ذكرى رحيل إرنست همنجواي.. محطات في حياة الكاتب الأمريكي الأشهر الحائز على نوبل - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 6:42 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ذكرى رحيل إرنست همنجواي.. محطات في حياة الكاتب الأمريكي الأشهر الحائز على نوبل

محمود عماد
نشر في: الثلاثاء 2 يوليه 2024 - 8:45 م | آخر تحديث: الثلاثاء 2 يوليه 2024 - 8:45 م

تحل اليوم 2 يوليو ذكرى رحيل الكاتب والروائي الأمريكي السهير إرنست همنجواي والملقب بـ«البابا»، والذي ولد في 21 يوليو عام 1899، وانتحر في 2 يوليو عام 1961.

هو روائي وكاتب قصة قصيرة وصحفي أمريكي، كان لأسلوبه البليغ والبسيط، الذي سماه نظرية الجبل الجليدي، تأثير قوي على الأدب في القرن العشرين، في حين أن أسلوب حياته المغامر وصورته العامة جلبت إعجاب الأجيال اللاحقة.

كتب همنجواي معظم أعماله بين منتصف عشرينيات ومنتصف خمسينيات القرن العشرين، وحصل على جائزة نوبل للآداب في عام 1954، ونشر سبع روايات وست مجموعات قصصية وعملين غير خياليين.

نشرت بعد وفاته ثلاث من رواياته وأربع مجموعات قصصية وثلاثة أعمال غير خيالية، وتعد العديد من أعماله ضمن كلاسيكيات الأدب الأمريكي.

حياة همنجواي الشخصية


نشأ همنجواي في بلدة أوك بارك في ولاية إلينوي الأمريكية، عمل بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، مراسلا لبضعة أشهر في جريدة «ذا كانساس سيتي ستار» قبل أن يغادر إلى الجبهة الإيطالية مجندا بصفة سائق سيارة إسعاف في الحرب العالمية الأولى.

في عام 1918، أصيب بجروح خطيرة وبعد أشهر من الاستشفاء في إيطاليا عاد إلى موطنه، شكلت تجاربه في زمن الحرب البنية الأساسية لروايته وداعا للسلاح التي نشرت في عام 1929.

في عام 1921، تزوج همنجواي من هادلي ريتشاردسون، وهي الأولى من بين زوجاته الأربع، وانتقلا إلى باريس حيث عمل مراسلا أجنبيا، حيث وقعا هناك، في عشرينيات القرن العشرين، تحت تأثير الكتاب والفنانين الحداثيين من مجتمع المغتربين أو «الجيل الضائع» حسبما أصطلح عليه لاحقا.

نشرت روايته الأولى ثم تشرق الشمس في عام 1926، طلق ريتشاردسون في عام 1927، ثم تزوج من بولين فايفر التي انفصل عنها بعد عودته من الحرب الأهلية الإسبانية التي امتدت ما بين 1936 و 1939، حيث تواجد هناك لتغطية مجرياتها، ومثلت أحداثها أساس روايته لمن تقرع الأجراس التي نشرها في عام 1940.

أصبحت مارثا غالهورن زوجته الثالثة في عام 1940، حتى انفصل عنها في عام 1945 ليتزوج بالصحفية ماري ولش التي كان قد التقى بها في لندن خلال الحرب العالمية الثانية. كان همينغوي حاضرا مع قوات الحلفاء بصفته صحفيا عند بدء عمليات إنزال النورماندي وتحرير باريس.

حافظ همنجواي على منازل دائمة له في كي ويست في ولاية فلوريدا في ثلاثينيات القرن العشرين، وفي كوبا في أربعينيات وخمسينيات ذلك القرن.

كاد أن يفتك به الموت في عام 1954 لمرتين في ظرف أيام معدودات، إثر حادثي تحطم طائرتين كان على متنهما، لينجو منهما بإصابات ظل يعاني من آلامها لبقية حياته وأدت بشكل رئيس إلى اعتلال صحته، وفي عام 1959، اشترى منزلا في كيتشوم في ولاية أيداهو، حيث انتحر في منتصف عام 1961.

أسلوبه في الكتابة


كتبت صحيفة نيويورك تايمز في عام 1926 عن رواية همنجواي الأولى: «لا يوجد قدر من التحليل يمكن أن يصف جودة رواية ثم تشرق الشمس، إنها قصة أخاذة حقا، تروى في نثر محكي موجز بليغ مرن يتفوق على اللغة الإنجليزية الأدبية».

كتبت «ثم تشرق الشمس» بلغة نثرية غنية محكمة جعلت همينغوي مشهورا، ووفقا «لجيمس نيغل» غيرت لغة هيمنجواي: «طبيعة الكتابة الأمريكية»، وهو السبب الرئيس الذي جعل همنجواي يفوز بجائزة نوبل للآداب في عام 1954، إذ قالت لجنة منح الجائزة إنه استحق الجائزة نظير «سيادته في فن السرد، الذي ظهر مؤخرا في الشيخ والبحر، وللتأثير الذي تركه على الكتابة المعاصرة».

يعتقد الناقد الأدبي الأمريكي هنري لويس غيتس أن أسلوب همنجواي قد تشكل بشكل أساسي «كرد فعل على تجربته في الحرب العالمية الأولى».

بعد الحرب العالمية الأولى، فقد همنجواي وغيره من الحداثيين «الثقة في المؤسسات المركزية للحضارة الغربية وكان الأدب أحد هذه المؤسسات»، وتمثلت ردة فعل الحداثيين بخلق أسلوب جديد مغاير للأسلوب المنمق والمسهب لكتاب القرن التاسع عشر، أسلوب «يبنى فيه المعنى من خلال الحوار، من خلال الأحداث، والصمت»، وهو «خيال قد لا يتضمن شيئا بالغ الأهمية - إلا إنه على أقل تقدير محدد بين»، على حد وصفه.

غالبا ما استخدم همنجواي في أعماله تراكيب نحوية وأسلوبية من لغات أخرى غير الإنجليزية، درس النقاد «آلن جوزيفس» و«ميمي غلادستاين» و«جيفري هيرليهي ميرا» التأثير الذي كان للغة الإسبانية على نثر همينغوي، وهي التي كانت تظهر تارة حين يضمن نصوصه مفردات من لغات أخرى على لسان شخصياته، خاصة الإسبانية منها كما في رواية «الشيخ والبحر» و«لمن تقرع الأجراس»، وكانت تكتب بخط مائل للإشارة إلى اختلافها اللغوي، وتظهر تارة أخرى على شكل مفردات مترجمة حرفيا إلى الإنجليزية، تكون غالبا متباينة ومتداخلة المعنى بين الإنجليزية واللغة الأخرى.

كما أنه غالبا ما كان يستخدم التورية ثنائية اللغة ويتلاعب بالألفاظ المتداخلة عبر اللغات ويستغلها بوصفها أدوات أسلوبية، وهو ما منح نصوصه مضمونًا تاريخيًا وثقافيا، أقرب إلى طبيعة الشخصيات والمجتمعات التي كتب عنها.

من جانب آخر، يعتقد جاكسون بنسون أن همنجواي استخدم تفاصيل سيرته الذاتية بوصفها أدوات تأطير، ليس فقط حول حياته فحسب، بل حول الحياة بشكل عام. على سبيل المثال، يفترض بنسون أن همينغوي استخدم تجاربه واستخلصها بسيناريوهات «ماذا لو».

موضوعات أعمال همنجواي


نالت أعمال همنجواي شهرة واسعة نظرا إلى الموضوعات التي تناولها، وقد تمحورت أعماله في معظمها حول الحب والحرب والسفر والطبيعة والخسارة، وكلها مواضيع رئيسة في الأدب الأمريكي، وانعكست بقوة في أعمال همنجواي.

غالبا ما كتب همنجواي عن الأمريكيين في المهجر، وكتب «جيفري هيرليهي» في كتابه «قومية همينغوي المغتربة»: «في ست من الروايات السبع التي نُشرت خلال حياته»، كان «بطل الرواية غريبا متعدد اللغات والثقافات».

يسمي هيرلي هذا البطل «بنموذج همينغوي العابر للقومية» ويرد ذلك إلى البيئة الأجنبية التي كتبت فيها تلك الروايات، حيث يقول: «بعيدا عن كونها مجرد خلفيات غريبة أو بيئات عالمية، هي عوامل محفزة لطبيعة الشخصية».

يرى الناقد الأمريكي ليزلي فيدلر أن همنجواي استحضر «أرض الميعاد» أو «الأرض المقدسة» التي أصبح الغرب الأمريكي يوصف بها من قبل الأمريكيين الأوائل الذين هاجروا إليها، لتشمل الجبال في إسبانيا، وسويسرا، وأفريقيا، وتمتد وصولا إلى أنهار ميشيغان، وهي أراض جعلها همينغوي محجا وقبلة للخلاص، ورمز همنجواي إلى الغرب الأمريكي «بفندق مونتانا» في روايتي ثم تشرق الشمس ولمن تقرع الأجراس.

إرث همنجواي


يكمن إرث همنجواي في الأدب الأمريكي في أسلوبه في الكتابة، الأسلوب الذي انقسم حوله فريقان من الكتاب الذين جاءوا من بعده، فريق انتهجه وآخر تجنبه.

أصبح همنجواي لسان حال جيل ما بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك بعد أن ترسخت سمعته الأدبية عند نشرهِ «ثم تشرق الشمس»، الرواية التي شهدت القواعد الأولى التي أسس عليها أسلوبه الخاص الذي التزم به طوال حياته.

أحرق النازيون في ألمانيا النازية كتبه في برلين في عام 1933، «باعتبارها صرحا يمثل الانحطاط الحديث».

يشير رينولدز أن إرث همنجواي هو أنه: «ترك قصصا وروايات مؤثرة للغاية حتى بلغ بعضها أن أصبح جزءا من تراثنا الثقافي الأمريكي».

أبرز أعمال همنجواي
لهمينغوي أعمال كثيرة شهيرة وعالمية، ومنها: «في وقتنا»، «ثم تشرق الشمس»، «وداعا للسلاح»، «أن تملك وألا تملك»، «الشيخ والبحر»، وغيرها.

جائزة نوبل


في أكتوبر عام 1954، حصل همنجواي على جائزة نوبل في الأدب، وصرح للصحافة أن كارل ساندبرغ وإسحق دنسن وبرنارد بيرينسون يستحقون الجائزة أكثر منه، لكنه قبل الجائزة المالية بكل سرور.

يقول ميلو إن همنجواي «كان يطمع بجائزة نوبل»، ولكن عندما فاز بها، بعد شهور من حوادث طائرته والتغطية الصحفية العالمية التي تلت ذلك، «لا بد أنه كان هناك شك باق في ذهن همنجواي بأن إشعارات النعي قد لعبت دورا في قرار الأكاديمية».

ولأنه كان يعاني من آلام الحوادث الأفريقية، قرر عدم السفر إلى إستوكهولم، وبدلا من ذلك، أرسل خطابا ليقرأ بالنيابة عنه، قال فيه:

«الكتابة في أبهى صورها؛ هي حياة وحيدة. تخفف مؤسسات الكتاب من عزلة الكاتب، لكني أشك في أنها ستحسن كتابته. يتعاظم هو في منزلته العامة حيث يتخلص من وحدته وفي كثير من الأحيان يتدهور عمله. عليه أن يواجه الخلود والعدم في كل يوم لإنجازهِ عمله منفردا، إن كان كاتبا جيدا بما فيه الكفاية».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك