طالبت عائلة الصحفي الليبي المحتجز محمد الصريط قرقر، السلطات في شرق البلاد، بإخلاء سبيله بعد أسبوع من اختطافه.
وقالت عائلته، إن كتيبة (20/20) وهي تتبع جهاز الأمن الداخلي في شرق ليبيا اختطفت قرقر بعد نشره لتدوينة تضمنت انتقادات للسلطات؛ بسبب هدم مبان لصالح مشاريع للتنمية والإعمار لكن دون تقديم تعويضات لأهاليها، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
ومن بين المنازل التي تم هدمها منزل يعود لأقارب الصحفي في منطقة جليانة وسط بنغازي.
وكتب قرقر، في تدوينته، أن انتزاع أملاك المواطنين من دون تعويض مادي ومعنوي ومنعهم من المطالبة أو حتى مناقشة حقوقهم أمر مؤسف جدا وهو مؤشر للعودة إلى الخلف بل الخلف لم يكن بهذه الصورة.
وقالت تهاني، وهي من أقارب الصحفي لـ(د ب أ): "بيتنا يعود إلى عقد الثمانينيات وهناك جيران تعود بيوتهم إلى الستينيات والخمسينيات من القرن الماضي.. لم يعلمونا بالهدم ولم يعرضوا علينا تعويضا أو مناقشة الأمر.. كان قرارا تعسفيا ثم بدأوا بقطع المياه عنا لمدة شهر".
وتابعت تهاني، أن كتيبة مسلحة اختطفت لاحقا قريبها الصحفي بعد أن نشر تدوينته.
وقالت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، إن ما تعرض له الصحفي محمد الصريط يأتي في إطار الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، ما يشكل انتهاكا جسيما لحرية الرأي والتعبير والصحافة وحقوق الإنسان والمواطنة.
وطالبت المنظمة الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب الليبي، وجهاز الأمن الداخلي، بالإفراج عن الصريط فورا، محملة الجهات المذكورة المسئولية القانونيّة الكاملة حيال سلامة ومصير وحياة الصريط.
ويعمل قرقر رئيس تحرير لصحيفة الحياة الإلكترونية، كما عمل متعاونا مع مؤسسات إعلامية دولية من بينها نيويورك تايمز ووكالة الأنباء الإسبانية.
وحذر نشطاء حقوق الإنسان في ليبيا من سطوة ونفوذ أبناء المشير خليفة حفتر ومن عمليات ترهيب منظمة ضد الصحفيين والمعارضين لسياسات الحكومة شرق ليبيا بجانب تواتر عمليات الاختطاف والاختفاء القسري لنشطاء.
وقال الناشط الحقوقي الليبي جمال الفلاح المتواجد بتونس لـ(د ب أ)، إن العمل الحقوقي يتعرض إلى تضييق وقمع كبير، يواجه النشطاء دائما تهم العمالة والخيانة مع الخارج، ولا يمكن انتقاد عمل الحكومة أو الشخصيات السياسية.
وتابع الفلاح: "حلم الدولة المدنية والديمقراطية أصبح تحقيقه صعبا. الوضع سيء جدا".