خبير سياسي: يتعين على البحرية الأمريكية تحويل كل سفينة حربية إلى حاملة طائرات - بوابة الشروق
السبت 15 مارس 2025 1:40 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

خبير سياسي: يتعين على البحرية الأمريكية تحويل كل سفينة حربية إلى حاملة طائرات

واشنطن-د ب أ
نشر في: الأربعاء 3 أبريل 2024 - 9:45 ص | آخر تحديث: الأربعاء 3 أبريل 2024 - 9:45 ص

خلال فعاليات المعهد البحري هذا الشهر، قدم الليفتنانت كوماندر جيف زيبيرلين رؤية مثيرة للاهتمام بشأن مستقبل حاملات الطائرات. وهي أنه في عصر المركبات غير المأهولة والذكاء الاصطناعي، يمكن أن تصبح كل سفينة حربية، ويجب أن تكون، حاملة طائرات من نوع ما.

وكتب يقول إن التصغير بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، يجعل القدرة على الطيران من مختلف سفن الأسطول البحري، وليس فقط السفن السطحية مثل الطرادات والمدمرات، ولكن أيضا مركبات المساعدة ووسائل النقل البرمائي- عملا ممكنا وحكيما. ولا يمكن أن تكون كل سفينة حاملة بسطح كبير. ولكن إذا تم تعديلها بشكل مناسب، فيمكن أن تشارك كل السفن في تعزيز فعالية الأسطول وقوته في المعارك. وفي المقابل سيكون الأسطول أقل اعتمادا على الجناح الجوي لأي حاملة.

وقال الخبير السياسي الدكتور جيمس هولمز رئيس كرسي "جيه سي ويلي" للاستراتيجية البحرية بكلية الحرب البحرية الأمريكية، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، إن الليفتنانت كوماندر زيبيرلين امتنع بحكمة عن الإدلاء برأيه بشأن الموضوع القديم- المهم للغاية لمسؤولي البحرية- المتمثل فيما إذا كانت تكنولوجيا الأسلحة الحديثة، وخاصة الأسلحة الشاطئية المضادة للسفن، قد جعلت حاملات الطائرات لا يمكن الدفاع عنها في أي معركة. وإذا كان الأمر كذلك، فإن البحرية الأمريكية أثقلت نفسها بأسطول باهظ الثمن من الأصول المعرضة للفقدان. وتعد هذه الفكرة بمثابة بدعة بين مؤيدي الطيران البحري، ومن بينهم كبار مسؤولي البحرية والضباط، وكذلك صناع الرأي في الأوساط الأكاديمية وعالم المؤسسات البحثية.

وتابع هولمز أن الليفتنانت كوماندر زيبيرلين يلمح إلى أنه من الممكن استثمار أموال دافعي الضرائب بشكل أكثر حكمة. وهو على سبيل المثال، يقدر إن البحرية الأمريكية يمكن أن تخصص أموالا لتزويد كل أسطول السفن السطحية بطائرات بدون طيار من خلال التخلي عن حاملة طائرات واحدة تعمل بالطاقة النووية من طراز "فورد" أو ما يسمى "سي في ان"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستوفر 13 مليار دولار يمكن إعادة استثمارها في مجال آخر.

وستؤدي هذه المفاضلة بين الطيران البحري التقليدي وغير التقليدي إلى تقليص عدد حاملات الطائرات "سي في ان" لدى القوات البحرية من 11 حاملة إلى 10 حاملات. وهذا سيعادل نسبة خفض تبلغ نحو 9% في قوة حاملات الطائرات ذات السطح الكبير من أجل تعميم منصات الطيران في كل سفن الاسطول. لذلك يبدو أن تحويل كل سفينة إلى حاملة ليس ممكنا تكنولوجيا فحسب لكنه أيضا ممكنا من الناحية المادية.

وقال هولمز إن توفير المال لهذه المبادرة لا يزال لا يحسم الأمور. وأشار إلى أنه في سجلات التاريخ العسكري، كان هناك العديد من مسارات العمل غير الحكيمة التي كانت ممكنة تكنولوجيا وماديا. ولكن السؤال هو: هل من المنطقي من الناحية العملية أن يتم تحويل كل سفينة إلى منصة تمتلك قدرات جوية؟ ورد على السؤال بالقول "نعم" إنه منطقي.

