قال أحمد عليوة، أحد الناجين من حادث غرق عبارة السلام 98، إنه حرص وبعض الشباب معه على ارتداء أغلب الركاب لسترات النجاة، موضحًا أنهم كانوا يحاولون تهدئة الناس في ذلك الموقف الصعب.
وأضاف خلال مداخلة عبر تطبيق «zoom» لبرنامج «من مصر» الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل عبر فضائية «من مصر»، مساء أمس الأربعاء، أن ركاب العبارة كانت نسبة النجاة لهم صفر، راويًا أصعب المشاهد التي تعرض لها حينما أنقذ فتاة من الغرق وطلب من راكبي مركب النجاة أن يأخذوها ويتركوه؛ نظرًا لعدم إمكانية المركب في حمل آخرين.
وذكر أنه اكتشف بعد ذلك أن والدا الطفلة غرقوا، قائلًا: «على الإنسان تقديم عمل صالح قبل الموت، ودي كانت نيتي».
وعن وجوده في الماء لعدة أيام، تابع: «عملت 90 جلسة نار على ضهر علشان قعدت في الماء حوالي يومين»، موضحًا أن المياه فرقته عن باقي ركاب العبارة الذين كانوا في المياه بعد غرقها.
وأوضح أنه ظل يبكي لوحدته في المياه التي حاسرته من جميع الاتجاهات دون وجود أي يابسة على مرمى بصره، مشيرًا إلى مرور طائرة من فوقه وإنزالها لسلم لإنقاذه إلا أنه لم يستطع تسلقه لتيبس أطرافه من برودة المياه.
وأشار إلى رمي أحد المراكب المارة لحبل له الذي قام بربطه حول جسده ليتم إنقاذه في النهاية، معقبًا: «اللهم أرحم شهادئنا وأسأل الله أن يلهم أهاليهم الصبر والسلوان».
وتقدم بالشكر إلى القوات المسلحة التي لم تتأخر في توجيه فرق إنقاذ لركاب العبارة، متوجهًا برسالة إلى المتسببين بغرق العبارة أن يقوموا بالتسامح مع أهالي شهداء الحادث.
ويعد أمس هو الذكرى الـ15 لغرق العبارة السلام 98، حيث غرقت ليل 3 فبراير 2006 عندما كانت في طريقها من ضبا بالسعودية إلى سفاجا، على بعد 57 ميلًا من مدينة الغردقة وكانت تحمل 1312 مسافرا و28 من طاقم السفينة، لكن العبارة فقدت توازنها نتيجة حريق داخل غرفة محرك السفينة، استمر أربع ساعات وانتشرت النيران بسرعة فائقة، الامر الذي قاد لغرق السفينة ومعه 1033 راكب غريقاً فيما أصيب 377 آخرون.