نجيب في مذكراته لرجاء النقاش: حي سيدنا الحسين يسكن وجداني.. وألم الحنين إليه لم يهدأ إلا بالكتابة عنه - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 4:21 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نجيب في مذكراته لرجاء النقاش: حي سيدنا الحسين يسكن وجداني.. وألم الحنين إليه لم يهدأ إلا بالكتابة عنه


نشر في: الجمعة 5 أبريل 2024 - 6:54 م | آخر تحديث: الجمعة 5 أبريل 2024 - 6:54 م

الكاتب الكبير «نجيب محفوظ» رفض بإصرار أن يكتب سيرته الذاتية، لكن الناقد الكبير «رجاء النقاش»نجح فى إقناعه بأن يحكيها له بدلا من كتابتها. وعلى مرّ 18 شهرًا من أغسطس 1991 روى محفوظ سيرة حياته للنقّاش مسلّطًا الضوء على جوانب عديدة من شخصيته كان أغلبها بمثابة مفاجآت لقرائه ومحبيه.
وفى هذا الكتاب «مذكرات نجيب محفوظ» الصادر عن دار الشروق، يدلى الكاتب الكبير برأيه فى كل صغيرة وكبيرة عن الأدب والسينما والسياسة فى مصر، فيصف مراحل طفولته وتجارب شبابه، ثم يتناول رواياته التى أثارت أزمات صحفية وسياسية، كما يدلى بآراء صريحة فى زعماء مصر منذ سعد زغلول إلى الآن، وكذا قصته مع جائزة نوبل وأثرها فى حياته.
قبل أن يختتم «النقّاش» كتابه باستعراض محاولة اغتيال «محفوظ» وملابسات الحادث والقضية، هذا وغيره الكثير من الأسرار التى نشرت لأول مرة تجده فى الكتاب الذى يمثل سيرة ذاتية غير رسمية لـ«نجيب محفوظ».
ومن حكايات الكتاب البديعة والممتعة ما ذكره محفوظ قائلا: «منذ مولدى فى حى سيدنا الحسين، وتحديدًا فى يوم الإثنين 11 ديسمبر عام 1911 ميلادية وهذا المكان يسكن وجدانى، عندما أسير فيه أشعر بنشوة غريبة جدًا، أشبه بنشوة العشاق، كنت أشعر دائمًا بالحنين إليه لدرجة الألم، والحقيقة أن ألم الحنين لم يهدأ إلا بالكتابة عن هذا الحى، حتى عندما اضطرتنا الظروف لتركه والانتقال إلى العباسية كانت متعتى الروحية الكبرى هى أن أذهب لزيارة الحسين.
كل أخوتى ولدوا فى بيت «بدرب القزازين» وأنا الوحيد بينهم الذى ولدت فى «بيت القاضى»، والمكانان فى الجمالية، وإذا لم تخنى الذاكرة فقد كان عنوان بيتنا هو رقم (8) فى ميدان «بيت القاضى»، وكان مواجهًا لقسم الجمالية، وكانت أبواب البيت مفتوحة على الميدان، أما نوافذه الجانبية فتطل على «درب قرمز»، وكنا نتبع مشيخة «قرمز».
بعد ثورة 1919، وتحديدًا سنة 1920، انتقلنا من حى الحسين إلى العباسية، وسكنا فى البيت رقم (9) شارع «رضوان شكرى». والحقيقة أن انتقالنا إلى العباسية له سبب، وهو أن العائلات الكبيرة فى «درب قرمز».. بدأت فى النزوح من المنطقة، عائلة وراء الأخرى. وبعد انتقال «الأعيان» فقدت الحارة بهجتها وروحها وانطفأت الأنوار وانتهت السهرات، وشعرنا ــ بعدهم ــ بوحشة شديدة».
يذكر أن «رجاء النقاش» (2008 ــ 1934) واحد من أهم النقاد فى العالم العربى، اكتشف العديد من المواهب والأسماء التى أصبحت أعلامًا فى الثقافة العربية مثل «محمود درويش» والطيب صالح وغيرهما.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك