• التعاون المستدام بين القطاع الخاص والحكومة المصرية هو السبيل لتحقيق التنمية وتجاوز التحديات الراهنة 

قال مصطفى الباجورى الرئيس التنفيذى لشركة سيمنس مصر إن التعاون المستدام بين القطاع الخاص والحكومة المصرية هو السبيل لتحقيق التنمية وتجاوز التحديات الاقتصادية الراهنة.

وأضاف الباجورى فى حواره لــ «مال وأعمال ــ الشروق» أن الأزمة الاقتصادية الراهنة تمثل تحديات حقيقية للشركات فى السوق المصرية، بما فى ذلك شركة سيمنس التى تأثرت ببعض الصعوبات مثل ارتفاع أسعار العملات الأجنبية والتقلبات الاقتصادية. ومع ذلك، تظل سيمنس ملتزمة بمواصلة تنفيذ مشروعاتها ودعم التحول الرقمى فى مصر.

تابع: تعتبر هذه التحديات جزءًا من البيئة التجارية العالمية المتغيرة، وتعمل الشركة على تطوير استراتيجيات للتعامل معها بشكل فعال.

وعن مدى تأثر الشركة بأزمة الاستيراد التى تعانى منها مصر، قال الباجورى إن سيمنس تتبنى فى مصر استراتيجية تعتمد على تقديم حلول محلية والاستفادة من القدرات المحلية لأقصى حد ممكن، حيث تعزز الشركة التصنيع المحلى وتدعم التوريد من الموردين المحليين لتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج. ومع ذلك، تتطلب بعض المشروعات التكنولوجيا والمكونات المتقدمة التى قد نحتاج إلى استيرادها.

أضاف «أثرت أزمة العملة وتوقف الاستيراد على بعض العمليات بشكل مؤقت، ولكن سيمنس ملتزمة بالاستمرار فى تلبية احتياجات السوق المصرية وتقديم حلول متقدمة وفعالة. فى هذا السياق، تعمل سيمنس مع الشركاء المحليين لزيادة الإنتاج المحلى وتعزيز التكنولوجيا المحلية».

وحسب الباجورى، فإن سيمنس تعتبر نفسها شريكًا استراتيجيًا للحكومة المصرية فى تعزيز التصنيع المحلى وتطوير القطاع التكنولوجى فى البلاد. إن استمرار العمل على تعزيز التصنيع المحلى ودعم الابتكار يعكس رؤية سيمنس لتعزيز الاستدامة والنمو المستدام فى السوق المصرية.

تابع: الشركة ملتزمة بتحقيق أهداف الاستدامة فى السوق المصرية، وقد وضعت رؤيتها بوضوح لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى البلاد، حيث تتضمن مستهدفات الشركة فى السوق المصرية: تعزيز التحول الرقمى الشامل وتعزيز التصنيع المحلى ودعم مشروعات البنية التحتية مثل محطات توليد الكهرباء وتوسيع الشبكة الكهربائية والمشاريع البيئية، وأيضا تنمية الموارد البشرية من خلال تقديم برنامج تدريب وتأهيل للقوى العاملة المصرية فى مجالات التكنولوجيا والهندسة، وأخيرا التعاون مع الحكومة المصرية لضمان تحقيق الأهداف المشتركة وتنفيذ المشروعات بفاعلية.

وقال الباجورى إنه على الرغم من وجود بعض التحديات التى يمكن أن تثير مخاوف بين المستثمرين الأجانب، إلا أن الحكومة المصرية تعمل بجد على تحسين هذا الوضع. وتتيح الشراكة مع شركات محلية ودولية، مثل سيمنس، منصة لتبادل الخبرات والمعرفة والعمل معًا على تحقيق التنمية والنجاح المشترك، مشيرا إلى أن سيمنس تسعى لتقديم تكنولوجيا مبتكرة وحل شامل لتعزيز البنية التحتية والصناعة فى مصر. هذا يعكس التزامها بمساعدة مصر على تحقيق أهدافها فى التنمية المستدامة وتعزيز جاذبيتها كوجهة استثمارية مميزة.

«يشهد مناخ الاستثمار فى مصر تحسنًا مستمرًا وجهودًا ملموسة من الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الوطنية والدولية. تمتلك مصر مزايا كبيرة تجعلها وجهة جذابة للاستثمار، بما فى ذلك موقعها الاستراتيجى وقاعدة عملية كبيرة وسوقا محلية نامية».. قال الباجورى.

أضاف أن سيمنس وكذلك الشركات العديدة تتعامل بترقب واستعداد لمواجهة التحديات التى تمر بها البلاد، حيث تتطلب الاستثمارات الأجنبية الاستقرار الاقتصادى والسياسى، وتقوم مصر بجهود مستمرة لتحقيق ذلك. بالإضافة لذلك، فإن تطور البنية التحتية التكنولوجية والتحسين المستمر فى بيئة الأعمال يعززان جاذبية الاستثمار فى البلاد.

