تستعد مصر، لاستقبال أمشير بزعابيبه الكثيرة التي جعلته أكثر الشهور القبطية شهرة بين المصريين، سواء كانوا من العاملين بالزراعة أو من غيرهم؛ لما فيه من تقلبات جوية لا توجد في غيره طوال السنة، إذ تعتبر الموجات الباردة والعواصف الحارة والأمطار والرياح الترابية سمة أساسية لشهر أمشير متقلب المزاج.
وتسرد جريدة "الشروق"، أهم المعلومات عن شهر أمشير مع الاستعداد لاستقباله بحلول 8 فبراير.
- وقت أمشير
ويشتق اسم أمشير من مجير رمز الرياح عند الفراعنة، ويبدأ مع يوم 8 فبراير وينتهي 9 مارس وهو الشهر الأوسط في الشهور القبطية الـ13، كما هو الشهر الوسيط بين شهور النماء الـ3 الخاصة بنمو المحاصيل، وكان المصريون القدماء يميزون أمشير بتوقف النيل عن الفيضان، بجانب تقلبات أمشير العنيفة السهل ملاحظتها.
ويذكر أن بداية أمشير قد تأتي مبكرة عن الـ8 من فبراير إذ يشتهر أمشير بكونه يستولي على الـ10 أيام الأخيرة من شهر طوبة -هادئ الأجواء- وتكون تلك البداية المبكرة واضحة للفرق الكبير بين هدوء طوبة وعنف أجواء أمشير.
- أمشير الزعابيب والتقلبات
ويشتهر شهر أمشير، باختلاف أحواله الجوية إذ عادة ما يبدأ بموجة باردة تخفض حرارة الجو بفرق ملحوظ عن الأيام السابقة له في طوبة ثم يتحول أمشير للأجواء الدافئة في الـ10 أيام الأخيرة منه؛ بسبب تبدل اتجاه هبوب الرياح من الشمالية الباردة إلى الجنوبية الحارة، وينتج عن ذلك التحول المفاجئ حدوث الأعاصير الصغيرة والأمطار القوية تبعا لها، وفي تلك التقلبات فإن أمشير ينقسم لـ3 أعشار تتسم كل 10 أيام منها بطقس مميز لها.
- أمشير صديق الفلاح
ويمتلك أمشير، فوائد متنوعة للمزارعين رغم عنف تقلباته الجوية، إذ تساعد الرياح الحارة المفاجئة في تسريع نضوج المزروعات؛ استعدادا لحصادها في برمهات الشهر التالي لأمشير، كما أن رياح أمشير تعمل على زيادة ملء السنابل لتتساوى ببعضها، ولا تقتصر فوائده على المحاصيل، إذ تعتبر تقلبات أمشير فرصة ذهبية لتقوية الشتلات الزراعية بتعريضها للأجواء المتقلبة ما يكسبها مناعة ضد الأجواء المختلفة.
- أمشير في الثقافة الشعبية
وجعلت طبيعة أمشير المتقلبة منه مضربا للمثل، إذ اعتاد المصريون تشبيه الشخص حاد المزاج بزعابيب أمشير، كما يقال أيضا في المثل "الاسم طوبة والفعل أمشير"؛ للتعبير عن الشخص هادئ المظهر عنيف الطباع، وفي مثل آخر يعبر عن فوائد أمشير الزراعية يقال إن أمشير يساوي الطويل مع القصير كناية عن تأثيره على المزروعات التي يزيد في انضاجها قبل الحصاد، ويضاف لذلك مثل آخر يعبر عن تأثير أمشير على الأشخاص إذ يقال إن أمشير يفصص الجسم نسير نسير؛ دلالة على تأثير الهواء البارد على الأجسام.