سيرجي كوروليوف.. آخر عباقرة الروس في مجال الفضاء - بوابة الشروق
الجمعة 25 أكتوبر 2024 3:26 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سيرجي كوروليوف.. آخر عباقرة الروس في مجال الفضاء

موسكو - د ب أ:
نشر في: الخميس 4 يوليه 2019 - 2:53 م | آخر تحديث: الخميس 4 يوليه 2019 - 2:54 م

أصيبت الكتلة الشرقية بصدمة، فيما عمت البهجة الغرب، عندما أصبح رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج أول رجل يطأ بقدمه القمر قبل 50 عامًا، مما جعل الولايات المتحدة تتفوق على الاتحاد السوفيتي آنذاك في سباق الفضاء.

وحدث هذا رغم حقيقة أن موسكو كانت تمتلك سلاحا سريا خلال الحقبة السوفيتية: وهو العبقري الفني مهندس التصميم سيرجي كوروليوف، الذي كان مسؤولاً عن الكثير من انتصارات السوفييت. وأدت أفكاره إلى أن يصبح تسيير رحلات إلى الفضاء والسفر إلى محطة الفضاء الدولية أمرا ممكنا.

وبعد مرور عدة عقود، ما زالت إنجازات كبير المهندسين السوفيت تحفز رغبة الروس للقيام بمغامرات جديدة إلى الفضاء، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكن أن ينجحوا دون عقل مدبر مبدع مثل كوروليوف؟

في العاصمة موسكو، يكتظ متحف علوم الفضاء الضخم بالطلاب كل يوم. وبجانب تمثالين لرائدي الفضاء، يوري جاجارين وفالنتينا تيريشكوفا، يرتفع النصب التذكاري لغزاة الفضاء البالغ طوله أكثر من 110 أمتار إلى عنان السماء. وعلى الزوار البحث على نحو مكثف للعثور على نصب تذكاري للمهندس كوروليوف.

وسأل مدرس مجموعة من الشباب تحت إشرافه قائلا: "من يرغب أن ينطلق إلى الفضاء؟"، فرفع تقريبا جميع الشباب -وهم من سكان موسكو- أيديهم. وهؤلاء الشباب ليسوا الوحيدين الذين أعربوا عن رغبتهم في الانطلاق إلى الفضاء، فهناك واحد من كل 3 روس يحلم اليوم بأن يكون رائد فضاء، وفقًا لمركز أبحاث الرأي العام الروسي.

وتحظى مهنة مهندس الفضاء بقبول شعبي كبير، حسبما صرح الخبير فياتشيسلاف كليمينتوف من متحف علوم الفضاء لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). ويرجع الفضل في هذا إلى كوروليوف، على الرغم من أنه لم يحظ بأي تقدير من هذا القبيل وهو على قيد الحياة.

ويعتبر كوروليوف، الذي تدرب على صناعة الطائرات ومنحدر مما يعرف اليوم بأوكرانيا، معجزة فنية للاتحاد السوفيتي. وفي ظل حكم الديكتاتورجوزيف ستالين، تم سجنه في أحد معسكرات الاعتقال سيئة السمعة في سيبيريا على أساس ما زعم أنه عدو للشعب.

وخلال الحرب العالمية الثانية، أصبح تطوير الصواريخ أولوية، وتم إطلاق سراح كوروليوف. وبعدما وضعت الحرب أوزارها، تم إرساله إلى مدينة بليشرود الألمانية الصغيرة في عام 1945 لدراسة تكنولوجيا الصواريخ في ألمانيا، مثل الصاروخ بعيد المدى في -2.

وشق كوروليوف طريقه حتى أصبح كبير المهندسين، وحصل حتى على خط مباشر مع الكرملين. ولأسباب أمنية، تم حماية هويته كما لو كان سرا من أسرار الدولة.

وظل كوروليوف، الذي تم عزله عن عامة الشعب، يقوم بتصميم صواريخ وأقمار صناعية ومركبات فضائية حتى وفاته في عام 1966، بعد يومين من عيد ميلاده الـ59.

وتحت قيادته، أطلق السوفييت القمر الاصطناعي سبوتنيك 1، وهو أول قمر اصطناعي، إلى مدار حول الأرض في عام 1957. وأظهر الجسم الكروي الذي كان يصدر صفيرا للعالم أن الاتحاد السوفياتي كان رائدا في مجال الفضاء.

وتم إطلاق القمر الاصطناعي سبوتنيك -1 إلى الفضاء على متن الصاروخ الباليستي العابر للقارات آر – 7، الذي تم تصميمه وتصنيعه على أساس تكنولوجيا الصاروخ الألماني في -2.

ومازال المهندسون يستخدمون هذه الأساسيات في تصنيع صواريخ سويوز، التي تنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.

وكان لكوروليوف منافس قوي كان سببا دائما لشعوره بعدم الارتياح، وهو المهندس الألماني فيرنر فون براون، الذي ساعد الأمريكيين في نهاية المطاف على الفوز بالسباق إلى القمر. وقال الرئيس الأمريكي آنذاك جون إف كينيدي: "لن يكون هناك أي مشروع فضاء واحد في هذه الفترة أكثر إثارة لإعجاب البشرية". وقد ثبت أنه كان محقا في ذلك.

وقال كليمينتوف إن السبب الحقيقي وراء هزيمة السوفييت في مجال الفضاء كانت الوفاة المبكرة لكبير مهندسيهم .وقد سعى خلفاؤه جاهدين للتعامل مع تكنولوجيا الصواريخ.

وأضاف: "أنا متأكد من شيء واحد وهو أنه لو لم يمت كوروليوف مبكرا، لكنا أول دولة تهبط على القمر".

وخلف مكتب كليمنتوف في الطابق الأرضي في متحف علوم الفضاء توجد صورة عملاقة لكوروليوف، الذي وصفه كليمنتوف بأنه "شخص رائع.. عبقري.. وإله التكنولوجيا".

بعد فترة توقف طويلة، تريد روسيا الآن وضع جدول الأعمال في مجال الفضاء من خلال مشاريع جديدة. ولهذا السبب، تحتاج روسيا إلى الاستفادة من أصحاب الفكر الثاقب والاستثمار في التعليم، وقال كليمنتوف: "يتعين علينا الانتظار، فربما يظهر شخص عبقري مثل كوروليوف مرة أخرى".

وقال كليمنتوف إنه يتعين على من كانوا متنافسين في وقت من الأوقات العمل معا بشكل أوثق في قضايا الفضاء في الأوقات السياسية الصعبة.

وأضاف: "لا يمكن إنجاز مشاريع كبيرة مثل إقامة مستوطنات على سطح القمر أو إرسال مهمة مأهولة إلى المريخ إلا من خلال التعاون الدولي".

واعتبارا من عام 2031، ترغب وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس في أن ترسل سنويا إلى القمر أشخاصا سيمكثون هناك لفترات زمنية أطول.

وإلى جانب الولايات المتحدة والصين وأوروبا، تخطط روسيا أيضًا لتطوير محطة فضاء تدور حول القمر، وانطلاقا من هناك، سيكون تسيير رحلات إلى أماكن أعمق إلى الفضاء أمرا ممكنا، كما كان يأمل ويتطلع كوروليوف.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك