الغناء والطرب في أدب نجيب محفوظ.. قراءة مغايرة في إبداع نجيب محفوظ - بوابة الشروق
الأحد 6 أكتوبر 2024 6:13 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الغناء والطرب في أدب نجيب محفوظ.. قراءة مغايرة في إبداع نجيب محفوظ

أسماء سعد
نشر في: الجمعة 5 يوليه 2024 - 7:19 م | آخر تحديث: الجمعة 5 يوليه 2024 - 7:19 م

ينساب صوت القاهرة العتيق من بين ثنايا كتاب " الغناء والطرب في أدب نجيب محفوظ" لعلي قطب، حاملا معه ألحان وأغنيات وأشعار مميزة، ليكشف عن بعد غنائي عميق في إبداع محفوظ الروائي، حيث يتناول الكتاب الصادر عن دار بيت الحكمة، رحلة عبر أزمنة القاهرة وأروقتها، من خلال صدى الموسيقى والأغاني التي تشكل نسيجا هاما في أعمال نجيب محفوظ.

يسلط قطب الضوء على دور الغناء كمحرك للسرد، وكأداة للتعبير عن مشاعر الشخصيات وأفكارها. ففي روايات محفوظ، لا يقتصر الغناء على كونه مجرد عنصر ديكوري، بل يتحول إلى لغة موازية للغة السرد، تثري المعنى وتضفي عليه أبعادا جديدة.

يشير قطب إلى أن توظيف محفوظ للشعر في أعماله، يضفي عليها غنائية مؤثرة، ويساهم في خلق جو عاطفي مكثف. فالشعر، بقدرته على التعبير عن المشاعر بعمق ودقة، يتيح لنجيب محفوظ استكشاف أغوار النفس الإنسانية بكل تعقيداتها.

يقدم كتاب "الغناء والطرب في أدب نجيب محفوظ" دراسة متعمقة لدور الموسيقى والغناء في أعمال نجيب محفوظ، ويسلط الضوء على قيمتهما الفنية والفكرية، وذلك عبر تحليله المدقق للنصوص الروائية، يثبت قطب أن الغناء والطرب ليسا مجرد تفاصيل عابرة، بل هما عنصران أساسيان في بناء عالم نجيب محفوظ الروائي.

يعد هذا الكتاب إضافة قيمة للدراسات النقدية حول أدب نجيب محفوظ، ويقدم منظورا جديدا لفهم إبداعه الأدبي. فهو يتيح للقارئ فرصة الاستمتاع بتجربة غنائية مثرية، واكتشاف أبعاد جديدة في روايات نجيب محفوظ الخالدة، حيث ينسج الكاتب علي قطب في كتابه "الغناء والطرب في أدب نجيب محفوظ" سيمفونية نقدية تتناول إبداع الأديب الكبير من منظور موسيقي فريد.

يصل القارئ مبكرا إلى قناعة بأن قطب يرى أن الغناء ليس مجرد عنصر تزييني في روايات محفوظ، بل هو مكون جوهري ينسج خيوط السرد ويبني أركان البنية الدرامية، حيث يبحر بنا المؤلف في رحلة عبر محاور رئيسية، تبدأ باستكشاف جذور الغناء في أعمال محفوظ، من الثلاثية إلى السيرة الذاتية وأحلام فترة النقاهة. يظهر قطب كيف يوظف محفوظ الغناء ليعكس ثقافة عصره ويجسد هموم الإنسان المصري.

وضمن محاور الكتاب الأساسية، يتناول قطب دور الغناء في بنية النص الروائي. يحلل كيف يوظف محفوظ الأغاني والموسيقى لخلق تناغم بين المشاهد، وكيف يساهم الغناء في بناء الشخصيات وتحديد مساراتها، وأيضا يسلط الضوء على أسلوب محفوظ اللغوي الفريد، وكيف يضفي الغناء على سرده نكهة خاصة. يبين قطب كيف يوظف محفوظ مفردات الموسيقى لخلق صور مجازية حية تثري النص وتضفي عليه عمقا دلاليا.

ويقول قطب في مقدمة الكتاب إن "من يدخل بيت نجيب محفوظ سيستمع إلى صوت القاهرة، فالأغنيات والأنغام والأشعار لون واضح في نسيج السرد عند الأديب الحافظ لتاريخ تكوينه، ولأنه يمتلك من الوعي ما يوفر له أن يصل خطوط حياته ببوصلة مدينته العريقة. ومن هنا فإن قراءة سرد محفوظ تفتح صفحة لتسجيل تاريخ الفن في مصر، حين كان سؤال الهوية محوريا في مواكبة لحركة الاستقلال أيام ثورة 1919 وصوتها المصري المعبر عن إيقاع حياتها، وهو بالطبع سيد درويش، وامتداد مسار التطور الفني في مصر مع ظهور عبد الوهاب وأم كلثوم، مع تنويعات تتابع الذائقة الشعبية في احتفالاتها وأوقات سرورها، وتنتبه لروح الطفولة وصخبها المتبلور في أناشيد الألعاب ببراءتها وشقاوتها".

يختتم قطب كتابه بتأكيد على أهمية الغناء في إبداع نجيب محفوظ. يشير إلى أن الغناء ليس مجرد عنصر ترفيهي، بل هو أداة فاعلة يوظفها محفوظ ببراعة لخدمة أهدافه السردية والفكرية، حيث نتيقن من أن "الغناء والطرب في أدب نجيب محفوظ" ليس مجرد كتاب نقدي، بل هو دعوة لقراءة أعمال محفوظ من منظور جديد، حيث يلهمنا قطب بآرائه النيرة لنستمع إلى نغمات السرد المحفوظي وندرك عمق تأثيرها في وجداننا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك