العالم يتجه إلى الاستغناء عن الفحم - بوابة الشروق
السبت 5 أكتوبر 2024 11:10 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العالم يتجه إلى الاستغناء عن الفحم

تصوير - هبه الخولي
تصوير - هبه الخولي
كتب ــ هشام صلاح و«بلومبرج»:
نشر في: السبت 5 ديسمبر 2015 - 12:11 م | آخر تحديث: السبت 5 ديسمبر 2015 - 12:11 م
- الحجار: للأسف الحكومة المصرية تركز على الطاقة الشمسية دون غيرها

«يتجه العالم إلى تقليل اعتماده على الفحم فى إنتاج الطاقة، وسيستمر فى هذا الاتجاه بغض النظر عما ستسفر عنه محادثات المناخ التى ستعقد فى الأمم المتحدة فى باريس 30 نوفمبر الجارى»، تلك هى وجهة نظر مايكل ليبريتش، مؤسس شركة بلومبرج لاقتصاديات الطاقة الجديدة، خلال كلمة له بمؤتمر فى شانغهاى الصينية.

ليبريتش، أشار إلى عدة توجهات تؤكد ما ذهب إليه من توقعات، أولها أن الصين ستبدأ تخفيض قدرات محطاتها لإنتاج الطاقة من الفحم خلال السنوات العشر القادمة، كما ستعمل على تسريع عملية الاستغناء التدريجى عن الفحم بحلول 2020.

ثانيا، التعهدات الطوعية التى قدمتها كل من الدول الصناعية والنامية فى محادثات المناخ، فهى تشير إلى أن الطلب على الفحم سينخفض، وتتوقع «بلومبرج للطاقة» أن يكون هذا الانخفاض أكثر حدة بكثير مما توقعته وكالة الطاقة الدولية.

ومن جهة ثالثة، بحسب ليبريتش، تعد معدلات تدفق التمويل إلى مؤسسات الطاقة النظيفة «أكثر من رائعة»، إذ تستحوذ الطاقة المتجددة حاليا على نحو نصف التمويلات الجديدة فى قطاع إنتاج الطاقة، وهو ما يعنى إنها فى طريقها إلى احتلال موقع الوقود الأحفورى (النفط والغاز) على خريطة الطاقة العالمية.

ويوضح الرسم البيانى «1»، توقعات «بلومبرج للطاقة» بأن الصين ستغلق تماما كل المحطات العاملة بالفحم بدءا من عام 2020.

«انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة سيجعلها بديلا مناسبا لاحتياجات الطاقة بالصين تدريجيا، خاصة وأننا نعرف إن اقتصادها لن ينمو بنسب عالية كـ10%، لكنه سيتراوح بين 6 إلى 7%»، أضاف ليبريتش.

وأشار إلى أن دول العالم وصلت إلى مرحلة تشكل فيها الطاقة المتجددة جزءا معقولا من شبكتها المسئولة عن إنتاج الكهرباء، «نتحدث الآن عن قطاع يستقبل سنويا استثمارات بقيمة 300 مليار دولار».

ويرى ليبريتش أن الاقتصاد العالمى يمكنه أن ينمو فى ظل توجه جديد للطاقة بعيدا عن الفحم، ليس باتجاه الوقود الأحفورى، ولكن فى اتجاه الطاقة الجديدة والمتجددة.

ويوضح الرسم البيانى «3»، سيناريوهات مختلفة لمستقبل الاعتماد على الفحم، بين تراجع الاعتماد على الفحم وتزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة.

وتوقع ليبرتش أن تمضى محادثات المناخ فى باريس إلى تحقيق «نجاح منقوص»، موضحا أن هناك طريقا محتملا واحدا لكى تنجح الدول فى تنفيذ تعهداتها، وهو تحقق كل هذه التوقعات لتنتج تراجعا دراميا فى الطلب العالمى على الفحم.

يقول صلاح الحجار أستاذ الطاقة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن انخفاض الطلب العالمى على الفحم يأتى فى المقام الأول لكونه مادة ملوثة بشكل كبير سواء فى حرقه أو نقله، ولذلك فإن العالم بدأ يتجه بشدة نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأضاف الحجار أن وللأسف فإن الحكومة المصرية تركز بشكل كبير على الطاقة الشمسية دون الاهتمام بالمصادر الأخرى وعلى رأسها الطاقة الحيوية، والتى يمكن تحويلها إلى وقود غازى أو سائل أو صلب وبالتالى فيمكن استخدامه فى جميع الأشكال والوسائل، مؤكدا وجود مصانع للإسمنت فى أوروبا تعمل بشكل كامل على الطاقة الحيوية المنتجة عن المخلفات.

«الفحم من أخطر الملوثات وينتج ظاهرة السحابة الكبريتية»، كما قال الحجار حول أضرار الفحم، مؤكدا ان ظاهرة السحابة الكبريتية تنتشر فى الصين وهونج كونج بشكل كبير، الأمر الذى دعاهم لبدء تقليل انبعاثات الكبريت من خلال تقليل الاعتماد عليه، إذ أن هذه الظاهرة والتى بدأت عام 1949 بلندن تسببت فى مقتل المئات بشكل مباشر، بجانب المخاطر الصحية التى تسببها مع الوقت.

وأكد استاذ الطاقة، ان ارتفاع تكلفة الطاقة الشمسية ناتج بالأساس من الاستيراد، إذ إن انخفاض قيمة المحلية تدفع الأسعار نحو الارتفاع، وبالتالى فإذا أرادت الدولة زيادة الطاقة المولدة من المصادر المتجددة وخاصة الشمس فعليها «توطين» صناعة الخلايا الشمسية فى مصر، ما يقلل التكلفة ويساعد على الانتشار بشكل أسرع.

«إذا نظر المجتمع الدولى بجدية للاعتماد على الطاقة المتجددة فيمكن أن يستخدمها العالم كله بنسبة 100% خلال 20 عاما فقط» كما أكد الحجار، معللا سبب الانتشار الضعيف لها حتى الآن بأن شركات النفط الكبرى فى العالم ستخسر الكثير إذا لجأ العالم إلى البدائل الأخرى، وبالتالى فهى تعمل على تعطيل أى حركة حقيقية لتعميم استخدام الطاقة المتجددة فى العالم.

وأضاف الحجار أنه فى حالة قرر العالم الاعتماد على الطاقة المتجددة بشكل رئيسى، فإن منطقة الشرق الأوسط ستكون هى المنطقة الأغنى فى العالم بسبب توافر الظروف الطبيعية لتكون هذه المنطقة «المولد الأكبر للطاقات المتجددة»، حسب قوله.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك