تُعَدّ أفران صناعة الكنافة والقطايف من أبرز مظاهر شهر رمضان المبارك، حيث تنتشر في مختلف شوارع الإسكندرية، ويلتف حولها المواطنون، ورغم ظهور الماكينات الآلية، لا يزال البعض متمسكًا بصناعة الكنافة اليدوية، باعتبارها مهنة توارثها الأبناء عن الأجداد.
ورصدت "الشروق"، خلال جولة ميدانية في منطقة بحري، أحد أحياء محافظة الإسكندرية القديمة، أقدم صانعي الكنافة والقطايف البلدي.
يقول عماد الجمال، حلواني وصاحب محل لصناعة الكنافة والقطايف، إنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 40 عامًا، حيث ورثها عن والده وتعلّمها منذ صغره، مشيرًا إلى أن الكنافة والقطايف تُعَدّان من أهم مظاهر شهر رمضان الكريم.
ويضيف الجمال، خلال حديثه مع "الشروق"، أنه رغم انتشار الماكينات الآلية لصناعة الكنافة، فإنه لا يزال محتفظًا بالأسلوب اليدوي، موضحًا أن الكنافة البلدي أصبحت نادرة في الشوارع مقارنة بالماضي، إذ تحتاج إلى صانع ماهر يُحسن ضبط العجينة ورشها على الصينية النحاسية، حيث يلتف المواطنون حول الفرن اليدوي لمشاهدة الصانع وهو يبدع في إعدادها.
ويشير إلى أن الأفران قديمًا كانت تُبنى من الطوب اللبن، بينما كانت "الكوز" والصينية النحاسية من الأدوات الأساسية، ومع التطور، ظهرت الماكينات الآلية التي توفر الوقت والجهد وتنتج كميات أكبر من الكنافة مقارنة بالصناعة اليدوية.
ويوضح الجمال أن الكنافة البلدي تُصنع بشكل أساسي في شهر رمضان، بينما تعتمد المحلات على الماكينات الآلية خلال باقي أشهر السنة، مشيرًا إلى أن الفرق بين الكنافة اليدوية والآلية يكمن في السمك، حيث تتميز البلدي بأنها أعرض قليلًا، كما أن العجينة واحدة، إلا أن الصينية التي تُستخدم في الآلات الحديثة قد تكون مصنوعة من معادن مختلفة، في حين يجب أن تكون الصينية المستخدمة في الطريقة اليدوية من النحاس.
وكشف الجمال عن أن الاستعداد لصناعة الكنافة والقطايف يبدأ في الأسبوع الأخير من شهر شعبان، حيث تُجرى أعمال الصيانة والتجهيز للمعدات، فيما يبدأ العمل اليومي بعد صلاة الظهر في رمضان، ويستمر حتى منتصف الليل.
أما عن مراحل التصنيع، فأوضح أنها بسيطة، إذ يتم إعداد العجين من الدقيق والماء، ويضيف البعض قليلًا من الملح إلى عجينة الكنافة، بينما تحتوي عجينة القطايف على الخميرة. بعد ذلك، يتم مسح الصينية النحاسية بكمية قليلة من زيت الطعام، وعند وصولها إلى درجة حرارة معينة، تُرش العجينة بطريقة دائرية متساوية، وخلال دقيقة إلى دقيقتين تكون الكنافة أو القطايف جاهزة.
وأضاف الجمال أن أسعار الكنافة والقطايف هذا العام لا تختلف كثيرًا عن العام الماضي، حيث تختلف الأسعار من مكان إلى آخر، إلا أن الغالبية تبيع الكيلو بسعر 40 جنيهًا تقريبًا.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الكنافة والقطايف من أشهر أطباق الحلويات التي تزين الموائد الرمضانية، مع ظهور العديد من الأنواع والنكهات الحديثة.