ألف ليلة وليلة.. حكاية تجذب من يقرؤها لعالم بعيد منذ أن سردتها فتاة حكيمة استطاعت هزيمة السيف بالحكاية؛ لتكون في تلك الحكايات ما يسلي المهمومين عن أحزانهم، ويعطي حكمة وعبرة لمن يريد المعرفة، وتحمل الكثير من الطرائف والعجائب في عالم فريد يعج بالملوك المتصارعين على السلطة، والحسناوات الآتي يتلاعبن بمقاليد الحكم، والسحرة والجن وكثير من القصور والبساتين من العصور الغابرة.
وتسرد جريدة "الشروق" ما روته الملكة شهرزاد من وحي الخيال على الملك شهريار، عن حكاية لص الإسكندرية المنقولة على لسان "أبو النواس".
ويحكى أن والي ثغر الإسكندرية "حسام الدين" كان بمجلسه ذات يوم، فأطل عليه جندي يشكو أن كيسا به ١٠٠٠ دينار سرق منه، وهو نائم وقد قطع السارق الحقيبة بجرأة يحسد عليها.
وتابعت: "وعلى الفور، سارع الوالي وجمع المقدمين، وذهب إلى الخان الذي بات به الجندي، وجمع نزلائه وهم بمعاقبتهم حتى يظهر السارق".
وأكملت: "قطع كلام الوالي للنزلاء مجيء رجل يطلب من الوالي، أن يخلص الناس، ويعترف بأنه السارق، وأخرج كيس الدنانير وأعطاه إلى الجندي وأخرج سكينا، وقال هي التي قطعت بها الكيس".
وتابعت: "شكر الحاضرون السارق على شجاعته والاعتراف لتخليص الناس، فقال السارق: إن الاعتراف ليس هو الشطارة، وإنما الشطارة أن يستطيع سرقة الكيس مجددا".
وأضافت: "حكى السارق للوالي والجندي خطته للسرقة، فقال إنه رصد الجندي بسوق صيارفة القاهرة، وهو يأخذ كيس الدنانير، وتبعه عبر أزقة القاهرة، فلم يستطع مباغتة الجندي وسرقة الكيس، وسافر الجندي وتبعه اللص، وحاول أخذ الكيس، ولكنه تواجه بحرص الجندي وتنبهه، ورصد اللص الجندي حين نام بالخان ليسرق منه الكيس".
وأكملت: "بينما يحكي اللص فعل كأنه يمثل الجريمة، فقال إني وجدت الكيس فأخذته هكذا، وسحب الكيس من يد الجندي، ظن الجندي والوالي أن اللص يمثل الجريمة، ولكن اللص مشى بعد أن أخذ الكيس وتحول مشيه إلى الجري وقفز في بركة، حاول الحرس ملاحقة باللص، ولكنه قد اختفى قبل أن يدركوه".
واختتمت: "قال الوالي للجندي: لم يعد لك حق عندي فقد علمت باللص، وأعادت لك الكيس قبل أن يسرقه اللص من يديك مرة أخرى".
اقرأ أيضا: ألف ليلة وليلة (11).. حكاية والي القاهرة مع شهود الزور