يوميات ثورة1919 (9): كيف جرت أحداث أول أيام الثورة ؟! - بوابة الشروق
الثلاثاء 2 يوليه 2024 4:03 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوميات ثورة1919 (9): كيف جرت أحداث أول أيام الثورة ؟!

هاجر فؤاد:
نشر في: السبت 9 مارس 2019 - 10:43 ص | آخر تحديث: السبت 9 مارس 2019 - 10:43 ص

تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، عرض يوميات ثورة 1919، التي اندلعت أولى مظاهراتها في 9 مارس بالتحديد، وذلك لإطلاع الأجيال الشابة على أحداث هذه الثورة التي تعتبر أول حراك شعبي سياسي واجتماعي في تاريخ مصر الحديث، شاركت فيه كل فئات وطوائف المجتمع.

الكتاب الذي نعتمد عليه لاسترجاع هذه الأحداث هو «تاريخ مصر القومي 1914 -1921» للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي، الذي يروي في قسم كبير منه يوما بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها في فترة الثورة.

••••

رسالة الوفد إلى السلطان :

طلب الوفد من السلطان في بيانه إليه، أن يقف بجانب الشعب في هذه الأزمة، مدافعا عنهم حتى ينالوا غرضهم، مختتمين البيان بعبارات استعطاف قائلين: "إليكم يا صاحب العظمة، وأنتم تتبوأون أكبر مقام في مصر، وعليكم أكبر مسئولية فيها، نرفع باسم الأمة أمر هذا التصرف القاسي، فإن شعبكم الآن يحق له أن يعتبر هذه الطريقة بادرة تخيفه على مستقبله، كما يحق له أن يكرر الضراعة لسدتكم العلية أن تقفوا في صفه مدافعين عن قضيته العادلة".

لم يكتف أعضاء الوفد وعلى شعراوي باليبان المرسل إلى السلطان، وأرسل في نفس اليوم، برقية إلى المستر لويد جورج رئيس الحكومة البريطانية، احتجوا فيه على اعتقال سعد وصحبه وأنهم ماضون في سبيلهم وسيستمرون في الدفاع بكل الطرق المشروعة عن قضية مصر، وأسلوا البرقية أيضا باللغة الإنجليزية لمعتمدي الدول الأجنبية.

القبض على سعد وثورة الطلاب :

فكانت روح السخط كامنة في الجوانح، والنفوس مغيظة محنقة من تصرفات السياسة البريطانية، فنبأ القبض على سعد زغلول وصحبه، كان جديرا بتهييج الخواطر ودفع الأمة إلى الثورة، كونه حلقة من تصرفات جائرة اتخذتها السلطة البريطانية ضد الشعب لإذلاله، فقد بلغ التحدي غايته، وجاءت الثورة معلنة أن الأمة لا ترضى بالذل والاستسلام والعبودية.

وبدأها طلاب مدرسة الحقوق (كلية الحقوق) فأضربوا عن تلقي المحاضرات، واجتمعوا في فناء المدرسة بالجيزة، معلنين بذلك عن استيائهم وإضرابهم، فنصحهم مستر "والتون" ناظر المدرسة بلطف، بالعدول عن الإضراب، فلم يبدوا له أي أهمية ولم يستمعوا له.

تضايق والتون من رد فعل الطلاب ورغبتهم في استمرارالإضراب، ما جعله يستدعي المستر "موريس شلدون إيموس" نائب المستشار القضائي البريطاني لوزارة الحقانية (العدل)، دعاهم موريس لترك السياسة لآبائهم، فأجابوه "إن آباءنا قد سجنوا، ولا ندرس القانون في بلد يداس فيها القانون."

خرج الطلاب من مدارسهم في نظام وسكينة، تتقدمهم أعلامهم ويهتفون بحياة مصر وسعد زغلول وسقوط الحماية الإنجليزية، فتوجهوا إلى مدرسة المهندسخانة (كلية الهندسة)، ثم إلى مدرسة الزراعة وكلتاهما بالجيزة، إلا أن توجهوا بالسير إلى القصر العيني حيث مدرسة الطب، أراد ناظرها الدكتور "كيتنج"، أن يحول بينهم ومين طلابه، فنشب بينه وبين طلابه شجارا سقط فيها على الأرض، وخرجوا منضمين إلى أخوانهم المتظاهرين وذهبوا جميعا إلى مدرسة التجارة العليا بشارع المبتديان قاصدين ميدان السيدة زينب.

اعتقالات في صفوف الطلاب :

أثناء توجههم للميدان أدركهم رجال الشرطة وأحاطوا بالمئات منهم وأخذوهم إلى قسم السيدة، بعد الظهر وصلت قوة "بلوك الخفر" مشاة وفرسانا آتية من المحافظة بقيادة الضابط "أشر" وكيل الحكمدار، قاصدين إخراج الطلبة وإعادتهم إلى بيوتهم، فأبوا الطلاب، حتى تم تهديدهم بالاعتقال بالمحافظة (بباب الخلق)، واستمروا في الرفض ومعارضة رجال الشرطة، فتم اعتقالهم وعددهم 300 طالب، وهم في طريقهم للمحافظة انضم لهم طلبة مدرسة دار العلوم وغيرها من المدارس التي سرت فيها روح الإضراب، واختلط الجمهور بطلبه المدارس.

عن دون قصد داس حصان أحد الجنود على قدم أحد الطلاب، ما جعله يحذر باقي زملائه المتظاهرين، فلم يكن من الجندي إلا أن يضربه، أثار الأمر غضب المتظاهرين وانضم إليهم العامة، وانهالوا على الجندي ضربا بالحجارة، حتى تبعه بعض الجنود فانصرف كثير من الطلبة، وتم حبس الطلبة المعتقلين بالمحافظة صباحا وتم نقلهم إلى القلعة ليلا.

هكذا انتهى يوم الأحد 9 مارس أول أيام الثورة، فبالرغم من كونه يوما عصيبا إلا أنه انتهى بسلام دون سفك نقطة دماء واحدة، حتى بعد أن غص ميدان باب الخلق بالمتظاهرين وأخلته رجال الشرطة المسلحين بالعصى بعد جهد شديد دام عدة ساعات، فلم يكن طلبة الأزهر والمدارس الأخرى وحتى الخاصة على دراية بكل ما حدث في هذا اليوم، لذا قرروا الاضراب في اليوم التالي وتأليف مظاهرة تجمعهم، حتى تحول مسار المظاهرات من السلمية والسلام لسقوط أول قتيل.

وغدا حلقة جديدة....



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك