خطة ترامب لـ غزة.. هل تدفع العالم نحو الفوضى؟ - بوابة الشروق
الجمعة 7 فبراير 2025 4:05 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

خطة ترامب لـ غزة.. هل تدفع العالم نحو الفوضى؟

هدير عادل
نشر في: الجمعة 7 فبراير 2025 - 1:28 م | آخر تحديث: الجمعة 7 فبراير 2025 - 1:28 م

في مساء 4 فبراير، فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالم – بما في ذلك العديد من المشرعين الجمهوريين – بإعلانه أن الولايات المتحدة "ستستولي" على قطاع غزة.

وخلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده في البيت الأبيض، ظهر ترامب إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووعد بأن تصبح غزة "ريفيرا الشرق الأوسط"، زاعمًا أن دولًا عربية ستوافق على استقبال الفلسطينيين المهجرين.

وفي هذا الإطار، نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرًا تناولت فيه آراء محللين حول تداعيات خطة ترامب بشأن غزة.

التطهير العرقي لن يجعل الشرق الأوسط أكثر أمانًا

قال يوسف منير، رئيس برنامج فلسطين-إسرائيل في المركز العربي بواشنطن، إن ترامب يضيف غزة الآن – إلى جانب جرينلاند وبنما وكندا – إلى قائمة الأراضي التي يسعى للسيطرة عليها.

ووصف منير مشهد دخول "مجرم مدان" و"مجرم حرب متهم" إلى قاعة المؤتمر الصحفي – في إشارة إلى ترامب ونتنياهو – بأنه "مزحة"، مشيرًا إلى أن هذا ما حدث عند إعلان الرئيس الأمريكي عن خطته التي وصفها بـ"التطهير العرقي" في غزة، وسعي الولايات المتحدة للسيطرة على ما يعتبره "ملكية عقارية رئيسية".

وبعد 15 شهرًا من الدمار الشامل الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بدعم أمريكي، أوضح منير أن آخر ما تريده دول المنطقة هو مزيد من نزوح الفلسطينيين وانتزاع ملكيتهم.

وأضاف أن الحكومة السعودية شعرت بالحاجة إلى إصدار بيان رسمي في الساعة الرابعة فجرًا للتعبير عن رفضها القاطع لهذه الفكرة، معتبرًا أن الشرق الأوسط عانى لعقود من الصراع وعدم الاستقرار نتيجة التطهير العرقي للفلسطينيين عام 1948 وإنشاء دولة إسرائيل، ومن غير المنطقي أن يستمر هذا النهج لمجرد إرضاء رئيس أمريكي سيظل في منصبه لبضع سنوات فقط.

وحذر منير من أن سياسات ترامب لن تؤدي فقط إلى تقويض فرص توسيع "اتفاقيات إبراهام" لتشمل دولًا أخرى مثل السعودية، بل إنها قد تؤدي أيضًا إلى إلغاء اتفاقيات السلام التأسيسية بين إسرائيل والدول العربية، التي سبقت تلك الاتفاقيات.

وأشار إلى أن تبعات هذه الخطوة المقترحة لن تقتصر على الشرق الأوسط فحسب، متسائلًا: "ما الرسالة التي ستفهمها قوى مثل الصين وروسيا عندما ترى واشنطن تسعى للسيطرة على ما تستطيع، دون أي اعتبار للسيادة، أو القانون الدولي، أو حقوق الشعوب في تقرير مصيرها؟".

ورأى منير أنه، في أفضل الأحوال، سيصبح ترامب عنصرًا للفوضى، أما في أسوأ السيناريوهات، فقد يجر العالم إلى حروب دمار شامل، مثل تلك التي شهدها القرن الماضي.

ماذا يريد ترامب حقًا في غزة؟

كتب المحلل الغزاوي والزميل الأقدم في المجلس الأطلسي، أحمد فؤاد الخطيب، أن رؤية ترامب لغزة، كما طرحها في مؤتمره الصحفي، تمثل "قنبلة يدوية" تُلقى على مشهد السياسة الخارجية للشرق الأوسط، الذي يعاني بالفعل من زعزعة الاستقرار.

وأشار الخطيب إلى أن فكرة سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة غير قابلة للتطبيق إلى حد يجعلها غير جديرة بالاعتبار كخيار موثوق في المستقبل القريب.

وأضاف أن المحللين وخبراء السياسة الخارجية سيركزون على محاولة فهم الجهة التي يحاول ترامب الضغط عليها من خلال تبني هذا الموقف المتشدد، الذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة ويعرقل خطط ما بعد الحرب في غزة.

وأوضح الخطيب أن هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي تبدأ فيه المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وهي مرحلة تتناول قضايا استراتيجية أكثر ارتباطًا بمستقبل غزة وتعافيها.

ورأى أن ترامب قد يسعى من خلال هذه التهديدات إلى الضغط على الدول العربية لتحمل مسؤوليات أكبر تجاه غزة، ملمحًا إلى أن الولايات المتحدة قد تتدخل إذا لم تبادر تلك الدول باتخاذ خطوات جدية.

لكن، بغض النظر عن نوايا ترامب الحقيقية، يرى الخطيب أن تصريحاته ستكون مدمرة للوضع الدولي والإقليمي للولايات المتحدة، كما أنها ستعزز التصور القائل بأن واشنطن لم تكن مفيدة خلال الحرب في غزة.

ترامب يحفز المتطرفين على استهداف الأمريكيين

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، روبرت بيب، إن دعوة ترامب للاستيلاء على غزة وتهجير مليوني فلسطيني إلى دول أخرى، وبناء "ريفيرا الشرق الأوسط"، قد لا تتحقق أبدًا، لكنها في حد ذاتها تشكل خطرًا كبيرًا.

وأوضح أن مجرد طرح مثل هذه الفكرة يضع الأمريكيين في مرمى نيران المتطرفين – ليس فقط داخل الولايات المتحدة، بل في جميع أنحاء العالم.

وأشار بيب إلى أن الأبحاث تؤكد أن الاحتلال العسكري الأجنبي يعد من الأسباب الرئيسية لأسوأ أشكال الإرهاب، بما في ذلك الهجمات الانتحارية، كما أنه كان عاملًا رئيسيًا في صعود الجماعات الإرهابية التي تعتمد على هذه التكتيكات.

واستشهد بهجمات 11 سبتمبر 2001، التي تعد أعنف هجوم إرهابي في التاريخ، حيث نفذ 19 متطرفًا، جندهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، عملية انتحارية أسفرت عن مقتل نحو 3000 أمريكي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك