حرق عدد من السجناء في سجن "ريد أونيون" ذو الحراسة المشددة في ولاية فرجينيا، أنفسهم عمدًا احتجاجًا على الظروف القاسية داخل السجن.
وفي بيان مكتوب صادر عن إدارة إصلاحيات فرجينيا، أكدت السلطات أن بعض السجناء قاموا بإيذاء أنفسهم، حيث تم الإبلاغ عن 6 حوادث وفقًا للسلطات، في حين أن تقارير أخرى ذكرت إصابة 12 شخصًا.
وقال "تشاد دوتسون"، مدير إدارة إصلاحيات فرجينيا، في بيان مكتوب: "خلال الأشهر الأخيرة، قام 6 نزلاء في سجن ريد أونيون بحرق أنفسهم باستخدام أدوات بدائية تم تصنيعها عبر العبث بالمنافذ الكهربائية".
وأكد حاكم ولاية فرجينيا، "جلين يونجكين"، هذا الأسبوع حدوث الاحتجاج، وأشار إلى وجود تحقيق جارٍ بشأن الإصابات.
وقال يونجكين: "جزء من التحقيق يهدف إلى فهم كيفية حدوث هذه الوقائع ولماذا حدثت، نحن نجري محادثات مع إدارة الإصلاحيات بشأن هذه الظروف".
وأضاف دوتسون أن بعض المصابين تلقوا العلاج في "منشأة طبية آمنة" تابعة لإدارة الإصلاحيات، بينما لم يحتاج آخرون إلى علاج خارجي، كما أشار إلى أن جميع المصابين أحيلوا إلى فرق الصحة النفسية لتلقي العلاج.
وأوضح دوتسون في بيانه: "للتوضيح، لم يحرق هؤلاء السجناء أنفسهم بالكامل أو يقوموا بإشعال النار في أجسادهم، كما زعمت بعض التقارير المضللة".
واعتبر دوتسون أن التقارير الأخيرة عن سجن ريد أونيون هي "محاولات سيئة النية لكسب نقاط سياسية رخيصة من قبل مجموعات تسعى إلى إلغاء السجون وتطبيق سياسات من شأنها أن تجعل سكان فرجينيا أقل أمانًا".
يأتي هذا البيان بعد تقارير نشرها الصحفي المسجون "كيفن راشد جونسون"، الذي لفت الانتباه لأول مرة إلى حالات إيذاء النفس في السجن خلال أكتوبر من خلال عمله مع منظمة "برزن راديو"، وهي منظمة غير ربحية ناشطة.
وذكر جونسون في تقريره أنه التقى شخصًا يُدعى "إكونج إشييت" في سبتمبر، والذي قال إنه عاد للتو من المستشفى بعد تلقي العلاج من حروق تسبب بها لنفسه، وقال إشييت لجونسون إن "العنصرية والانتهاكات، والظروف القاسية وغير الإنسانية في سجن ريد أونيون لا تُطاق، مما دفعه وآخرين إلى حرق أنفسهم في محاولة يائسة للانتقال إلى مكان آخر".
لاحقًا، أصدر "برزن راديو" تسجيلاً صوتيًا لإشييت يتحدث فيه عن بدء إضراب عن الطعام احتجاجًا على "التمييز" الذي يواجهه يوميًا في السجن، وقال: "أفضل الموت على أن أقضي باقي فترة سجني هنا".
من جانبه، أصدرت كتلة المشرعين السود في ولاية فرجينيا بيانًا على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أدانت فيه الأوضاع في سجن ريد أونيون ووصفتها بأنها "غير إنسانية".
وأشار البيان إلى أن السجناء يتعرضون للإيذاء الجسدي والعنصري بانتظام، وأنهم يعانون من إهمال طبي، وحبس انفرادي لفترات طويلة تصل إلى 600 يوم متتالية، وطعام غير صالح للأكل مغطى بالديدان.
وقالت "باربرا فافولا"، عضو مجلس الشيوخ بولاية فرجينيا، إن إدارة الإصلاحيات "يجب أن تدير السجون بطريقة آمنة وإنسانية"، ودعت الحاكم إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن هذه الادعاءات.
وفي شهادة مسجلة من أحد السجناء، قال: "إن العنصرية، والظروف البائسة، والمعاملة غير الإنسانية في السجن لا تُطاق، مما دفعني وآخرين إلى إشعال النار في أنفسنا كمحاولة يائسة للانتقال بعيدًا عن هذا الجحيم، هذه لم تكن احتجاجات بل محاولات يائسة للهروب من ظروف لا تُحتمل".
-تاريخ سيئ السمعة
يبدو أن هذه سمة عامة في سجن ريد أونيون، ففي عام 1999 قالت منظمة هيونت رايتس ووتش، إن الظروف التي يعيشها السجناء في سجن ريد أونيون قاسية ومقيدة بشكل ملحوظ، حيث تفوق القيود المفروضة عليهم تلك الموجودة في السجون ذات الحراسة القصوى.
بحسب المنظمة، يتعرض السجناء لتقييد شديد في الحركة، وتقليل التفاعل الاجتماعي، ومحدودية الوصول إلى البرامج، فضلاً عن غياب القدرة على اتخاذ القرارات اليومية العادية، ومع ذلك، هناك جوانب إيجابية نسبية مقارنة بالسجون فائقة الحراسة الأخرى، حيث يُسمح للسجناء بالترفيه في مجموعات صغيرة وتناول الطعام معًا.
ويتم حبس السجناء في زنزانات ضيقة لمدة تزيد عن 20 ساعة يوميًا، غالبًا بمشاركة شخص آخر في الزنزانة، يؤدي هذا الترتيب إلى تفاقم التوترات والضغوط النفسية الناتجة عن الحبس المطول.
ويجد السجناء صعوبة في قضاء معظم ساعات يقظتهم وحتى نومهم في مساحة محدودة مع شخص غريب، مما يؤدي إلى غياب الخصوصية بشكل دائم، ويشعر العديد منهم بالإهانة من اضطرارهم لاستخدام المرحاض بوجود شريك في الزنزانة.