- استطلاعات الرأي تظهر تقاربا شديدا في حظوظ هاريس وترامب.. ومخاوف من اندلاع أعمال عنف
يتوجه الناخبون الأمريكيون، اليوم الثلاثاء، إلى مراكز الاقتراع لاختيار الرئيس السابع والأربعين قي تاريخ الولايات المتحدة بين المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية نائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس.
ويحق لـ 244 مليون أمريكى التصويت في الاقتراع، ورغم انحسار المنافسة بين مرشحي الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي، يخوض السباق أيضا عدد من المرشحين من خارج الحزبين وهم تشيس أوليفر من حزب الليبرتاري، وجيل شتاين من حزب الخضر، والمرشح المستقل كورنيل ويست.
وتظهر استطلاعات الرأي احتداما كبيرا للسباق، في استحقاق قد يوصل للمرة الأولى امرأة إلى سدة الرئاسة أو قائدا أعلى للقوات المسلحة سيكون الأكبر سنا على الإطلاق في تاريخ البلاد، وفقا لمحطة "فرانس 24" الإخبارية.
وبحسب نتائج استطلاع رأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وجامعة "سيينا"، تتقدم هاريس (60 عاما) على ترامب (76 عاما) بفارق طفيف للغاية 1%، حيث تحظى المرشحة الديمقراطية بتأييد 49% من الناخبين على المستوى الوطني مقابل 48 % لمنافسها الجمهوري.
وتمحورت استراتيجية هاريس خلال الحملة الانتخابية جزئيا حول إيجاد شرخ بين الجمهوريين المعتدلين وترامب الذي يصر على توصيف بعض الأمريكيين بأنهم "أعداء".
أما ترامب فقد أكد أنه إذا فاز بالرئاسة فإن الذين مارسوا تزويرا في الانتخابات "سيحاكَمون بأقصى ما ينص عليه القانون، بما يشمل أحكاما مطوّلة بالسجن".
غير أن تصريحات المرشح الجمهوري حول تزوير الانتخابات في ولاية بنسلفانيا قبل أيام أثارت مخاوف من إمكانية سعيه مجددا لتغيير نتائج الانتخابات حال هزيمته كما حدث في انتخابات عام 2020. ومن جهتهم، أكد الديمقراطيون جاهزيتهم للرد على أي محاولة للتلاعب بالنتائج.
ويتم احتساب الأصوات في كل ولاية بعد إغلاق صناديق الاقتراع الخاصة بها، وتختلف أوقات الإغلاق من ولاية إلى أخرى ولكن عملية الفرز تبدأ عمومًا من حوالي الساعة 7 مساءً بالتوقيت المحلي.
ونظرا لاختلاف التوقيت في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يتم فرز الأصوات في الولايات على الساحل الشرقي، بينما لا يزال الناخبون في ولايات مثل ألاسكا وهاواي يشقون طريقهم إلى صناديق الاقتراع.
وعادة ما يعلن عن الفائز في ليلة الانتخابات، ولكن في عام 2020، استغرق فرز جميع الأصوات بضعة أيام، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي".
وحذّرت سلطات العاصمة الأمريكية واشنطن من أنه يمكن توقع "بيئة أمنية متقلبة وغير متوقعة" في الأيام وحتى الأسابيع التالية لإغلاق مراكز الاقتراع، مضيفة أنها لا تتوقع إعلان الفائز في يوم الانتخابات.
وتُعرف الفترة التي تلي الانتخابات بالفترة الانتقالية إذا ما تغير الرئيس. وفي هذه الفترة أيضا تُحدد الإدارة الجديدة، بما ذلك التشكيلة الوزراية، وتُوضع الخطط للفترة الرئاسية الجديدة.
وسيؤدي الرئيس الأمريكي اليمين رسميا لتولي منصبه في 20 يناير المقبل في حفل يُعرف باسم حفل التنصيب، يُقام على درجات مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن.
وما زال شبح 6 يناير 2021 يخيّم على واشنطن، ففي ذلك اليوم، اقتحم مئات من أنصار ترامب مبنى الكابيتول في محاولة لمنع التصديق على فوز الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" عن إنشاء مركز قيادة لمراقبة التهديدات وسط تزايد المخاوف من اندلاع أعمال عنف، في حين قال جهاز الخدمة السرية المسئول عن حماية كبار الشخصيات السياسية، أنه سيعزز نظامه الأمني.
من جهة أخرى، لن ينتخب الأمريكيون الرئيس فحسب، بل سيختارون أعضاء مجلس النواب الـ435، في حين يجري الاقتراع على 34 من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ. ويسيطر الجمهوريون على مجلس النواب بينما يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ.
ويشير تجميع لمتوسط استطلاعات رأي أجريت مؤخرا إلى توجه الحزب الديمقراطي للسيطرة على أغلبية مقاعد المجلس، خاصة أن الحزب يريد فقط 6 مقاعد إضافية للحصول على الأغلبية، ودفع إعادة رسم بعض الدوائر الانتخابية، طبقا لقرارات محاكم مختصة، إلى رفع حظوظ الديمقراطيين، خصوصا في ولايتين مهمتين، مثل نيويورك وكاليفورنيا، وفقا لشبكة "الجزيرة" الإخبارية.
ويسير الحزب الجمهوري نحو تحقيق أغلبية بمجلس الشيوخ في انتخابات 2024، مع توقع فوزه بما لا يقل عن 51 مقعداً، ما يمنحه السيطرة على المجلس وانتزاعه من الديمقراطيين.
ويبلغ إجمالي مقاعد مجلس الشيوخ مائة مقعد، يتم التنافس على ثلثها كل عامين، فيما يحتل الديمقراطيون والمستقلون المتحالفون معهم حالياً 51 مقعداً، وهي أغلبية ضئيلة يمكن خسارتها بسهولة، وفقا لموقع قناة "الشرق" الإخبارية السعودية.
وفي تحدي الصناديق، يواجه الديمقراطيون مأزقاً كبيراً، حيث يدافعون عن 23 مقعداً من أصل 34 مطروحاً للتصويت في انتخابات هذا العام، بما في ذلك 7 مقاعد في ولايات دعمت ترامب في السابق، مثل مونتانا وأوهايو وويست فرجينيا. وهناك احتمال أن تدعم هذه الولايات المرشح الرئاسي الجمهوري مجدداً في 2024.