واصل الجزائريون حراكهم الاحتجاجي مطالبين باستقالة الحكومة، ورفض إجراء انتخابات الرئاسية إلا بعد استقالة ومحاسبة كل المسئولين الحكوميين المحسوبين على نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بو تفليقة .
تظاهرات الخميس الماضي تزامنت مع الذكري الـ64 لانطلاق ثورة التحرير الجزائرية، ما أعاد للمحتجين ذكريات الثورة التي قرؤها بكتب التاريخ و شاهدوها بشاشات السينما، الذكريات التي خلدت ومجدت البطولات لمناضلي بلد المليون شهيد، من بين الهتافات التي صدح بها المتظاهرين "باعوها الخونة يا علي" و"يا علي لابوانت الجزائر راهي ولاّت" (أي الجزائر قد عادت لنضالها)
أراد الجزائريون استلهام ذكرى لابوانت، بالتحديد كصورة لزيادة حماس الشباب لإكمال مسيرتهم في التغيير بعد حراك فبراير 2019.
ونلقي الضوء في هذا التقرير على البطل الجزائري الذي هتف المتظاهرين باسمه في ذكرى ثورة التحرير:
شهد حي القصبة العتيق بالجزائر حياة هذا البطل الذي ولد في مايو 1930، والذي لم تربطه أي علاقة بالنشاط السياسي بالجزائر، ولكن حسه الوطني وشعوره بمرارة الاحتلال الفرنسي جعله ينضم لأحد أقوى الخلايا الفدائية داخل حي القصبة العتيق، الخلية التي ضمت بين أعضائها البطلة الجزائرية جميلة بوحريد، حسيبة بن بوعلي، وياسف سعدي.
لم يكن النضال المسلح لعلي لابوانت هو الجزء الملهم من قصته، ولكن قصة استشهاده التي قدم بها أيقونة في الشجاعة، فلم يقبل أن يسلم نفسه للقوات الفرنسية رغم تهديدها بنسف المنزل الذي يختبئ به، وبالفعل نسف الفرنسيون المنزل، ليرحل لابوانت في 1957 عن عمر 27 عامًا، ليكون أيقونة بطولية في تاريخ النضال الجزائري، ويصبح المنزل الذي قتل به معلمًا تاريخيًا يخلد بطولة ونضال شاب عشق تراب وطنه !
وتم تناول شخصية علي لابوانت في العمل السينمائي "معركة الجزائر" الذي عرض في 1966، من تأليف وإخراج الإيطالي جيلو بونتيكورفو، وقام النجم براهيم حجاج بدور "البطل علي لابوانت" وحصد الفيلم جائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينسيا، ورشح لثلاث جوائز أوسكار لأفضل فيلم غير أمريكي.