كتب- شريف حربى ويارا صابر ودينا شعبان ومحمد عبدالناصر:
• «التنمية المحلية»: منظومة متكاملة لإدارة المخلفات بتكلفة 8,5 مليار جنيه بالمحافظات
• «تنظيم إدارة المخلفات»: إنشاء 29 مدفنًا صحيًا.. «الرصد البيئى بالمرج»: «النبيشة والفريزة» السبب
تفاقمت شكاوى المواطنين فى محافظتى القاهرة والجيزة، بسبب تراكم القمامة على أرصفة الشوارع، خاصة بالقرب من المنازل والمدارس والجامعات، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة، والذباب، والحشرات، وحتى الكلاب الضالة، وأصبحت هذه الظاهرة تتكرر فى العديد من المدن، وسط تبريرات بعض المسئولين الذين يعزون المشكلة إلى النباشين فى القمامة، معتبرين أنهم السبب الرئيسى وراء تفاقم الأزمة.
فى حى عين شمس فى القاهرة، يعانى السكان من انتشار القمامة والمخلفات فى عدة مناطق، خاصة بجوار كلية الهندسة، وتحديدًا فى شارع إبراهيم عبدالرازق ومنشية التحرير.
أحمد علام، أحد سكان الحى، أوضح فى حديثه لـ«الشروق»، أن المشكلة تفاقمت بعد قيام الأجهزة المعنية بإلغاء مقلب القمامة الذى كان موجودًا أمام كلية الهندسة، دون توفير بديل مناسب، حيث تم استبداله بجراج للسيارات.
وأضاف علام أن النباشين وجامعى المخلفات البلاستيكية يتسببون فى تفاقم الأزمة، إذ يقومون بفرز القمامة فى الشوارع، ما يؤدى إلى انتشارها على الطريق بالكامل، دون إعادة تجميعها بعد الانتهاء، الأمر الذى يزيد من الفوضى ويعيق حركة السيارات والمارة.
كما اشتكى محمد ضياء، أحد سكان حى المرج، من انتشار القمامة فى شوارع رئيسية عدة، منها شارع البترول، وشارع السيراميك، وشارع 6 أكتوبر. وأوضح أن المخلفات تظل ملقاة فى الشوارع لأكثر من يومين دون جمعها، ما يؤدى إلى انتشار الروائح الكريهة، وتطاير الأكياس البلاستيكية والأوراق على العقارات والمنازل.
وأشار ضياء، فى حديثه لـ«الشروق»، إلى أن النباشين وجامعى المخلفات يفرزون القمامة فى الشوارع بحثًا عن المواد البلاستيكية والورق والكراتين، ثم يتركونها متناثرة دون إعادة تجميعها، ما يزيد من فوضى المشهد البيئى.
وفى محافظة الجيزة، أكد محمد محمود، أحد سكان منطقة إمبابة، أن رفع القمامة لا يتم إلا بجهود المواطنين الذاتية، مشددًا على ضرورة إيجاد حل واضح ومستدام لهذه الأزمة المتكررة. وأوضح، خلال حديثه لـ«الشروق»، أن القمامة لم تعد مجرد مشكلة بيئية، بل أصبحت خطرًا حقيقيًا يهدد صحة السكان، ما يستدعى التعامل معها بآلية منظمة وفعالة.
واتفقت معه فى الرأى زينة أحمد، ربة منزل، المقيمة بمنطقة كرداسة، بأن سبب انتشار القمامة من البداية يرجع لسلوك المواطنين الذين يقومون بإلقاء القمامة بالشارع حتى تتزايد وتتفاقم بشكل سيئ لا يستطيع أحد التعايش معه.
ومن جهته، أكد المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية خالد قاسم، أن الحكومة، بجميع وزاراتها المعنية، تعمل على تنفيذ منظومة متكاملة لإدارة المخلفات الصلبة بهدف الارتقاء بمنظومة النظافة فى جميع محافظات الجمهورية.
وأوضح قاسم، فى تصريح لـ«الشروق»، أن هذه المنظومة تعتمد على ثلاثة برامج رئيسية، أولها تطوير البنية التحتية، بتكلفة تصل إلى 8.5 مليار جنيه، ويتضمن إنشاء محطات وسيطة ثابتة ومتحركة، بالإضافة إلى إنشاء خلايا للدفن الصحى وإغلاق المقالب العشوائية.
وأضاف أن البرنامج الثانى يشمل تمويل تكاليف التشغيل، بميزانية تبلغ 3.4 مليار جنيه، فيما يركز البرنامج الثالث على الدعم المؤسسى والمجتمعى، بتكلفة تصل إلى 100 مليون جنيه، بهدف تعزيز كفاءة المنظومة وضمان استدامتها.
من جهته، قال الرئيس التنفيذى لجهاز تنظيم إدارة المخلفات بوزارة البيئة ياسر عبدالله، إن وزارة البيئة تعمل بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية بتنفيذ منظومة متكاملة لإدارة المخلفات لضمان التخلص الآمن من تراكمات المخلفات فى الشوارع، مشددًا على استمرار الجهود لضمان كفاءة منظومة النظافة فى مختلف المحافظات.
وأضاف عبدالله لـ«الشروق»، أنه تم تنفيذ عدد من المشروعات لتعزيز إدارة المخلفات، تشمل إنشاء 29 مدفنًا صحيًا فى عدة محافظات، وجارٍ تنفيذ 17 مدفنًا إضافيًا.
وقال مدير وحدة الرصد البيئى بحى المرج عادل مسعود، إن عمال الحى وشركة النظافة المختصة بأحياء شرق القاهرة لديها معدات للنظافة كالمكنسة والجاروف وعربات لجمع المخلفات من الشوارع، منوهًا بأن المخلفات المجمعة يتم نقلها فورًا إلى محطات المناولة.
وأكد مسعود لـ«الشروق»، أن المعاناة الحقيقية بالنسبة لملف النظافة هى ظاهرة «النبيشة والفريزة»، كونهم ينشرون القمامة على الأرض لجمع المواد البلاستيكية والأوراق والكراتين والزجاج لتحقيق مكاسب شخصية، منها عن طريق بيعها بعد ذلك، لكنهم يبعثرونها وبدلًا مما كانت كومًا واحدًا للقمامة يصبح الشارع بأكمله قمامة منتشرة فى الشوارع والميادين، مطالبًا بوضع عقوبات رادعة للنبيشة وتوقيع غرامات مالية عليهم كبيرة حتى لا يتسببوا فى ظاهرة انتشار القمامة بالشوارع والميادين.
من جهته، أكد مصدر مسئول بحى التبين، بمحافظة القاهرة، أن دوريات النظافة مستمرة وتتواجد صناديق القمامة أمام المواطنين، لكن بالشوارع الرئيسية، وهو أمر مهم لعدم تمكن السيارات التى تجمع المخلفات من المرور فى الشوارع الضيقة التى يذهب إليها عمال الحى لجمع القمامة منها.
وأشار إلى أن مشكلة القمامة تعود إلى سلوك بعض المواطنين السلبى الذى يلقى مخرجات منزله فى أى مكان دون الذهاب إلى صناديق القمامة المخصصة لهذا الشأن.