قبل تصريحاته بتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط.. كيف رأى ترامب غزة دوما كصفقة عقارية؟‬ - بوابة الشروق
الثلاثاء 11 فبراير 2025 3:51 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

قبل تصريحاته بتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط.. كيف رأى ترامب غزة دوما كصفقة عقارية؟‬

منال الوراقي
نشر في: الأحد 9 فبراير 2025 - 10:31 ص | آخر تحديث: الأحد 9 فبراير 2025 - 10:32 ص

بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة واستيلاء الولايات المتحدة الأمريكية عليه لتحوله إلى "ريفيرا" الشرق الأوسط، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا موسعا تناولت فيه كيف رأى الرئيس الأمريكي غزة دوما كصفقة عقارية.

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره السابق جاريد كوشنر وصف ذات مرة الصراع العربي الإسرائيلي بأنه "ليس أكثر من نزاع عقاري" وتحدث عن مميزات الواجهة البحرية لقطاع غزة على البحر الأبيض المتوسط.

وأكدت الصحيفة، أنه استمرارا إلى ما بعد ذلك بتصريحات ترامب بتحويل غزة إلى ريفيرا الشرق الأوسط، دعا مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى إجراء مسوحات على الأرض لتقييم كيف أضعفت الأنفاق تحت الأرض التي حفرتها حركة "حماس" إمكانيات البناء والتطوير في المنطقة التي مزقتها الحرب.

وتابعت الصحيفة أنه بالرغم من أن معظم العالم ينظر إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كجزء من معركة دامت قرونًا حول الدين والأرض ومشكلة دبلوماسية مستعصية، إلا أن ترامب ودائرته الداخلية نظرت لسنوات إلى غزة باعتبارها شيئا مختلفا تماما وتحديدا كفرصة عقارية.

-ولكن ما قصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع غزة؟ وكيف ينظر لها باعتبارها فرصة عقارية؟

في العشرين من يناير، كان ترامب يوقع على أوامر تنفيذية بعد ساعات من أدائه اليمين الدستورية كرئيس للبلاد، وعندما سُئل عما إذا كان يخطط للمساعدة في إعادة بناء غزة، قال: "ربما أفعل".

وقال الرئيس: "كما تعلمون، غزة مثيرة للاهتمام، إنها موقع رائع على البحر، وطقسها هو الأفضل، كما تعلمون، كل شيء على ما يرام، يبدو الأمر وكأن بعض الأشياء الجميلة يمكن القيام بها، فهي مثيرة للاهتمام للغاية".

وقبل أيام أدهش الرئيس الأمريكي العالم بتصريحات جديدة حول مستقبل قطاع غزة، وأخذ المفاوضات إلى مستوى جديد مذهل، حيث أعلن عن خطة للولايات المتحدة لتولي المسئولية عن إعادة تطوير غزة، وتحويلها لعلامة تجارية جديدة: "ريفييرا الشرق الأوسط"، وفق ما نقلت واشنطن بوست.

-شغف بمهنته السابقة

وقالت الصحيفة فعلى الرغم من أن تحويل غزة إلى ريفيرا الشرق الأوسط صعب تنفيذه، إلا أنها سلطت الضوء على شغف الرئيس الأمريكي بمهنته السابقة، بصفته مطورًا لناطحات السحاب والمنتجعات ونوادي الجولف في جميع أنحاء العالم.

وأوضحت الصحيفة، أن ترامب يأمل بأفكاره الغريبة إلى أن يسطر التاريخ بأنه نجح في تحويل أحد أكثر الصراعات السياسية ديمومة في التاريخ الحديث إلى تحدي بناء.

وقال ترامب وهو يكشف عن خطته لاستيلاء الولايات المتحدة على غزة: "إن شعبها يعيش تحت الخرسانة المتهدمة التي تشكل خطورة كبيرة وخطيرة للغاية، ولكن يمكنهم بدلاً من ذلك العيش في منطقة جميلة بالكامل بها منازل وأمان، ويمكنهم أن يعيشوا حياتهم في سلام ووئام فيما بعد".

-ترامب يحول الصراع لصفقة عقارية

ولكن، قوبل اقتراح ترامب بإدانة واسعة بين حلفاء الولايات المتحدة، الذين اتهموا الرئيس بتحويل الصراع السياسي الطويل والأزمة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون إلى صفقة عقارية.

وبعدها، تحرك مساعدي الرئيس الأمريكي بسرعة لشرح أن ترامب يعتقد أن فكرته ستكون جيدة لسكان غزة، الذين عاشوا أكثر من 15 شهرًا من القصف الإسرائيلي، على الشريط الذي تبلغ مساحته 141 ميلًا مربعًا على الحافة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط.

وفي اليوم التالي، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفات: "الجنون هو تكرار نفس الشيء مرارًا وتكرارًا وتوقع نتائج مختلفة، الرئيس ترامب مفكر خارج الصندوق وزعيم صاحب رؤية يحل المشاكل التي يزعم كثيرون آخرون، وخاصة في هذه المدينة، أنها غير قابلة للحل".

-ترامب لم يطلع أحد على خططه

وقالت الصحيفة الأمريكية، إنه ترامب لم يطلع العديد من كبار المسئولين في البيت الأبيض على التفاصيل الرئيسية لخطته، بأن الولايات المتحدة ستتولى ملكية المنطقة وأن القوات الأمريكية سيتم نشرها، قبل إعلانها مفاجأة خلال المؤتمر الصحفي، وفقًا لشخصين مطلعين على الأمر.

فقد أجرى ترامب محادثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما قبل المؤتمر الصحفي، وسارع مسئولو ترامب إلى إعادة صياغة بعض ملاحظاته التمهيدية، مدركين تمامًا للعناوين الرئيسية الدولية التي ستثيرها قريبًا.

ووفقًا لمصادر الصحيفة، فقد كان المفهوم مثيرا للدهشة، حتى إذا كان خارجا عن رئيس قال إنه سيستعيد قناة بنما، وسيأخذ جزيرة جرينلاند من الدنمارك ويحاول جعل كندا الولاية رقم 51 للولايات المتحدة.

-حيلة تفاوضية وقحة

ويرى بعض المقربين من ترامب أن خطته الأخيرة المثيرة للجدل ليست خطة مؤكدة يعتقد أنها ستحقق ثمارها بالكامل، بل إنها حيلة تفاوضية وقحة لاستفزاز الأطراف وتسيير ردود الفعل وتحريك مفاوضات منطقة مشلولة دبلوماسيا لسنوات.

ونقلت الصحيفة عن شخص مقرب من إدارة ترامب: "أرى الخطة أكثر من منظور فن الصفقة، إنه يطبق عقلية مطور العقارات، بإزالة الأنقاض وتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط".

وأضاف: "من المثير للاهتمام أن نلاحظ الطريقة التي يعمل بها عقل ترامب في بعض الأحيان لأنه يستغني تمامًا عن الأبعاد التاريخية والثقافية والسياسية ويقفز مباشرة إلى فرصة لبناء وجهة لقضاء العطلات".

-هدية دبلوماسية لنتنياهو

ويرى محللون آخرون أن خطة ترامب هي بمثابة هدية دبلوماسية لنتنياهو، الذي قد يحصل على دعم حلفائه من اليمين المتطرف، الذين طالبوه باستمرار الحرب بدلاً من سحب القوات الإسرائيلية من غزة، كما هو متصور في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

-من سيدفع الفاتورة؟

لم يتطرق ترامب إلى السلطة التي تتمتع بها واشنطن لإعادة بناء أرض أجنبية، أو ما الذي سيفعله إذا اختار الفلسطينيون عدم مغادرة وطنهم لإفساح المجال لإعادة التنمية.

فقد قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفات، إن ترامب لن يتم استخدام أي أموال ضريبية أمريكية، مما يترك السؤال مفتوحًا حول من سيدفع الفاتورة؟.

-البداية من زوج ابنته

ومع ذلك، فخطة ترامب ليست جديدة، إذ تناولها صهره وزوج ابنته جاريد كوشنر كثيرا، فقد أظهر كوشنر اهتمامًا بغزة لسنوات، وصاغ خطة من 181 صفحة صدرت في يناير 2020 بعنوان "السلام من أجل الرخاء".

