تُقام الدورة السادسة عشرة من مهرجان الفيلم العربى برلين فى الفترة من 23 إلى 30 أبريل الحالى، وتضم مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية والأفلام القصيرة، التى انتجت خلال العامين الاخيرين وترصد ثراء وتنوع السينما العربية اليوم.

تفتتح دورة هذا العام بفيلم «إلى أرض مجهولة» إخراج مهدى فليفل الذى شهد عرضه لأول مرة فى مهرجان كان السينمائى الدولى، وحصل مؤخرًا على جائزة CineCoPro فى مهرجان ميونيخ السينمائى الدولى - وهى جائزة تُمنح للأفلام التى تعتبر «مؤثرة للغاية وآسرة» - من بين العديد من الجوائز الأخرى التى حصل عليها. تدور أحداث الفيلم فى أثينا، حيث يكافح أبناء العم شاتيلا ورضا مصيرًا مشابهًا لمصير ملايين الفلسطينيين الآخرين فى جميع أنحاء العالم يعيشون الحياة كلاجئين بلا جنسية. عالقون على حدود أوروبا، يحلمون بالوصول إلى ألمانيا وبدء حياة جديدة كريمة هناك. حيث يدخر شاتيلا ورضا المال لشراء جوازات سفر مزوّرة كى يرحلا عن أثينا. لكن عندما يضيّع رضا ما جنياه بمشقة من نقود بسبب إدمانه المخدرات، يضع شاتيلا خطة خطيرة تتضمن انتحالهما شخصيتى مهربين واحتجاز الرهائن فى محاولة للنجاة، هو وأعز أصدقائه، من بيئتهما البائسة قبل فوات الأوان.

كما يعرض ثلاثة أفلام مصرية، هى «أبوزعبل 89» إخراج بسام مرتضى تدور أحداث الفيلم فى 83 دقيقة من خلال استعادة ابن لرحلته مع والدته إلى سجن أبوزعبل عام 1989 لزيارة والده، حيث يعيد الابن نوستالجيا تلك الرحلة مع والده ذاته الآن.

وفيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» إخراج خالد منصور، وفيلم «معطر بالنعناع» للمخرج محمد حمدى، هو فيلم روائى يعتمد على نوع الواقعية السحرية ليحكى قصة غريبة عن الخوف. تأليف وإخراج محمد حمدى، وبطولة علاء الدين حمادة ومهدى أبوبهات وعبدالرحمن زين الدين وحاتم مصطفى، ويرصد القاهرة فى حالة ما بعد نهاية العالم، كمدينة من الظلال والأشباح. من خلال الطبيب بهاء الذى يستقبل مرضاه فى غرفة مظلمة فى عيادته، وتستشيره أم قلقة على حالة ابنها، الذى يعود للظهور منذ وفاته، وينكشف عالم غريب حيث يتعين على رجال ذوى ماضٍ مضطرب أن يصارعوا أوراق النعناع التى تنبت من رءوسهم وندوبهم المفتوحة. كما يجب عليهم الهرب من رجال آخرين مجهولين يسعون للنيل منهم، ويصبح تدخين الحشيش وتلاوة الشعر الوسيلة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة فى عالم يحكمه التخدير ويبتلعه الخوف.

كما يعرض فيلم «العواصف الصامتة»، وهو الفيلم الأول للمخرجة الفرنسية الجزائرية دانيا ريموند بوجينو. يقدم الفيلم، رواية ديستوبية لبلد خيالى يشبه الجزائر، حيث تعيد عاصفة غامضة الموتى إلى الحياة - فى إشارة إلى الحياة الباقية بعد الأزمات الاستعمارية فى المغرب العربى.

والفيلم الوثائقى «تادمور»، من إخراج مونيكا بورجمان ولوكمان سليم.

على صعيد آخر، يخصص المخرج أنس الظواهرى فيلمه الوثائقى «ذاكرتى مليئة بالأشباح» لمدينة حمص. يكشف الفيلم كيف أعادت الحرب الطويلة عن تشكيل ليس فقط المناظر الطبيعية بل أيضًا نسيج الذاكرة ذاته.