جعل متحف شرم الشيخ تمثال الزوجين "ثاي ونايا"، قطعة العرض المتحفي الهامة على مدار شهر فبراير الجاري، احتفالًا بعيد الحب، لتجسيد الحياة الزوجية المستقرة لدى القدماء المصريين.
وقال محمد حسنين مدير المتحف، إنه عبارة عن تمثال مزدوج للزوجين "ثاي ونايا" وهما جالسان على مقعد ذو مسند مرتفع من الخلف، ويظهر الزوج مرتديًا رداءً واسعًا، عليه من الأمام سطر رأسي من الكتابة الهيروغليفية، والزوجة ترتدي رداءً حابكًا طويلًا، وتضع يدها اليمنى على كتف زوجها، مشيرًا إلى أن الزوجين يرتديان باروكة شعر طويلة، ويوجد على المقعد بين الزوجين من أسفل نقش وبينهما مائدة قرابين.
وأكد مدير المتحف في تصريح له، أن الحب لدى قدماء المصريين كان يُعد عنصرًا أساسيًا في الحياة الزوجية، وتجسد ذلك من خلال العلاقة بين الزوجين، وكيف كان الحب يُعبر عن نفسه من خلال الاحترام المتبادل، والشراكة والمودة والتفاهم، ليؤكدوا أن الحب ليس مجرد شعور، بل هو أيضًا أساس قوي يُعزز الحياة الاجتماعية والثقافية.
وأشار إلى أن إدارة المتحف اعتادت على تنظيم فعاليات لتعريف الزائرين على أشهر قصص الحب المصرية القديمة بمختلف اللغات، ومنها الملك رمسيس الثاني والملكة نفرتاري، والملك إخناتون وزوجته نفرتيتي، وعلى رأسها قصة الحب الخالدة بين "إيزيس وأوزوريس"، التي تُعد من أشهر قصص الحب والوفاء عند المصريين القدماء، وكيف صارت "إيزيس" رمزًا ومعبودة للحب والوفاء.
وأوضح أن المصري القديم عبر عن الحب بالمفردات والصور البلاغية المختلفة، وكان محفزًا لهم على ابتكار الأساطير والأشعار والأدب، لكونهم أول من تفاخروا بعاطفة الحب وخلدوها في عالم الأحياء على جدران معابدهم ومقابرهم ليحيا الجميع بالحب في العالم الآخر، كما تبارى الملوك في تخليد قصص حبهم، فكتبوا الخلود لملكاتهم بمبانٍ خُصصت لهن، ونقوش لا حصر لها أبرزت مكانتهن، إضافة إلى استخدام عناصر الطبيعة كرمز للحب، مثل شجرة الجميز وزهرة اللوتس.
وأضاف أن قدماء المصريين أطلقوا على المرأة عدة ألقاب مثل الملكة، المحبوبة، الزوجة، جميلة الوجه، عظيمة المحبة، المشرقة كالشمس، مُنعشة القلوب، سيدة البهجة، سيدة النسيم، جميلة الجميلات، وغيرها من الألقاب الواردة في كثير من نصوص الأدب المصري القديم.
ولفت إلى أن القدماء المصريين اعتادوا على تداول عبارات وكلمات تنقل مشاعرهم مستخدمين لغة عصرهم، مثل عبارات "هي التي أشرقت الشمس من أجلها، إنها الوحيدة الفريدة حبيبتي، لا مثيل لها، وأكثر جمالًا من كل النساء، انظر إنها مثل نجمة السماء سوبدت المشرقة في العام الجديد"، خاصة في عيد الحب.