التحنيط عند القدماء المصريين.. ندوة تثقيفية في مركز شباب عزبة البرج بدمياط - بوابة الشروق
الخميس 19 سبتمبر 2024 7:56 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التحنيط عند القدماء المصريين.. ندوة تثقيفية في مركز شباب عزبة البرج بدمياط

حلمي ياسين
نشر في: الجمعة 6 سبتمبر 2024 - 6:13 ص | آخر تحديث: الجمعة 6 سبتمبر 2024 - 6:14 ص

نظم مركز شباب مدينة عزبة البرج بدمياط ندوة ثقافية حول "التحنيط عند قدماء المصريين"، بالتعاون مع قصر ثقافة دمياط، بحضور عدد كبير من السيدات وعضوات المركز، وحاضر في الندوة الأثري الدكتور رضا الباز، والكاتب حلمي السيد.

وأوضح الدكتور أشرف غنام، المشرف على الثقافة العامة بقصر ثقافة دمياط، في تصريحات خاصة لـ "الشروق"، أن الفراعنة تفوقوا في التحنيط كما تفوقوا في الطب، ومن أهم منجزاتهم اكتشاف خيوط الجراحة واستخدامها في العمليات، وكذلك مهارتهم في معالجة كسور العظام بطريقة التجبير باستخدام قطع الخشب والشاش، كما امتازوا بعلم التحنيط، وهو الحفاظ على الجسد من التلف بعد الموت لحين عودة الروح إليه، والجسم المعالج بالتحنيط يسمى "مومياء"، والتحنيط مأخوذ من "الحنوط"، وهو دهن يُستخدم لحفظ جسد الموتى، ومن هنا جاءت مهنة "الحانوتي" التي تحولت إلى "حانوتي" حسب وصفه.

ثم بدأ الأثري الدكتور رضا الباز بالحديث عن اللون الأسود الذي ترتديه المصريات في الحداد على الموتى، مشيرًا إلى أنه من عادات الفراعنة، رغم أن الإسلام نهى عن ارتداء السواد وأوصى بالملابس البيضاء، وتبدأ قصة اللون الأسود من مقتل "أوزوريس" الذي كان ماهرًا في الزراعة، حيث تحداه أخوه الأصغر الشرير، وقدم قرابين للآلهة فلم تتقبلها، بينما تقبلتها من أوزوريس، فقرر الأخ قتله وقطعه إلى 42 قطعة ووزع جثته على محافظات مصر في هذا التاريخ، فارتدى الناس حزنًا عليه اللون الأسود الذي كان يرمز إلى الأرض السوداء، وكانوا يبنون قبابًا على كل قطعة من جسده ويزينونها باللون الأخضر نسبة إلى الزرع الأخضر، من هنا استمر تقليد تزيين قباب الأولياء باللون الأخضر حتى الآن.

وأكد الباز أن التحنيط كان يجريه الفقراء والأغنياء، لكن مع اختلاف الطقوس والمواد المستخدمة، فالملوك كانت موادهم أغلى؛ لأنهم كانوا يستخدمون المر والصمغ، كما كانوا يستخدمون القار "الزفت" لحفظ الجثة.

وأشار إلى أن المصريين أخذوا أيضًا من الفراعنة عادة الأربعين، وهي إعادة الاحتفال بالميت بعد أربعين يومًا من دفنه، وهي عادة فرعونية، كان التحنيط يتطلب وضع الجثة في الملح لمدة أربعين يومًا، ثم تبدأ مراسم الدفن في البر الغربي من النيل.

أضاف الباز أن للتحنيط أدواته وأساليبه التي تختلف حسب نوع الأدوات والتوابيت المستخدمة لتحنيط الملوك والأمراء أو العامة والفقراء، موضحا أن الجثة كانت تُلف في نسيج من الكتان، وأن الكتان يساهم في إخراج الطاقة السلبية من الجسد، مؤكدًا أن الكتان نبات مصري أصيل، ومن مصر انتقل إلى بقية أنحاء العالم حتى اليوم.

وتناول حلمي السيد بعض النقاط التي لم يتناولها الدكتور أشرف أو الدكتور رضا، حيث تحدث عن سر التحنيط، مشيرًا إلى أن ما تم اكتشافه لا يكفي لكشف كل أسراره. رغم كل الكتابات والأبحاث التي تناولت الموضوع، إلا أن تفاصيل الصنعة، أو كما أسماها "التركيبة"، لا تزال مجهولة.

ولم يقتصر التحنيط على البشر فقط، بل تحدث السيد عن أن الدفن يكون في البر الغربي نظرًا لارتباطه بغروب الشمس، حيث الظلام الدامس والنوم، وهي ظروف تتناسب مع الموت.

أما الشرق، فموضع شروق الشمس، حيث اليقظة والحياة والنشاط. وبيّن أنه عند البحث نجد ندرة المدن أو القرى التي أنشئت غرب النيل مقارنة بما أنشئ على ضفته الشرقية.

وقد شهدت الندوة تجاوبًا كبيرًا من سيدات وشابات وأطفال المركز، بحضور هدير الغرباوي، ووليد حبيب نائب رئيس المركز، ومحمد أحمد محمد القشاوي، رئيس مركز شباب مدينة عزبة البرج بدمياط، والدكتور فادي سلامة وكيل وزارة الثقافة بدمياط.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك