أوبك بلس تصدم بايدن بخفض كبير لإنتاج النفط - بوابة الشروق
الإثنين 30 سبتمبر 2024 11:26 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوبك بلس تصدم بايدن بخفض كبير لإنتاج النفط

د ب أ
نشر في: الجمعة 7 أكتوبر 2022 - 9:34 ص | آخر تحديث: الجمعة 7 أكتوبر 2022 - 9:34 ص

 وجه قرار تحالف أوبك بلس بشأن خفض إنتاج النفط "ضربة قوية" لمكانة الرئيس الأمريكي جو بايدن السياسية ، حسبما تلاقت آراء العديد من الخبراء الاقتصاديين وتحليلات الصحف العالمية.

فمن جهتها اعتبرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن قرار أوبك بلس بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا بدءا من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، لن تقتصر تبعاته على الجانب الاقتصادي ، بل أنه جاء بمثابة ضربة سياسية كبيرة للرئيس الأمريكي الذي قام مؤخرا بجولات مكوكية من أجل زيادة الإنتاج لمجابهة روسيا في ظل الصراع الدائر بسبب حربها على أوكرانيا منذ أكثر من سبعة أشهر وانعكاسات ذلك على سوق الطاقة.

وذكرت المجلة أن أوبك بلس تجاهلت مساعي إدارة بايدن لتفادي التخفيضات التي يمكن أن تدفع أسعار البنزين العالمية للارتفاع وقد توفر شريان حياة صغيرا لموسكو "التي بات اقتصادها منهكا جراء الحرب في أوكرانيا".

واعتبرت المجلة أن التخفيضات ، التي تقدر بما يعادل 2 % من الإمدادات العالمية، على الرغم من اعتراض البيت الأبيض ليست ناجمة عن سياسة عقابية ضد واشنطن، ولكنها مدفوعة بشكل كبير بشبح الركود العالمي الذي يلوح في الأفق ويؤثر بشدة على الطلب العالمي على النفط.

ورأت المجلة أن القرار يعد ضربة سياسية بالنسبة للبيت الأبيض وإدارة بايدن، الذي حاول إقناع حلفائه في وقت سابق من العام الجاري بزيادة الإنتاج لضمان وفرة إمدادات النفط.

وأثار الإعلان، وفق فورين بوليسي، غضب المشرعين الأمريكيين، معتبرين أن القرار سيؤثر سلبا بشكل كبير على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن منتجي أوبك بلس قلقون بشأن أمرين ، هما هبوط في الطلب، وخطة مجموعة الدول السبع لوضع سقف لأسعار النفط الروسي.

من جانبها، رأت مجلة نيوزويك الأمريكية أن قرار أوبك بلس سيؤدي إلى تأثيرات ملموسة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. وقالت إنه "يمكن أن يشعر المستهلكون الأمريكيون بالألم أيضا في شكل ارتفاع أسعار الوقود، كما حدث في وقت سابق من العام الجاري".

واعتبرت المجلة أيضا أن القرار سيصب في مصلحة موسكو، خاصة أن الكرملين قد شعر بالتهديد بعد مساعي الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع بشأن تحديد سقف لسعر واردات النفط الروسية، وذلك ردا على الاستفتاءات التي ضمت بموجبها موسكو مؤخرا أربع مناطق أوكرانية إلى الاتحاد الروسي.

وفي سياق ذي صلة ، ركزت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية على اتهام البيت الأبيض لتحالف أوبك بلس بـ"الانحياز" لروسيا ، ونقلت تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين بأنه "من الواضح أن أوبك بلس متحالفة مع روسيا".

كما تطرقت إلى أن قرار الخفض جاء على الرغم من الضغط المكثف من قبل الحكومة الأمريكية قبل الاجتماع وأنه يمثل "نكسة كبيرة" لإدارة بايدن، التي تسعى لخفض أسعار النفط والبنزين قبل الانتخابات النصفية الحاسمة المقررة الشهر المقبل ، فضلا عن إضعاف عائد روسيا من الطاقة.

وانتقدت إدارة بايدن الخطوة بشأن التخفيضات، قائلة إنه "قرار قصير النظر" في وقت يعد فيه "الحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية أمرا بالغ الأهمية".

وفي محاولة لتدارك تداعيات هذه الخطوة واحتواء آثارها، قالت الولايات المتحدة إنها ستواصل الإفراج عن النفط من مخزوناتها الاستراتيجية "حسب الحاجة" وإنها تبحث "إجراءات مسؤولة إضافية" لرفع إمدادات النفط المحلية.

وكشفت إدراة بايدن عن انها ستعمل مع الكونجرس بشأن تشريع "لتقليل سيطرة أوبك على أسعار الطاقة"، في إشارة إلى التشريع المناهض للتكتلات المعروف باسم "نوبك" الذي نظر فيه المشرعون الأمريكيون منذ فترة طويلة لكن لم يتم إقراره.

ويرى محللون أن تحرك السعودية يمثل لحظة مهمة في تحالف الطاقة الذي استمر 75 عاما بين الرياض وواشنطن.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن "تحرك أوبك لخفض إنتاج النفط بشكل حاد يقوض جهود الرئيس بايدن لتجنب زيادة أسعار الغاز قبل انتخابات التجديد النصفي، بينما يبطئ مساعيه لتقييد عائدات النفط التي تستخدمها روسيا لدفع ثمن حربها في أوكرانيا".

كما أنه "يفضح فشل دبلوماسيته المتعثرة خلال الصيف مع ولي العهد السعودي" الأمير محمد بن سلمان ، بحسب الصحيفة.

وجاء القرار خلال الاجتماع الشخصي الأول للتحالف منذ عامين في مقر منظمة أوبك بفيينا وحضره نائب رئيس الوزراء الروسي الخاضع للعقوبات الأمريكية.

ورأت نيويورك تايمز أن أوبك بلس أثبتت مجددا أنه "حتى في عصر يتضاءل فيه النفط من حيث الأهمية كمصدر للطاقة، فإنها تعمل لمصالحها الشخصية... في هذه الحالة ثبت أن الحفاظ على سعر البرميل أكثر أهمية بكثير لأعضائها من جعل روسيا تدفع ثمن غزو أوكرانيا".

وبعد أن سحبت ثلث احتياطيها الاستراتيجي من النفط خلال الأشهر الماضية لتسهم في خفض أسعار الوقود، تسعى إدارة بايدن لإيجاد بدائل لحل أزمة الوقود وارتفاع أسعاره، بينما تتجه الأنظار نحو الناخب الأمريكي وتأثير ذلك عليه وعلى قراره الانتخابي قبل أقل من خمسة أسابيع على إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك