تقارير غربية: وثيقة «حماس» الجديدة محاولة لإنهاء عزلتها - بوابة الشروق
السبت 19 أكتوبر 2024 1:16 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تقارير غربية: وثيقة «حماس» الجديدة محاولة لإنهاء عزلتها

كتب ــ محمد هشام:
نشر في: الثلاثاء 2 مايو 2017 - 6:59 م | آخر تحديث: الثلاثاء 2 مايو 2017 - 6:59 م
ــ «فورين بوليسى»: القبول بدولة فلسطينية مؤقتة والنأى عن الإخوان «تغيير صارخ».. و«تليجراف»: خطوة مؤقتة

ــ «جارديان»: الميثاق نتاج سنوات من النقاش المكثف بين مختلف فصائل الحركة.. و«جيروزاليم بوست»: قد يسمح لحماس بتحسين علاقاتها مع الغرب ويمهد الطريق لمصالحة فلسطينية

ــ المتحدث باسم نتنياهو: الحركة تحاول خداع العالم.. ورئيس «خارجية النواب» الأمريكى: حماس تبقى منظمة إرهابية
اعتبرت تقارير صحفية غربية وإسرائيلية، اليوم، أن الميثاق الجديد الذى أصدرته حركة حماس يعد محاولة منها لطرح وجه أكثر اعتدالا للحركة لإنهاء العزلة الدولية المفروضة عليها. جاء ذلك فى وقت اتهمت فيه إسرائيل الحركة بمحاولة «خداع العالم».

ورأت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أن حركة حماس عبر ميثاقها الجديد تطرح وجها أكثر اعتدالا، على الأقل على الورق، فى محاولة لإخراج نفسها من العزلة الدولية.

وأوضحت المجلة فى تقرير لها أمس، أن الميثاق الجديد للحركة يقبل بدولة فلسطينية مؤقتة (على حدود 1967)، وينأى بالحركة عن جماعة الإخوان المسلمين، ويخفض نبرة لهجتها المعادية للسامية. مشيرة إلى أن «هذا يمثل تغيير صارخ عن ميثاقها الأصلى الصادر عام 1988، الذى طالما استشهدت بها إسرائيل وحلفاؤها بانتظام كدليل على أن حماس تؤجج العنف.

ونقلت المجلة عن المتحدث باسم حماس فى غزة فوزى برهوم قوله إن «الوثيقة تتيح لنا فرصة التواصل مع العالم الخارجى»، مضيفا أن «رسالتنا للعالم هى: حماس ليست راديكالية. نحن حركة براجماتية وحضارية. لا نكره اليهود. نقاتل فقط الذين يحتلون أراضينا ويقتلون شعبنا».

فى المقابل، قالت المجلة إنه على الرغم من أن نبرة حماس أكثر اعتدالا، فإنها لا تزال لا ترفض استخدام العنف فى ميثاقها الجديد، الذى نص على أن «حماس ترفض إعاقة المقاومة أو أسلحتها، وتؤكد حق شعبنا فى تطوير أدوات المقاومة».

كما رأت «فورين بوليسى» أن التغييرات التى أدخلت على ميثاق الحركة تظهر أن الحركة تهدف إلى إصلاح العلاقات مع الدول الخليجية وكذلك مصر، التى صنفت جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.

من جانبها، رأت صحيفة «تليجراف» البريطانية أن الميثاق السياسى الجديد لحركة حماس يبدو «أكثر واقعية». وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها أمس، أنه من خلال هذه الوثيقة تعيد حماس اعتبار نفسها حركة وطنية إسلامية، بدلا من أن تكون فرعا لجماعة الإخوان، كما أنها تلغى صراحة الدعوة إلى تدمير إسرائيل، على الرغم من أنها تحتفظ بهدف «تحرير» كل فلسطين التاريخية، أى الأراضى الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن، والتى تشمل أيضا إسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أن الوثيقة تتضمن للمرة الأولى إمكانية إقامة دولة فلسطينية فى حدود 1967، وتؤكد أنها «صيغة توافق وطنى». غير أن الصحيفة اعتبرت أن تلك الصياغة للوثيقة تشير إلى أن حماس تعتبرها خطوة مؤقتة، وليس وسيلة لإنهاء الصراع.

وأشارت «تليجراف» إلى أن الإعلان عن الوثيقة جاء فى وقت تصاعد فيه التوتر بين حماس وحركة حركة فتح التى يتزعمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس، حيث هدد الأخير بممارسة ضغوط مالية على غزة.

من جانبها، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى تقرير لها، أن حماس سعت عبر ميثاقها الجديد إلى تقديم وجه عام أكثر اعتدالا، مشيرة إلى أن الحركة تحاول تقديم نسخة أكثر ملاءمة لرؤيتها للقضية الفلسطينية، وكسب الأرض ضد الرئيس محمود عباس، الذى يتزايد نفوذه.

واستبعد خبراء، حسب الصحيفة، أن يمثل الميثاق الجديد لحماس أى تغيير عميق فى موقف الحركة الحقيقى تجاه إسرائيل، لاسيما وأنها اختارت مؤخرا القيادى يحيى سنوار، زعيما جديدا لها فى غزة، كما أن الميثاق لم يعترف بأى حال من الأحوال بإسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن فايز أبو شمالة، المحلل السياسى المقرب من حماس أن الميثاق الجديد يكشف عن قدر أكبر من البراجماتية والرغبة فى التعامل مع العالم الخارجى، مضيفا أن «حماس ستكون هيئة سياسية مؤثرة فى المرحلة المقبلة».

من جانبه، أكد العميد المتقاعد بالجيش الإسرائيلى، يوسى كوبرواسر أن «عقلا واحدا» لن يتغير فى إسرائيل بشأن حماس، مشددا «لن يتأثر أحد بهذا»، فى إشارة إلى الميثاق الجديد، الذى وصفه بأنه «تجميل» لمواقف قديمة، حيث لم تتخل حماس عن ميثاقها الأصلى ولم تعترف بحق إسرائيل فى الوجود، على حد قوله.

ورأى كوبرواسر أن الميثاق الجديد يمكن أن يشكل مشكلة بالنسبة للرئيس محمود عباس، لأن السلطة الفلسطينية وبرامج حماس يبدو أنها تزداد قربا.

من جهتها، نقلت صحيفة «جارديان» البريطانية عن مصادر دبلوماسية (لم تسمها) القول إن «الميثاق الجديد للحركة تم إعداده على مدار سنوات، وكان موضع نقاش مكثف بين مختلف فصائل حماس فى غزة والمنفى والسجن.

ونقلت الصحيفة عن إد رويس، رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى قوله إنه: «حتى تعترف حماس بحق إسرائيل فى الوجود، فإن كلماتها لا معنى لها... أرى أن حماس تبقى منظمة إرهابية»....

وذكرت «جارديان» أن بعض الشخصيات الدبلوماسية المؤثرة ستسعى إلى إقناع مستشارى ترامب لشئون الشرق الأوسط بأن الوثيقة تظهر على الأقل إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية على أساس الدفع الإقليمى الأخير فى هذا الشأن بقيادة مصر.

ورأت الصحيفة أن تأكيد الميثاق على أن حماس ليست قوة ثورية تسعى للتدخل فى بلدان أخرى، التزام يحتمل أن يكون موضع ترحيب من دول أخرى مثل مصر. كما أن فك ارتباط الحركة بجماعة الإخوان يمكن أن يحسن «العلاقات المتأزمة» مع الحكومة المصرية.

من جانبها، أكدت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن إسرائيل ترى أن الميثاق الجديد لا يمثل أى تغيير حقيقى من قبل حماس.

ونقلت الصحيفة عن دافيد كيز، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قوله إن «حماس تحاول خداع العالم لكنها لن تنجح».

من جهته، حذر وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى، جلعاد أردان من أنه لا ينبغى للعالم أن ينظر إلى الميثاق الجديد لحماس باعتباره تغييرا فعليا فى سياستها كمنظمة إرهابية، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن المحللين يرون أن الميثاق الجديد يمكن أن يسمح لحماس بتحسين علاقاتها مع الدول الغربية، ويمهد الطريق لاتفاق مصالحة مع منظمة التحرير الفلسطينية.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك