رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن استراتيجية الحرب التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قطاع غزة وخطط تل أبيب بشأن القطاع ليست منطقية.
* أولوية نتنياهو
وذكرت المجلة الأمريكية في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، أنه بعد بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، أيدت عائلات المحتجزين الإسرائيليين الموجودين لدى حركة حماس الفلسطينية، الحملة العسكرية التي شنتها حكومة نتنياهو بهدف الضغط على الحركة، لكن يبدو أن صبرهم قد نفذ، خاصة بعدما قالوا إنهم لن ينظموا تجمعات مجدداً، لكن سيحتشدون في الشوارع، لينضموا بذلك إلى حركة احتجاجية واسعة النطاق ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأضافت المجلة الأمريكية أن نتنياهو تعمد إعطاء الأولوية للقضاء على حماس على إطلاق سراح المحتجزين منذ بداية الحرب بدون أن يكون لديه فعلياً خطة محكمة لتحقيق أي منهما.
ويتهم المحللون العسكريون وعدد متزايد من الرأي العام الإسرائيلي نتنياهو بالافتقار لرؤية يمكنها إنهاء الحرب، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، والإيذان بأي شكل من أشكال السلام.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن نتنياهو الآن وضع عينيه على رفح جنوب قطاع غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني، موضحة أن أي هجوم على رفح لن يتسبب فحسب في غضب دولي، بل سيزيد صعوبة المفاوضات مع حماس أكثر.
وذكرت بأن نتنياهو بعد فترة قصيرة على عملية طوفان الأقصى، أعلن حالة الحرب، وكانت الرسالة الضمنية لعائلات المحتجزين أن قصف غزة سيضغط على حماس من أجل إطلاق سراحهم، وفي الوقت ذاته يقضي على الحركة، لكنه تجنب أسئلة أكثر جوهرية بشأن كيف يعتزم القضاء على حماس، التي تحظى بدعم شعبي هائل ليس فقط داخل غزة ولكن في باقي الأراضى الفلسطينية، جنباً إلى جنب مع قواعد في لبنان وسوريا وإيران وغيرها من الأماكن.
* سنوات من المقاومة
وبحسب تقييم سنوي للتهديدات أعدته المخابرات الأمريكية ودعمه مسئولا أمن إسرائيليان تحدثا لـ"فورين بوليسي"، يمكن لإسرائيل أن تواجه سنوات من مقاومة حماس.
وقالت "فورين بوليسي" إنه حتى إذا تمكنت إسرائيل بعد سنوات من عملياتها ضد حماس، من تدمير الحركة في غزة، كيف سيقضي نتنياهو على فكرة المقاومة بدون حل سياسي في الأفق.
وقال مسئول أمني إسرائيلي بارز لـ"فورين بوليسي"، شريطة عدم ذكر اسمه: "دمرنا 18 كتيبة من إجمالي 24 كتيبة لحماس، لكن ما مدى بعدنا عن القضاء على الحركة؟ هذا السؤال المهم".
وتابع: "يمكننا القضاء على حماس، لكن ليس لدينا جدول زمني"، على حد تعبيره. كما أشار المسئول الإسرائيلي إلى إمكانية ظهور جماعات أخرى".
وبحسب المجلة الأمريكية، ألحقت الضربات الإسرائيلية على غزة أضرارا كبيرة بالبنية التحتية لحماس وقدراتها العسكرية، لكنها لم تضمن السلام.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن عدم قدرة إسرائيل على اعتقال العقلين المدبرين لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي- رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار وقائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف، اللذان يتواجدان في مكان ما في غزة - مؤشر على الدعم الذي لا تزال تتلقاه قيادة حماس.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن حملة نتنياهو للقضاء على حماس وتجريد غزة من السلاح ترقى إلى إعادة احتلال القطاع، مشيرة إلى أن استراتيجية نتنياهو ربما تتجه نحو نصر باهظ الثمن يتمثل في مسئولية إسرائيل عن غزة وسكانها البالغ عددهم 2 مليون نسمة، ونفور متزايد مع الإدارة الأمريكية، وتنامى العزلة الدولية لتل أبيب.