قال تقرير صحفى إيطالى إن مصادقة البرلمان فى روما على قرار منع توريد قطع غيار طائرات «إف 16» إلى القاهرة على خلفية قضية مقتل باحث الدكتوراه الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة، بعد خطوة «تصعيدية» خطيرة، ستسفر حتما عن مزيد من التوتر بين القاهرة وروما، فى فترة تتأزم فيها العلاقات لدرجة قد يستحيل فيها التوصل إلى أية حلول على المدى القريب.
وشهد البرلمان الإيطالى جدلا واسعا فيما يتعلق بهذا القرار، فيما بذلت أحزاب اليمين الإيطالى عدة محاولات لعرقلة صدور القرار الذى أصدره مجلس الشيوخ الأسبوع الماضى خوفا من تداعياته الخطيرة على العلاقات الثنائية بين البلدين.
تقدمت أحزاب اليمين المعارضة فى مجلس النواب بقيادة حزبى من «فورتسا إيطاليا» و«رابطة الشمال» بمقترح إلى مجلس النواب الإيطالى لرفض القرار الصادر عن مجلس الشيوخ ضد القاهرة إلا أنهم فشلوا فى حشد الأغلبية اللازمة لتمرير الاقتراح فى المجلس، حسب موقع «راى نيوز» الإيطالى.
وصوت على مقترح أحزاب اليمين 308 نواب بالرفض مقابل تصويت 29 نائبا بالموافقة، فيما امتنع 3 أعضاء عن التصويت، بحسب ما ذكرته وكالة «أنسا» الإيطالية، أمس.
من ناحيته، قال النائب الإيطالى، إيليو فيتو، أحد ممثلى حزب «فورتسا إيطاليا»، الذى تقدم بمقترح التعديل «القرار خطأ سياسى فادح.. كلنا متحمسون لمعرفة الحقيقة كاملة حول مقتل ريجينى» من خلال تحقيق شفاف وتعاون كامل بين القاهرة وروما لكن «قرار البرلمان سيسفر عن نتائج سلبية ستؤثر بدورها على سياسة إيطاليا الخارجية».
من جانبه، قال وزير الدفاع الإيطالى السابق، إناتسيو لا روسا، الذى يعد واحدا من المعارضين لقرار البرلمان الإيطالى الأخير ضد مصر «إنها المرة الأولى التى تتخذ فيها الحكومة الإيطالية والبرلمان إجراء انتقاميا على خلفية عمل عدائى» فى الخارج، مضيفا «لكنهم فعلوها وهذا يتعارض تماما مع جهود محاربة الإرهاب والقضاء على داعش.. اعتقد أنه ستكون هناك اجراءات أخرى اقتصادية ودبلوماسية».
بدوره، قال السفير محمد العرابى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصرى، فى تصريحات لوكالة «نوفا» الإيطالية إن «قرار البرلمان الإيطالى يعد تصعيدا غير مبرر من الجانب الإيطالى وقد يضع العلاقات الثنائية بين البلدين على المحك».
وأضاف العرابى: «مصر تبذل جميع الجهود من أجل التوصل إلى حقيقة مقتل ريجينى على الرغم من عدم الرضا الذى عبر عنه المحققون الإيطاليون»، مؤكدا أن «دور مصر فى محاربة الإرهاب معروف لدى العالم كله وأية محاولات للتأثيرعلى قدرتها فى القيام بهذا الدور سيؤثر بالسلب على أمن الدول الأوروبية».