ومن أجل المناقشة، دعونا نتتبع خطى زيبيرلين، ونضع جانبا القتال الداخلي بشأن الميزانية حول بناء حاملات طائرات "سي في ان" مقابل تعديل السفن الأصغر حجما لتمتلك قدرات جوية. وفي جميع الاحتمالات، يحتاج أي اسطول إلى النوعين من المنصات. وهناك شكوك قوية في إمكانية أن تحل الطائرات بدون طيار بشكل كامل محل الطائرت الحربية مثل المقاتلات الهجومية المأهولة مثل "اف/ايه – 18" و"اف-35" أو طائرات الإنذار المبكر من طراز "اي- 2 دي". لذلك حتى إذا تبنى كبار مسؤولي البحرية رؤية زيبيرلين بحماس، ستظل حاملات الطائرات ذات الأسطح الكبيرة ومجموعات الطائرات بها جزءا رئيسيا من تصميم أسطول البحرية الأمريكية.

ورأى هولمز أنه لا يتعين على القيادة الوطنية والمجتمع بالضرورة الاختيار بين أحد الأمرين. فإذا قرر الكونجرس تخصيص أموال إضافية لبناء السفن، فعندئذ يمكن للبحرية أن تحتفظ بقوة تتألف من 11 حاملة طائرات "سي في ان" وفي نفس الوقت تستمر في تعديل أسطول السفن السطحية لكي تستقبل أنظمة جوية بدون طيار. وأكد أن القيام بالأمرين معا سيكون مثاليا.

وقال هولمز إن الأمر الواضح هو أن الأنظمة الجوية بدون طيار تقدم إضافة واعدة للقوة الجوية البحرية التقليدية. ويحدد الكابتن واين هيوز، عميد تكتيات الأسطول، الاستطلاع والقيادة والتحكم ومدى الأسلحة كمحددات للفعالية التكتيكية في البحر. وتعتبر الطائرات بدون طيار مفيدة في مراقبة محيط الاسطول، بما في ذلك، في أوقات المعارك واكتشاف القوات المعادية وتعقبها واستهدافها. هذه هي وظيفة الاستطلاع. ويمكن أن تسهم هذه الطائرات في القياة والتحكم، على سبيل المثال من خلال نقل المعلومات والأوامر. كما يمكنها حتى إطلاق الذخائر ضد سفن العدو وأهدافه على الشاطئ، كما أظهرت حملة أوكرانيا في البحر الأسود بشكل واضح. وفي هذه الحالة، سيكون مدى الأسلحة ودقتها مفيدا.

وأكد أن المركبات غير المأهولة تلعب دورا مهما في كل أبعاد القتال البحري.
وقال هولمز إنه بالإضافة إلى ذلك، يتوافق مثل هذا النهج مع الحكمة العقائدية الحالية. إن تزويد الاسطول بطائرات بدون طيار سوف يتوافق مع مفهوم "العمليات البحرية الموزعة"، وهو مفهوم شائع في الخدمة، وكذلك المفاهيم العملياتية للخدمة البحرية المصاحبة مثل "العمليات الأساسية المتقدمة الاستكشافية" الخاصة بمشاة البحرية الأمريكية. إن نشر القدرة الجوية في كل القوة البحرية السطحية، ومزامنة جهود الاسطول مع قوات مشاة البحرية الأمريكية والجيش العاملة من جزر المحيط الهادئ، بما في ذلك الطائرات بدون طيار التي تطير من أرض جافة، سيقلص من احتمالية توجيه أي عدو مثل جيش التحرير الشعبي الصيني ضربة قاضية ضد قوة مهام أمريكية من خلال توجيه كل شيء ضد وحدة عالية القيمة مثل حاملة طائرات.

واعتبر هولمز أنه من خلال توزيع القدرات على العديد من السفن القتالية، تستطيع البحرية الأمريكية تقليص النسبة المئوية للقوة القتالية التي يمكن أن تفقدها بسبب ضربة ناجحة من عدو ضد سفينة حربية أمريكية من إجمالي قوة الأسطول والقوات المشتركة.

واختتم هولمز تقريره بالقول إن توزيع القدرات يمنح القدرة على البقاء. فالأسطول الذي تمتلك كل سفينة به القدرة على القتال يستطيع امتصاص وتحمل العقاب ويواصل القتال حتى تحقيق النصر، وهذا هو الهدف من العمليات البحرية. إن اظهار القدرة على العمل بشكل موزع سينقل للأعداء المحتملين مثل الصين أن القوات البحرية الأمريكية والقوات المسلحة الشقيقة يصعب، إن لم يكن من المستحيل، كسرها. وقد يمنح هذا مشرفي الحزب الحاكم في بكين فترة توقف. ومنح القادة المعادين فترة توقف عندما يلوح صراع في الأفق يشكل جوهر الردع.

وأضاف أن إيجاز زيبيرلين بشأن توزيع العمليات الجوية يستحق جلسة استماع منصفة. واعرب عن أمله أن يحدث ذلك في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وفي مجلسي الكونجرس.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك