انتصر الجيش المصري دائما في كافة فترات التاريخ العصيبة إلى موقف الشعب وكذلك الشعب يساند قواته المسلحة في كافة مواقفها وحروبها ضد العدو الصهيوني والإرهاب، علاقة فريدة تجمع بين الطرفين تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، فكما وصف الغيطاني الجيش: هو أقدم مؤسسة حضارية عسكرية في التاريخ.
عن هذه العلاقة الفريدة الدائمة يتحدث الكاتب جمال الغيطاني في كتاب المصريون والحرب "من صدمة يونيو إلى يقظة أكتوبر"، الصادر في نهايات عام 1973 في جزئين عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
يتناول الجزء الأول علاقة المصريين بالجيش منذ آلاف السنين ما قبل مينا موحد القطرين وحتى جيش العبور عام 1973، في هذا الجزء نكتشف اللغز خلف هذه العلاقة من خلال وقائع تاريخية خاصة بالجيش المصري ومراحل تطوره وأهم قياداته على مر التاريخ.
وفي الجزء الثاني يسجل الغيطاني السواد الأعظم من التحقيقات الصحفية التي قدمها خلال فترة حرب الاستنزاف التي مهدت إلى انتصار أكتوبر، كعملية إغراق الحفار داكار، وإسقاط أول طائرة فانتوم في سيناء بعد هزيمة 1967.
كما يسلط الضوء على طبيعة الحياة في مدن القناة التي كانت في مواجهة خط النار منذ العدوان الثلاثي عام 1956 حتى انتصار أكتوبر عام 1973، عن التضحيات التي قدمها أهالي تلك المدن بالبقاء لمساندة جنود الجيش، بالإضافة إلى عمليات الفدائييين في مدن القناة.
ففي هذا الكتاب الذي صدر عقب حرب أكتوبر مباشرة دليل على أن البطولات التي جمعت بين الشعب والجيش المصري لم تكن وليدة اللحظة التاريخية، فهي نتاج تاريخ طويل من البطولات والثقة التي جمعت بين الطرفين.