استقبل الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، وفدًا يونانيًا رفيع المستوى، لبحث آليات تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات السياحة الدينية والتراث الإنساني والثقافة والآثار والتعليم. يأتي هذا اللقاء تأكيدًا على عمق الروابط التاريخية بين مصر واليونان، باعتبارهما من الدول التي تمتلك حضارات عريقة أسهمت في تشكيل الهوية الثقافية والإنسانية للعالم.
وخلال الاجتماع، استعرض محافظ جنوب سيناء جهود الدولة في تطوير مدينة سانت كاترين ضمن مشروع "التجلي الأعظم"، الذي يستهدف تعزيز مكانة المدينة على خريطة السياحة العالمية. وأوضح أن المشروع يشمل تطوير مطار سانت كاترين ليستوعب 600 راكب في الساعة، مع إمكانية استقبال الطائرات على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى إنشاء فنادق بيئية وخمس نجوم، وتطوير شبكة الطرق والبنية التحتية، إلى جانب تحسين وسائل الحماية من السيول والحرائق، بما يضمن استدامة التنمية في المنطقة وتعزيز السياحة الدينية والبيئية.
من جانبه، أعرب الوفد اليوناني عن تقديره الكبير لجهود مصر في حماية التراث الديني والإنساني، وقدم رسالة شكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه المستمر للحريات الدينية وتأمين الأماكن المقدسة، خاصة دير سانت كاترين، الذي يعد واحدًا من أقدم الأديرة في العالم ويتبع الطائفة اليونانية الأرثوذكسية منذ قرون. وأكد أعضاء الوفد أن مصر كانت وما زالت نموذجًا للتسامح الديني والتعايش، حيث توفر بيئة آمنة للرهبان وزوار الدير.
واتفق الجانبان خلال اللقاء على مواصلة التعاون للحفاظ على الطابع التراثي والروحي لدير سانت كاترين، وضمان استمرار الحياة الرهبانية داخله، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة في مجالات السياحة والتراث والثقافة بين البلدين. كما تم التأكيد على أهمية إطلاق برامج ومبادرات مشتركة لدعم التنمية المستدامة وتوسيع آفاق التبادل الثقافي والتاريخي بين مصر واليونان، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز العلاقات بين الشعبين.
وضم الوفد اليوناني عددًا من المسئولين، على رأسهم جيورجيوس كالانتزيس، الأمين العام للشؤون الدينية بوزارة التعليم والشؤون الدينية والرياضة اليونانية، والسفير نيكولاوس باباجورجيو، سفير اليونان لدى مصر، إلى جانب عدد من ممثلي وزارة الخارجية اليونانية وإدارة الدول العربية والشرق الأوسط، الذين أشادوا بالمكانة المتميزة لسانت كاترين كأحد أهم المواقع الدينية والتاريخية في العالم.