وترى سيمنس أن هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل المطورين العقاريين فى مصر باستخدام التكنولوجيا الذكية والأنظمة الذكية فى مشروعاتهم العقارية. هذا يعكس الوعى المتزايد بأهمية تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى فى تحسين الكفاءة وتحسين جودة الحياة وزيادة قيمة الأصول العقارية.

وعن حجم تعاقدات الشركة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص فى مصر؟ وهل لدى الشركة شركاء محليون؟ قال الباجورى: يشكل حجم تعاقدات سيمنس مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص فى مصر تجسيدًا لالتزام الشركة القوى تجاه التطور الاقتصادى والصناعى فى البلاد. تمتد مشروعات سيمنس فى مصر على مر العقود، وقد ساهمت بشكل كبير فى تقديم حلول تكنولوجية متقدمة لمجموعة متنوعة من المشاريع.

وتجاوزت القيمة الاستثمارية لتلك العقود ملايين الدولارات، مما يعكس الالتزام المتواصل للشركة بتعزيز التنمية المستدامة فى مصر. إن مشروعات «سيمنس» تشمل توريد التكنولوجيا والبنية التحتية الحديثة للعديد من القطاعات مثل الطاقة والتعليم والصناعة والبنية التحتية الحضرية، قال الباجورى.

بالإضافة إلى ذلك، تعتمد سيمنس بشكل مكثف على شركاء محليين فى مشروعاتها فى مصر، حيث تعزز تلك الشراكات من التكامل ودعم القدرات المحلية فى مجالات التصنيع والصيانة وتطوير المشاريع التكنولوجية. ويسهم هذا فى بناء بيئة تعاونية ومستدامة تعود بالفائدة على الاقتصاد المصرى وتعزز من فرص العمل.أبرز مشروعات سيمنس بالعاصمة الإدارية:

المشروعات التى تنفذها «سيمنس» فى العاصمة الإدارية: باعتبارها أكبر مدينة ذكية فى مصر، قال الباجورى إن سيمنس تشارك فى تنفيذ أربعة مشروعات استراتيجية فى العاصمة الإدارية وهى:

1 مركز التحكم القومى للكهرباء فى العاصمة الإدارية الجديدة يمثل تقنية متقدمة لنقل وتوزيع الكهرباء. يتيح هذا المركز استخدام برمجيات ومعدات سيمنس الحديثة لمراقبة وإدارة شبكات نقل الكهرباء ذات الجهد العالى ومحطات توليد الكهرباء. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن هذا المشروع توفير البنية التحتية والأدوات اللازمة لتوسيع الشبكة فى المستقبل واستيعاب مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات تخزين الطاقة. هذا يعزز من الاعتمادية والكفاءة فى إمدادات الكهرباء ويمكن التحكم بها عن بعد بفعالية.

2 تنفيذ منظومة التطبيقات الذكية: المنظومة الذكية التى تنفذها الشركة فى مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية تعد أحدث النظم التكنولوجية فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. تجمع هذه المنظومة بين الأنظمة المختلفة فى المدينة وتجمع البيانات منها فى منصة واحدة. يمكن استخدام هذه البيانات لإدارة المدينة بفعالية، مما يسهم فى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز الاستدامة.

3 مركز إبداع الصناعة الرقمية 4.0 (Industry 4.0): يعكس تأسيس مركز إبداع الصناعة الرقمية 4.0 فى مدينة المعرفة مدى التزام سيمنس بدعم استراتيجية مصر الرقمية. ويهدف المركز لزيادة الوعى بالتقنيات الصناعية الحديثة ويساعد فى نقل المعرفة وتعزيز الابتكار الصناعى. يتيح المركز التدريب وتطوير المهارات للقوى العاملة فى مصر لتحقيق مستويات أعلى من التنافسية فى السوق العالمية.

4 البرج الأيقونى بحى المال والأعمال: تقوم سيمنس بتوفير منتجات الضغط المنخفض للبرج الأيقونى بحى المال والأعمال بالعاصمة الإدارية. وتساهم هذه المنتجات فى توزيع والتحكم فى الكهرباء بكفاءة داخل البرج، وهو مشروع عملاق يعكس الطموح فى تطوير المناطق التجارية والمالية فى المدينة.

إلى جانب هذه المشروعات الاستراتيجية فى العاصمة الإدارية، تنفذ سيمنس مشروع «باركلين» (Parklane)، والذى يمثل نموذجًا أول من نوعه لإقامة مجمع سكنى باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى (AI) وإنترنت الأشياء (IoT) والعالم الافتراضى (Metaverse).

بشكل عام، تسهم هذه المشروعات فى تعزيز التحول الرقمى فى مصر ودعم التنمية المستدامة فى العاصمة الإدارية الجديدة. وتؤكد سيمنس التزامها بتقديم التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز البنية التحتية وزيادة الكفاءة فى مجموعة متنوعة من القطاعات الحيوية.