أرجع عدد من التجار والمتعاملين فى سوق السيارات، هبوط مبيعات السيارات الملاكى خلال شهر مارس الماضي بنسبة تتعدي الـ50% إلى انتظار المستهلكين مزيدا من انخفاض الأسعار مع تراجع الدولار أمام الجنيه بعد توحيد سعر الصرف والقضاء على السوق الموازية، ما دفع المستهلكين إلى تأجيل قرار الشراء على الرغم من زيادة المعروض في السوق.

وشهدت مبيعات السيارات تراجعا كبيرا في مارس الماضي، بنسبة 43% على أساس شهري مسجلة مبيعات لـ 4200 مركبة فقط، مدفوعة بانخفاض 53% في مبيعات السيارات الملاكي، لتسجل 2750 وحدة فقط على مدار الشهر، وفقا للبيانات الصادرة عن مجلس معلومات سوق السيارات (أميك) أمس الأول.

وبحسب التقرير، انخفضت مبيعات الشاحنات بنسبة 10% على أساس شهري إلى 920 وحدة، بينما ظلت مبيعات الحافلات مستقرة تقريبا عند 522 وحدة.

وعلى أساس سنوي، تراجعت مبيعات السيارات بنسبة 37% في مارس الماضي، مدفوعة بانخفاض 41% في مبيعات سيارات الملاكي، وانخفضت مبيعات الحافلات بنسبة 18%، والشاحنات بـ 32% مقارنة بما كانت عليه قبل عام.

• السوق تعيش حالة «تجمد» مع تأجيل المستهلكين قرارات الشراء

قال خالد سعد، الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات، إن تراجع المبيعات جاء نتيجة لانخفاض أسعار السيارات خلال الفترة الماضية مع تراجع أسعار الدولار أمام الجنيه بعد القضاء على السوق الموازية، وزيادة المعروض فى الأسواق، ما دفع المستهلكين لتأجيل قرار الشراء فى انتظار المزيد من التراجع فى الأسعار، موضحا أن توقعات تراجع الأسعار تسبب تجمد السوق خلال الفترة الحالية.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن الأسعار تراجعت بما يتراوح بين 10 و15% مع توفر المعروض واستقرار سعر الدولار، واختفاء ظاهرة الأوفر برايس، متوقعا استمرار تراجع المبيعات خلال شهري مايو الحالي ويونيو القادم، ثم تبدأ فى التحسن مع بداية شهر يوليو بداية الإجازات الصيفية واقتراب الجامعات، وكذلك تيقن المستهلكين أنه لا يوجد انخفاضات أخرى، مضيفا أنه لا يتوقع تراجع الأسعار بشكل أكبر، خاصة أنه لا يوجد ما يساعد على الانخفاض بعد استقرار الدولار فى البنوك.

• توقعات بتحسن المبيعات خلال النصف الثانى من العام الحالي

من جانبه، أرجع منتصر زيتون، رئيس شعبة السيارات بمحافظة كفر الشيخ، أسباب انخفاض المبيعات إلى الاضطرابات التى شهدتها السوق خلال الشهر الماضي، بعد تراجع سعر صرف الدولار، نتيجة لزيادة المعروض مع خروج مخزون السيارات لدى المستثمرين دفعة واحدة، مما أحدث ربكة فى السوق، وتراجع في الأوفر برايس، مشيرا إلي أن أسعار السيارات تراجعت بما يترواح بين 10 و30% فى بعض الموديلات.

وأضاف، لـ"الشروق"، أن فوضى الأسعار نتيجة لتأخر بعض الوكلاء فى تخفيض أسعارهم لحين مراجعه السوق واستقرار سعر الصرف، خلقت تراجعا فى الطلب على السيارات نتيجة لانتظار العملاء لمزيد من الانخفاض فى الأسعار، متوقعا عودة السوق للانتعاش خلال شهر مايو الجاري، مع اطمئنان العملاء لاستقرار السوق وعدم انخفاض الأسعار بشكل أكبر، مضيفا "لا أتوقع انخفاض الاسعار بشكل أكبر خاصة أن التراجع كان كبيرا بالفعل".

وبدوره، قال رأفت مسروجة، رئيس مجلس الإدارة الأسبق للشركة الهندسية لصناعة السيارات، في تصريحات لـ"الشروق"، إن تراجع المبيعات كان متوقع مع الانخفاض المتتالى للأسعار، والذي يعطى انطباع للمستهلك بأن الأسعار ستنخفض بشكل أكبر، خاصة مع قوة الجنيه أمام الدولار واستقراره فى البنوك عند مستويات الـ48 جنيها، مقارنة بـ70 جنيها فى السوق الموازية، بالتالى انتظر المتعاملون استقرار الأوضاع ووصول السوق إلى مرحلة الثبات.

وتوقع أن تشهد السوق تحسنا ملحوظا فى المبيعات خلال النصف الثانى من العام الحالي، عندما تصل الأسعار إلى مستويات مناسبة، وتتراجع أسعار السيارات الأوروبية، خاصة أن بعض الوكلاء لم يخفضوا الأسعار بشكل كبير حتى الآن.