سناتر الدروس الخصوصية المدارس فى بدء العام الدراسى، واستقبلت الطلاب فى جميع المراحل التعليمية من الابتدائى حتى الثانوية العامة، ما يهدد جهود وزارة التربية والتعليم التى تحاول الارتقاء بالمنظومة التعليمية من خلال عدد من الإجراءات لعودة الطلاب للمدارس مرة أخرى، وتقليل عجز المعلمين، وتفعيل مجموعات التقوية بالمدارس، وزيادة المقابل المادى لمعلمى الحصة.

مها أحمد ولية أمر طالب بالصف الأول الثانوى، تقول إنها تفضل السنتر على المدرسة لعدم إقدام المدرسين على الشرح فى المدارس كما يفعلون فى السناتر والدروس الخصوصية، كما أن كثافة الطلاب فى المدارس لا تعطى فرصة جيدة للطلاب للتحصيل فى ظل وقت محدود للحصص الدراسية، مضيفة: «أنه رغم ارتفاع أسعار السناتر والدروس الخصوصية فإنها أفضل من حضور الطلاب فى المدارس.

ويتفق معها صلاح حافظ، ولى أمر لـ3 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، مؤكدا أن السبب الأساسى لإقبال الأهالى والأبناء على السناتر هو عدم شرح المدرسين للمواد الدراسية سواء فى المدارس الحكومية أو الخاصة، بجانب متابعة المدرس فى السنتر لحضور الطلاب واستيعابهم للنصوص الدراسية رغم الاستعانة بكتب خارجية مع المذكرات.

من جانبه، قال أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الإسكندرية أحمد سمير، إن الطلاب يفضلون السناتر على المدارس لأنها بدون قيود سواء من الموجهين والمدرسين، وأغلب الأماكن التى يتم فيها التدريس الخاص تكون مختلطة شباب وفتيات وبالأخص فى مرحلة الثانوية، مضيفا: «فى السناتر المدرس هو المسيطر على الطلبة ولا يوجد ولى أمر يمكن أن يقتحم السنتر أو يتعدى على مدرس، على عكس المدارس التى تشهد خلافات مستمرة بين أولياء الأمور والمدرسين، فعندما يعاقب المدرس التلميذ فى المدرسة يحاول ولى الأمر التعدى على المدرس، أما فى السنتر عندما يعاقب المدرس الطالب ويطرده ويطالبه بعدم الحضور مرة أخرى بسبب عدم الانضباط يحاول ولى الأمر جاهدا إعادة الطالب إلى السنتر مرة أخرى والاعتذار للمدرس.

وأشار سمير، فى تصريحات لـ«الشروق»، إلى أن فكرة السنتر أبوية حيث يحرص أولياء الأمور على تحصيل أبنائهم الدروس من الدرس الخصوصى لعلمهم أن المدارس لا تقدم تعليما جيدا لأبنائهم، مردفا: «زمان ماكنش حد بياخد درس غير الطالب الضعيف اللى مبيعرفش يذاكر لوحده، أو لا يفهم من مدرس المدرسة ولكن حاليا معظم الطلاب يحصلون على الدروس الخصوصية».

واعتبر أستاذ المناهج وطرق التدريس كلية التربية جامعة الإسكندرية، أن الحل فى وجود لجان تذهب المدرسة لمتابعة طرق التدريس للطلاب، والتأكد من وجود شرح فى الفصول من عدمه، بجانب ضرورة وجود حوافز لإعادة الطلاب للمدارس مرة أخرى سواء من خلال اليوم الرياضى أو الثقافى أو الأنشطة المختلفة، مؤكدا أن المقابل المادى الضعيف الذى يحصل عليه المدرسون هو أحد العوامل التى تساهم فى عدم بذل المدرس أقصى جهد لتعليم الطلاب ومحاولة شرح الدروس بشكل لا يجعلهم يقبلون على الدروس الخصوصية، وهو ما يعمل عليه وزير التعليم الجديد رضا حجازى.

ويقول محمد زيدان، مشرف عام مادة الرياضيات بإحدى المدارس الخاصة، إن هناك اختلافا بين المدارس الخاصة والحكومية، فطلاب المدارس الخاصة ملتزمون بالحضور والانتظام فى الدراسة على عكس ما يحدث فى أغلب المدارس الأخرى، ويرجع السبب الرئيسى للكثافة العالية فى فصول المدارس الحكومية ما يجعل ولى الأمر يبحث عن مكان آخر يستطيع فيه الطالب الحصول على المادة العلمية بشكل مبسط، كما أن المعلم لا يستطيع أن يقوم بعمله على أكمل وجه فى ظل كثافة الطلاب المرتفعة فى الفصول والسيطرة على الطلاب، والعكس فى المدارس الخاصة الجميع يتابع الطالب سواء المدرس أو ولى الأمر، وفى حالة غياب الطالب يتم التواصل مع ولى الأمر لمعرفة أسباب غياب الطالب وطرق تعويض الحصص الدراسية التى لم يحضرها.

واعتبر زيدان أن نقص المعلمين فى المدارس الحكومة يضيف عبئا آخر على المدرس الذى يضطر إلى تدريس أكثر من مادة وأحيانا لا يكون على علم بالمواد الإضافية التى يقوم بتدريسها للطلاب، ما يؤثر بالتأكيد على الطلاب، مضيفا: «هناك عوامل كثيرة تجعل أولياء الأمور يقبلون على السناتر منها امتحانات التقييم التى تتم فى السنتر بشكل دورى ورسمى والمتابعة مع ولى الأمر مما يجعلها تتفوق على المدارس».

ويقول أحمد سالم، مدرس رياضيات بأحد المدارس، إن الأسباب الرئيسية لتفضيل الطلاب السنتر على المدرسة، هو الالتزام الذى تفرضه السناتر على الطلاب، كما أن الطلاب يدفعون أموالا للتحصيل، وفى حالة وجود أى مشكلة من أى يطالب يتم منعه من الحضور مرة أخرى، على عكس المدرسة هناك طلاب يريدون التعلم وأخرين يذهبون للهو واللعب ما يؤثر على الطلاب فى الفصول، وفى حالة قيام الطالب بأى مشكلة لا يتم منعه من المدرسة أو عقابه، لافتا إلى أن نسبة التحصيل التى يحصل عليها الطالب من المدرسة لا تتعدى 25% ويحصل على الباقى من الدروس الخصوصية.

وأشار سالم إلى أن أدوات التعليم فى المدارس بسيطة وقليلة على عكس السناتر؛ الأدوات متوفرة مثل المذكرات والمساعدين، كما أن الحساب فى المدرسة يختلف عن السنتر، فى المدارس الحساب يكون على حضور المدرس ودفاتر التحضير، ولكن فى السناتر الحساب على نتيجة الطالب وهو أمر يؤثر على سمعة السنتر بشكل عام.

فى المقابل، قال مصدر بوزارة التربية والتعليم، إنه سيتم الاهتمام بتفعيل مجموعات التقوية بالمدارس على مستوى الجمهورية، خلال الفترة المقبلة، وحث الطلاب على الانضمام إليها لمكافحة الدروس الخصوصية.

وأضاف المصدر تصريحات لـ«الشروق»، أنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد المعلمين المتغيبين عن مدارسهم وعدم الاهتمام بجداولهم بالفصول لإعطاء دروس خصوصية بالمخالفة لقرارات الوزارة بمنع الدروس الخصوصية، موضحا أن قرار غلق مراكز الدروس الخصوصية من سلطة وزارة التنمية المحلية والتى تعمل حاليا على التعامل مع المراكز غير المرخصة وإغلاقها تماما بالتنسيق مع وزارتى التربية والتعليم والداخلية.

ومن جانبه، قال وزير التربية والتعليم رضا حجازى، إنه سيتم تقليل ظاهرة الدروس الخصوصية من خلال دمج التكنولوجيا فى المنهج التعليمى مما يعمل على تقليل اللجوء للدروس الخصوصية.

وأضاف حجازى، فى تصريحات صحفية له منذ أيام، أنه سيتم رفع ثمن الحصة للمعلم الذى يعمل بالحصة، حيث بلغ ثمن الحصة الواحدة فى العام الماضى، 3 جنيهات و٤٠ قرشا، وتم رفع مذكرة لرئيس الوزراء ووزير المالية وتم زيادتها لـ٢٠ جنيها.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك