ــ أوروبا تجهز حزمة عقوبات جديدة على روسيا.. وفون ديرلاين وبوريل يعتزمان لقاء زيلينسكى فى كييف.. ووفد وزارى عربى فى بولندا لبحث الأزمة
اتهمت السلطات الأوكرانية، اليوم، القوات الروسية بالاستعداد «لشن هجوم ضخم» على القوات الأوكرانية فى منطقة لوجانسك بشرق البلاد، فيما استبعد مسئول روسى إمكانية عقد لقاء بين وزيرى الخارجية الروسى سيرجى لافروف والأوكرانى دميترو كوليبا قبل التوصل لوثيقة نهائية بين وفدى التفاوض.
وقال حاكم منطقة لوجانسك فى شرق أوكرانيا سيرجى جاداى، إن القوات الروسية تستعد «لشن هجوم ضخم» على القوات الأوكرانية فى المنطقة.
وأضاف جاداى فى رسالة عبر الفيديو: «نرى معدات تصل من اتجاهات مختلفة. نرى الروس يعززون صفوفهم ويتزودون بالوقود نحن ندرك أنهم يستعدون لهجوم ضخم»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف أن «عمليات القصف تتكثف. الليلة الماضية كانت هناك محاولة لدخول روبيجنى (قرب لوجانسك) صدها مقاتلونا ودمروا العديد من الدبابات، وكانت هناك عشرات الجثث» للجنود الروس، على حد قوله.
ودعا جاداى سكان المنطقة إلى المغادرة. وقال فى رسالته: «أرجوكم لا تترددوا. اليوم أجلى ألف شخص. أرجوكم لا تنتظروا حتى تُقصف منازلكم».
بدوره، طلب ألكسندر تيرتيتشنى رئيس بلدية بوروفا، وهى بلدة تقع فى منتصف الطريق بين لوجانسك وخاركوف، المدينة الكبيرة فى شمال شرقى البلاد، من سكان البلدة مغادرتها.
وقال تيرتيتشنى فى منشور على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «نحن مجبرون على اتخاذ قرار بإجلاء السكان حفاظا على سلامة المواطنين»، مضيفا «أولئك الذين يستطيعون المغادرة بسياراتهم الخاصة مدعوون إلى القيام بذلك»، مشيرا إلى أن السلطات وضعت فى الخدمة أيضا حافلات لنقل السكان إلى محطة القطارات. وأعلنت أوكرانيا فتح سبعة ممرات اليوم لإجلاء المدنيين.
بدورها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم، فى تقييمها اليومى للغزو الروسى لأوكرانيا، إن القوات الأوكرانية استعادت شمال البلاد، مجبرة القوات الروسية على التراجع من مناطق حول تشيرنيجوف وشمال العاصمة كييف.
ورجحت وزارة الدفاع البريطانية، أن يستمر القتال على مستوى منخفض فى بعض أجزاء المناطق التى استعادتها أوكرانيا، مشيرة إلى تضاؤل ذلك بشكل كبير خلال هذا الأسبوع مع انسحاب بقية القوات الروسية.
وعلى صعيد المفاوضات، قال نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف، إن روسيا وأوكرانيا ستعقدان، جلسة مفاوضات عبر تقنية الفيديو، فى وقت قال فيه الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، اليوم، إن إمكانية إجراء محادثات مع روسيا «صعبة للغاية»، مشيرا إلى عدم امتلاكه خيارا آخر.
وأضاف فى تصريحات تلفزيونية أوردتها وكالة «رويترز»: «السؤال لا يتعلق بما إذا كانت هناك مفاوضات أم لا، بل ما مدى قوتك على طاولة المفاوضات»، مشيرا إلى إمكانية عدم عقد لقاء مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين.
وتُجرى مباحثات بين الوفدين الروسى والأوكرانى بين الحين والآخر فى محاولة لإنهاء غزو القوات الروسية للأراضى الأوكرانية، ولكن الكثير من القضايا تظل عالقة، ما يترتب عليه عدم التوصل إلى اتفاق مُرض للطرفين.
من جهته، صرح نائب وزير الخارجية الروسى أندريه رودنكو، اليوم، بأنه من المبكر الحديث عن إمكانية عقد لقاء بين وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ووزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا قبل الاتفاق على نص وثيقة نهائية.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن رودنكو القول، ردا على سؤال بشأن إمكانية عقد لقاء بين الوزيرين: «تجرى مفاوضات مكثفة مع الجانب الأوكرانى فى الوقت الراهن. وحتى الاتفاق على نص لوثيقة نهائية، سيكون من المبكر الحديث عن أى اجتماع رسمى».
وكان الوزيران قد عقدا لقاء فى تركيا فى مارس، إلا أنه لم يسفر عن نتيجة لوقف الحرب.
إلى ذلك، اعتبر رئيس مجلس النواب الروسى «الدوما» فياتشيسلاف فولودين، أن انتشار «صور الضحايا من المدنيين فى بلدة بوتشا الأوكرانية كان جزءا من محاولة مخادعة من جانب الغرب لتشويه سمعة روسيا».
من جهته، قال وزير الشئون الأوروبية الفرنسى كليمان بون، إن الاتحاد الأوروبى سيتبنى على الأرجح حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، اليوم الأربعاء، بعد تقارير عن سقوط مدنيين فى شمال أوكرانيا على أيدى القوات الروسية.
وأضاف بون فى تصريحات لراديو «آر. إف. أى»، اليوم، أن «العقوبات الجديدة ستتبنى على الأرجح» (الأربعاء)، مضيفا أنه يتعين على الاتحاد الأوروبى التحرك بسرعة بشأن واردات الغاز والفحم من روسيا.
يأتى هذا مع توجه رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين إلى كييف هذا الأسبوع للقاء الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى.
وقال المتحدث باسم فون دير لاين على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» اليوم: إن جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، سيرافقها.
فيما توجهت مجموعة الاتصال العربية على المستوى الوزارى إلى بولندا، اليوم، للقاء وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا فى إطار الجهود العربية لاحتواء الأزمة.
ويضم الوفد العربى وزراء خارجية مصر والجزائر والأردن والسودان، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وبحث الوفد فى موسكو اليوم الأول جهود احتواء الأزمة الأوكرانية.
وشدد وزير الخارجية سامح شكرى على «ضرورة اللجوء إلى الحلول السلمية لأزمة أوكرانيا»، مؤكدا استعداد مجموعة الاتصال العربية للقيام بجهود وساطة لدعم مسار التفاوض بين روسيا وأوكرانيا، مشيرا إلى أن اجتماع مجموعة الاتصال مع نظيره الروسى سيرجى لافروف بحث سبل إنهاء القتال.