وتضمنت تلك الخطة، التي كانت عبارة عن رؤية واسعة لحل الصراع، جهدًا للترويج لـ "الخصائص الفريدة والمثيرة" في الضفة الغربية وغزة والتي يمكن أن تجذب السياح إلى المنطقة من خلال ضخ التنمية والتسويق.

-تحويل غزة إلى بيروت ولشبونة وتل أبيب

وقال التقرير، إن "أكثر من أربعين كيلومترًا من الساحل في غزة على طول البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تتطور إلى مدينة حضرية حديثة تطل على الشاطئ، مستمدة من أمثلة مثل بيروت وهونج كونج ولشبونة وريو دي جانيرو وسنغافورة وتل أبيب".

-نقل الفلسطينيين لمصر والنقب

وواصل كوشنر الترويج للخطة بعد سنوات، حيث طرحها مرة أخرى في مقابلة مع بودكاست ليكس فريدمان، تم تسجيلها في 9 أكتوبر 2023، بعد يومين من الهجوم على إسرائيل والذي أشعل الحرب في غزة، ومرة أخرى في حدث كبير، في فبراير 2024، في جامعة هارفارد الأمريكية.

وقال صهر ترامب في هارفارد: "أعتقد أن إسرائيل ستبذل قصارى جهدها لإخراج الناس من غزة ثم تنظيف المكان"، متوقعا أن تكون دول عربية مختلفة على استعداد لتمويل خطة تطوير غزة بحافز الاستثمار.

وأوضح كوشنر أنه يجب نقل المدنيين من رفح إلى مصر، وطرح فكرة نقلهم مؤقتًا إلى النقب، وهي منطقة صحراوية كبيرة في جنوب إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن شخص مقرب من كوشنر أنه استمر في التحدث إلى معارفه حول تطوير قطاع غزة بتمويل من دول الخليج، حيث إن الفكرة تروق لاهتمام ترامب بالعقارات.

-مطور عقارات من نيويورك

كما أشار الشخص إلى أن ترامب وصهره سيستعينون بويتكوف، وهو مطور منذ فترة طويلة في نيويورك، لديه أيضًا خبرة واسعة في مشاريع العقارات الممولة من الدول العربية الغنية بالطاقة في الخليج الفارسي.

فقد وصف ويتكوف الدمار في غزة والإطار الزمني الطويل لإعادة البناء، وقال: "عندما يتحدث الرئيس عن تنظيف غزة، فهو يتحدث عن جعلها صالحة للسكن، وهذه خطة بعيدة المدى".

وأضاف: "لقد حفروا أنفاقًا تحتها أدت في الأساس إلى تدهور الحجر الذي سيشكل الأساسات، علينا أن نفحص ذلك، ويمكننا القيام بذلك باستخدام الحفر، ويمكننا القيام بذلك باستخدام المسوحات الجوفية".

-نظرة مطور عقاري يسير على خطى والده

ويبدو أن خطط صهره تجاه غزة كثيرا ما ناسبت نظرة ترامب كمطور عقاري، فقد ذكرت الصحيفة أنه طوال فترة طويلة من حياته المهنية، كانت نظرة ترامب هي نظرة مطور عقاري يسير على خطى والده.

فلقد جمع ترامب ممتلكات في مدينة أتلانتيك سيتي في أوائل الثمانينيات، محاولاً إعادة تطوير المواقع غير المقيمة بالقيمة الحقيقية مع البهرجة والجاذبية، كما بنى أبراجاً في مانهاتن ولاس فيجاس، وفي بعض الأحيان لم تؤت رهاناته ثمارها، مما أدى إلى إفلاس الشركات ورفع دعاوى قضائية، وفي أوقات أخرى، قوبلت خططه الجريئة بالأرباح غير المتوقعة.

-الفلسطينيون ليسوا صفقة عقارية

ولطالما أثارت نظرة مطور العقارات التي يتبناها ترامب تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الجدل، وأدخلته في صدامات مع أعدائه السابقين مثل وزير الخارجية ماركو روبيو.

وقال روبيو في مناظرة، عام 2016، عندما تنافس وترامب ضد بعضهما البعض في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري: "الفلسطينيون ليسوا صفقة عقارية، دونالد".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك