نجحت إحدى الباحثات بمحافظات دمياط فى إعادة تدوير زيوت الطعام المستعملة وتحويله إلى وقود حيوى، ضمن مبادرة مجتمعية أطلقتها فى محافظة دمياط تستهدف المحافظة على البيئة وتقليل نسب التلوث وتقديم حلول لإعادة تدوير المنتجات.
تقول الباحثة ماهيتاب الرمال، الحاصلة على الماجستير فى مجال البيئة، إن مبادرتها تهدف إلى إعادة تدوير الزيوت، وإيجاد حلول تنموية مستدامة للمشكلات الناتجة عن التعامل غير الآمن مع زيوت الطعام، مضيفة أن المبادرة انطلقت فى شهر مايو الماضى فى مدينة كفر البطيخ بمحافظة دمياط، ثم امتدت لباقى المحافظة بالكامل والمحافظات المجاورة.
وأضافت ماهيتاب لـ«الشروق»، أن التخلص من الزيوت النباتية أو الحيوانية المستهلكة مع نظام الصرف المنزلى يؤدى إلى انسداد البالوعات ومواسير الصرف، ويؤدى كذلك إلى خفض كفاءة محطات معالجة مياه الصرف المختلطة بهذه الزيوت ويكلف الدولة مبالغ طائلة للتخلص منها، مشيرة إلى أن مبادرتها تستهدف رفع الوعى البيئى للسكان المحليين بتسليط الضوء على الأضرار الناتجة عن الاستخدام غير الآمن للزيوت.
«الزيوت النباتية المستهلكة تعتبر أساس للعديد من الصناعات وعلى رأسها صناعة الوقود الحيوى أو البيوديزيل وهو بديل عن الوقود الاحفورى التقليدى، حيث إن إحدى مزايا البيوديزيل أنه آمن تماما، ولا ينتج غاز ثانى أكسيد الكربون عند الحرق»، تقول ماهيتاب.
وعن طريقة عمل إنتاج الوقود من الزيوت المستعملة، أوضحت أن أصحاب المنازل يقومون بتجميع بواقى الزيوت المستهلكة فى زجاجات بلاستيكية يعاد استخدامها مثل زجاجات الزيت الفارغة وزجاجات المنظفات السائلة، وعند وصول كمية الزيت لأربعة لترات يقوم صاحب المنزل بملء استمارة على الفيسبوك أو التواصل مع أحد أعضاء المبادرة عن طريق الواتساب، لترتيب زيارة لجمع الزيوت من المواطنين مقابل مبلغ مالى عن كل لتر زيت.
تؤكد ماهيتاب أن المبادرة تقوم على الجهود الذاتية سواء المادية أو المعنوية لأفرادها، وتعتمد فى استدامتها على تحقيق عائد مادى من عملية بيع الزيوت للمصانع أو وكلاء الزيوت المستهلكة المعتمدين وهذا العائد يضخ فى شراء أدوات للتجميع وتغطية نفقات شراء زيوت جديدة وتكلفة النقل بالسيارات.
أما عن الصعوبات التى تواجه المبادرة، فأشارت إلى صعوبة إقناع المواطنين فى البداية بتغيير سلوكياتهم اليومية وإقناعهم بأن مسؤلية كل فرد المحافظة على البيئة.