جلال برجس: معرض أبوظبي للكتاب وسيلة حضارية لزيادة الوعي والمعرفة - بوابة الشروق
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 6:19 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جلال برجس: معرض أبوظبي للكتاب وسيلة حضارية لزيادة الوعي والمعرفة

رسالة أبو ظبي - أسماء سعد:
نشر في: الجمعة 3 مايو 2024 - 6:34 م | آخر تحديث: الجمعة 3 مايو 2024 - 6:34 م

- الجوائز الأدبية سلاح ذو حدين.. ونجيب محفوظ لايزال بيننا

 

قال الكاتب والروائي الأردني جلال برجس إن معارض الكتب فرصة ثمينة لأن يتعرف الكاتب بالقارئ ويقترب منه، ولكي يحدث هذا التلاقي بين الكتّاب من جميع أنحاء العالم العربي مع جمهور المتلقين، فمعارض الكتب تعد فرصة ذهبية لتنشيط الثقافة العربية، حيث نشهد العديد من زيارات القراء وصولات وجولات الشغوفين بالمعرفة والثقافة، وأنا على الصعيد الشخصي أقول دائما إن ربما زائر ينظر للكتب على أنها للاستعراض، لو وضعته في معرض للكتاب فسيدرك أهميتها حتما ويتحول لقارئ نهم.

وأضاف في تصريحات خاصة للشروق: نصبح بصدد تأثير إيجابي للغاية يكون ناتجا بشكل مباشر عن انعقاد معارض الكتب في الوطن العربي، حيث اتساع رقعة القراءة والمعرفة، وإبداء الاهتمام بالمنتج الثقافي والإبداعي العربي، وكما ذكرت فيما يتعلق بكونها فرصة ذهبية لالتقاء القارئ بالكاتب، فهي أيضا فرصة ثمينة لكي يلتقي الكاتب بالكاتب، في حالة التقاء بين صناع المحتوى الإبداعي، وأراها من أفضل الوسائل الحضارية لإبراز الصورة المعرفية المحببة عن أي بلد تهتم بالثقافة وتقيم معارض الكتاب، تماما كما في حالة معرض أبوظبي للكتاب.

وبمناسبة الإعلان عن جوائز البوكر وماتمثله الجوائز الأدبية من أهمية بالنسبة للمبدعين، رأى برجس أن المسؤولية يجب أن تكون متعمقة بداخل الكاتب بعض النظر عن الجوائز، فالكاتب عنده مسؤولية أمام نفسه تجاه ما يكتبه، ولديه مسؤولية تجاه القارئ، ومسؤولية مماثلة تجاه بلاده التي يمثلها ويعبر عنها، كما أن لديه مسؤولية بشكل عام، لكن الحصول على جائزة هذا أمر له، بعدين أحدهما إيجابي والآخي سلبي، فلإيجابية أنه يصبح أكثر دقة في مسألة الكتابة في انتقاء الموضوعات، لأنه أصبح يتمتع بالمقروئية بعد فوزه، فبناء عليه لا يجوز أن يقدم كتاباً سطحياً أو فيه طروحات ليست مناسبة، هذا لا يعني أنني أقف ضد حرية الكاتب، فالكاتب يكتب بحرية مطلقة وبدون أي التزام بشيء، لكن أنا أتحدث عما ينفع الإنسان العربي.

أما بالنسبة للبعد السلبي، فإن الجوائز أحيانا ربما تضع الكاتب في دائرة من الخوف، أنه الآن ملقى عليه الأضواء أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي في حالة انتظار كبيرة جدا وترقب لدى القراء حول ما سيكتبه، وبالتالي يقيد قدراته في الكتابة، وأنا تجربتي على الصعيد الشخصية، فبعد جائزة البوكر بسنة، حينما عدت ورجعت للكتابة، أقدمت على ذلك بلا أي تفكير وحسابات مسبقة، ففي هذه المسائل الكاتب يظل كاتبا، فربما يصدر كتابا يحقق مستويات عالية من الشهرة والقراءة والموضوعية، وربما في العام الذي يليه يصدر كتابة عادي جدا، لأنه في المحصلة إنسان، فواحدة من الأمثلة التي أسوقها دائما، متعلقة بجابرييل جارسيا ماركيز، فليست كل رواياته بالمستوى نفسه من الإجادة والنجاح.

وتابع: لاشك أن الجوائز منابر ثقافية مهمة ورائعة زادت بنسبة القراءة في العالم العربي، وألقت حجراً في المياه الراكدة فيما يخص الكتابة وعلى صعيد الكتابة الروائية تحديدا، لأننا الآن نرى أعدادا كبيرة من الكتاب الشباب يحاولون الكتابة بمستوى جاد ومهم، ومستوى عال، لذا فلننظر إلى الجانب الممتلئ من الكأس بخصوص أهمية الجوائز.

وبخصوص اختيار مصر كضيف شرف لمعرض أبوظبي، ونجيب محفوظ كشخصية محورية للمعرض، علق جلال برجس قائلا: إن اسم نجيب محفوظ اسمه وحده يكفي على صعيد الرواية العربية والعالمية، فأنا من القراء العرب الذين تعلقوا بروايات نجيب محفوظ منذ مرحلة شباب، وبداية القراءة، وبالتالي كنت أجد فيها الإنسان العربي، فمن أحد أكبر وأهم ميزات نجيب محفوظ، أنه يتحدث عن الإنسان المصري في الأحياء الشعبية لكن القارئ العربي في مكان آخر أيضا كان يطابق هذه المسألة على نفسه، فأنا شخصيا كنت أرى نفسي في تلك الشخصيات التي كان يتحدث عنها.

وأضاف: ضمن السمات التي احبها لنجيب محفوظ أنه يصيغ ثقافته العالية والمهمة جداً بأسلوب يعتقد البعض أنه بسيط، ولكنه أسلوب خطير عميق جدا، إذ إنه يختصر ثقافة سنوات طويلة جدا ليقوم بإذابتها في قالب بسيط، وهو ما اعتبره قمة البراعة، لذا أنا لا أريد أن أقول أن أديب نوبل العالمي قد رحل، على العكس فهو بيننا وسيبقى كذلك، لذا فوجوده ومصر صاحبة الحظوة الأولى في الثقافة والوعي التي كنا ومازلنا نعول عليها كثيرا، هي مسألة رائعة وقيمة بكل تأكيد.

جدير بالذكر أن الروائي جلال برجس، قد صدر له عن دار الشروق الطبعة المصرية من رواية "نشيج الدودوك"، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة بجائزة الشيخ زايد للكتاب، كما أنه فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" 2021 عن رواية "دفاتر الورّاق"، وفاز برجس أيضا بجائزة كتارا للرواية العربية 2015 عن رواية "أفاعي النار - حكاية العاشق علي بن محمود القصاد"، وجائزة رفقة دودين للإبداع 2014 عن رواية "مقصلة الحالم"، وجائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع 2012 عن المجموعة القصصية "الزلزال".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك