نيويورك تايمز: اشتباك حاد بين روبيو وإيلون ماسك في اجتماع حكومي برئاسة ترامب - بوابة الشروق
الأحد 9 مارس 2025 10:09 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

نيويورك تايمز: اشتباك حاد بين روبيو وإيلون ماسك في اجتماع حكومي برئاسة ترامب


نشر في: السبت 8 مارس 2025 - 8:45 م | آخر تحديث: السبت 8 مارس 2025 - 8:45 م

شهد اجتماع حكومي في البيت الأبيض مشادة ساخنة بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والملياردير إيلون ماسك، الذي وجه انتقادات لاذعة لروبيو؛ بسبب عدم تقليص عدد موظفي وزارة الخارجية، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".

وبينما كان روبيو يجلس إلى جانب الرئيس دونالد ترامب في قاعة الاجتماعات الحكومية، واجهه ماسك، الذي كان جالساً على الجهة المقابلة من الطاولة البيضاوية، متهماً إياه بعدم تنفيذ تخفيضات في موظفي الوزارة، قائلاً له: "لم تقم بإقالة أحد"، قبل أن يضيف بسخرية أن الشخص الوحيد الذي ربما أقاله روبيو كان موظفاً في "وزارة الكفاءة الحكومية" التابعة لماسك، وفقاً للصحيفة.

وكان روبيو غاضباً منذ أسابيع من ماسك، خاصة بعد أن قامت فرق الأخير بإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID فعلياً ، والتي كان من المفترض أن تكون تحت إشراف وزير الخارجية. لكن في الاجتماع الاستثنائي، الخميس الماضي، الذي حضره ترامب وحوالي 20 مسؤولاً آخرين، انتهز روبيو الفرصة للرد، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.

ونفى روبيو اتهامات ماسك، مشيراً إلى أن أكثر من 1500 موظف في الخارجية تقاعدوا مبكراً عبر برامج تعويضات مالية، متسائلاً بسخرية: "هل تريدني أن أعيد توظيفهم فقط لأطردهم مجدداً؟"، قبل أن يعرض خططه التفصيلية لإعادة هيكلة الوزارة".

لكن ماسك لم يبدِ أي اقتناع، واكتفى بالتعليق على روبيو قائلاً: "أنت جيد على شاشات التلفزيون"، في إشارة ضمنية إلى قلة كفاءته في الإدارة، وخلال هذه المشادة، كان ترامب متكئاً على كرسيه، يراقب الموقف، وكأنه يشاهد مباراة تنس.

وبعد أن طال السجال بشكل غير مريح، تدخل ترامب أخيراً مدافعاً عن روبيو، قائلاً إنه "يقوم بعمل رائع"، مشيراً إلى انشغاله الدائم بالسفر والظهور الإعلامي إلى جانب مهامه في إدارة الوزارة، داعياً الجميع إلى "التعاون والعمل المشترك".

وبحسب الصحيفة، يعتبر هذا الاجتماع منعطفاً لافتاً في الأسابيع الأولى من ولاية ترامب الثانية، إذ حمل أول إشارة واضحة على استعداده لفرض بعض القيود على نفوذ ماسك، الذي يواجه عدة دعاوى قضائية وانتقادات من بعض المشرعين الجمهوريين، الذين عبروا عن قلقهم للرئيس بشأن دوره المتزايد في الإدارة.

"إحباط من أسلوب ماسك"

ورغم تأييد معظم أعضاء الحكومة لمفهوم تقليل الهدر والاحتيال وسوء الإدارة الذي يسعى إيلون ماسك إلى تطبيقه، إلا أنهم يشعرون بالإحباط من أسلوبه الصادم الذي يفتقر إلى التنسيق الفعّال، وفقا لـ"نيويورك تايمز".

وجاء الاجتماع الحكومي الطارئ، الذي تمت الدعوة إليه مساء الأربعاء، كإشارة على إدراك ترامب لتزايد الشكاوى بشأن نهج ماسك.

وخلال الجلسة، حاول ترامب تحقيق توازن بين الطرفين، فأثنى على كل من ماسك وأعضاء حكومته، رغم غياب وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي سبق أن دخل في توترات مع فريق ماسك.

وأكد ترامب أنه "لا يزال يدعم هدف مبادرة ماسك"، لكنه شدد على ضرورة اتباع نهج أكثر دقة، معلناً أن الوزراء هم من سيديرون الأمور مستقبلاً، بينما سيقتصر دور فريق ماسك على تقديم المشورة.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان لهذا الاجتماع تأثير طويل الأمد، خاصة وأن ماسك يُعد أكبر داعم مالي لحملة ترامب السياسية، حيث موّل هذا الأسبوع وحده إعلانات بقيمة مليون دولار تحمل رسالة: "شكراً لك، الرئيس ترامب". كما أن تحكم ماسك في منصة "إكس" يثير مخاوف بعض المسؤولين الحكوميين من استهدافه لهم علناً.

وكان الاجتماع قد أظهر بعض الانقسامات داخل فريق ترامب، خاصة أنه سرعان ما انتشرت أخبار الاشتباكات الحادة بين ماسك وروبيو في أروقة الحكومة.

"مشرط بدلاً من فأس"

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الاجتماع، أكد ترامب أن المرحلة القادمة من خطته لتقليص الوظائف الحكومية سيتم تنفيذها بـ"مشرط بدلاً من فأس"، في إشارة واضحة إلى نهج ماسك الجذري.

أما ماسك، الذي ارتدى بدلة رسمية وربطة عنق بدلاً من قميصه المعتاد بعد أن سخر منه ترامب علناً؛ بسبب مظهره غير الرسمي، فقد دافع عن نفسه، مشيراً إلى أنه يدير 3 شركات بقيمة سوقية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وأن "النتائج تتحدث عن نفسها".

ولم تكد تمر لحظات على مواجهة إيلون ماسك مع وزير الخارجية ماركو روبيو، حتى دخل في اشتباك جديد مع أعضاء آخرين في حكومة الرئيس دونالد ترامب، ما كشف عن الانقسامات العميقة داخل الإدارة، بحسب "نيويورك تايمز".

وفي بداية النقاش، تبادل ماسك ووزير النقل شون دافي الاتهامات بشأن وضع المعدات المستخدمة في إدارة الطيران الفيدرالية FAA لتتبع الطائرات، وما إذا كانت تحتاج إلى إصلاح شامل، وخلال الجدال، تدخل وزير التجارة هوارد لوتنيك لدعم ماسك.

واتهم دافي فريق ماسك الشاب بمحاولة تسريح مراقبي الحركة الجوية، قائلاً: "ماذا أفعل؟ لدي بالفعل عدة حوادث تحطم طائرات، وفريقك يريد مني طرد المزيد من المراقبين الجويين!".

ورفض ماسك هذه المزاعم ووصفها بـ"بالكاذبة"، لكن دافي أصر على أنه سمع ذلك مباشرة من فريق ماسك. فرد الملياردير الأمريكيمتحدياً: "أعطني أسماءهم. من تم فصله؟" ليجيبه دافي: "لا يوجد أسماء، لأنني منعت طردهم".

وفي لحظة أخرى، ادّعى ماسك أن هناك موظفين تم تعيينهم بناءً على برامج التنوع والاندماج يعملون في أبراج المراقبة الجوية، لكن دافي رفض التعليق على ذلك، فيما لم يقدم ماسك أي تفاصيل إضافية، مكتفياً بالقول إن "لدى دافي رقم هاتفه الشخصي ويمكنه الاتصال به مباشرة لحل أي مشاكل".

واختُتم النقاش بتدخل ترامب، الذي قال لدافي: "عليك أن تعيّن خريجي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كمراقبين جويين، هؤلاء المراقبون يجب أن يكونوا عباقرة!".

من جهة أخرى، دخل وزير شؤون المحاربين القدامى، دوج كولينز، في النقاش، حيث يواجه أحد أكثر التحديات السياسية حساسية، إذ ستؤثر تخفيضات ماسك على آلاف المحاربين القدامى، وهم قاعدة انتخابية رئيسية لترامب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك