تحتضن فلسطين العديد من المعالم والأماكن التاريخية الأثرية والدينية، وكذلك تزخر بالكثير من الشخصيات التي تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة والهوية الفلسطينية.
وفي هذه السلسلة "باب فلسطين"، تصحبكم "الشروق" في جولة مع واحد من أهم معالم محافظة أريحا، تلول أبو العلايق.
وتتميز تلال أبو للعلايق، بوقوعها بين عدة تلال منخفضة على جانبي وادي القلط، ويقع عند المدخل الجنوبي لمدينة أريحا حيث يتقاطع وادي القلط مع سهل أريحا، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية.
ويمكن الوصول إلى هذا الموقع عبر الطريق العام القدس/أريحا أو يُفضل اتباع طريق أريحا القديم الممتد على جانب الوادي.
وترجع أقدم الاكتشافات في الموقع إلى العصور القديمة مثل العصر النحاسي (4500-3100 قبل الميلاد)، في حين تعود البقايا القديمة التي هُدمت إلى العصر الهلنستي أو العصر الروماني.
في عهد الإمبراطورية الرومانية، كانت أريحا تشتهر بكونها حديقة فاخرة ممتلئة بالفاكهة وأشجار النخيل، حيث قدَّم مارك أنطوني هذه المدينة الجميلة كهدية لكليوباترا ملكة مصر.
وعرفت المدينة ذروة ازدهارها في عهد هيرودس العظيم الذي شيد قصره الشتوي في موقع تلول أبو العلايق، الذي يُعتبر من أفضل وأجمل المباني المُرممة في الموقع والتي ربما كانت المركز الإداري لأريحا في ذلك الوقت.
وتم بناء القصر على جانبي الوادي لتمكين سكانه من مشاهدة المياه المتدفقة في الوادي أثناء فصل الشتاء.
وأثناء حملات التنقيب الأثرية، تم العثور على حديقة ضخمة تضم أشجار النخيل والبلسم على مساحة تزيد عن 11000 متر مربع في الجانب الشمالي من القصر، وأُطلق عليها اسم "الحديقة الملكية".
كما تم العثور على أساسات الجدران المحيطة بالمباني، بالإضافة إلى ورش العمل وبرك السباحة والأفران ومعاصر صناعة الخمور وأنظمة الصرف وبنية لتخزين المياه، حيث كانت هذه المنطقة تُعرف بالمنطقة الصناعية لأريحا في تلك الفترة.
ولا يُعرف بالضبط متى تم ترك هذا الموقع، لكن التقديرات تشير إلى أن ذلك قد حدث عندما ضربت المنطقة زلازل عنيفة في القرن الأول للميلاد.
وبعض الآثار من العصور البيزنطية والإسلامية تشير إلى أن الموقع لم يترك بشكل كامل ولكنه تقلص من حيث المساحة.