مساجد لها تاريخ: «المؤيد شيخ».. الجامع السجن الذى بناه «يوسف المماليك» - بوابة الشروق
السبت 5 أكتوبر 2024 8:54 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مساجد لها تاريخ: «المؤيد شيخ».. الجامع السجن الذى بناه «يوسف المماليك»

كتب ــ إبراهيم جابر:
نشر في: السبت 9 يونيو 2018 - 9:46 ص | آخر تحديث: السبت 9 يونيو 2018 - 9:46 ص

يضم شارع المعز بواسطة القاهرة، العديد من المساجد الأثرية العتيقة، لكن أحدهم صاحب قصة خاصة جدا، حيث كان فى مقره سجن عرف باسم «خزائن شمايل»، والذى سجن به مؤسس المسجد، فى عهد الملك الناصر فرج بن برقوق، بعد اتهامه بالتآمر عليه، ونذر أن يحوله إلى مسجد إذا حصل على الحرية إنه مسجد المؤيد شيخ.
يعتبر مسجد «المؤيد» أحد مساجد القاهرة القديمة الذى يعود تاريخ بنائه إلى عصر المماليك الجراكسة، وجاء موقعه ملاصقا لباب زويلة أو بوابة متولى بشارع المعز لدين الله، والذى ينسب اسمه إلى مؤسسه المؤيد شيخ المحمودى أحد مماليك الظاهر برقوق، الذين اعتقهم وظل يترقى مناصب الدولة حتى استطاع الاستيلاء على السلطنة وعزل الخليفة المستعين العباسى الذى تولى الحكم بعد مقتل السلطان فرج بن برقوق.
عقب خروج المؤيد من السجن وتوليه حكم مصر، أوفى المؤيد بنذره وشرع فى بناء مسجده، حيث اشترى قيسارية الأمير سنقر الأشقر وعدة دور وحارات مجاورة للسجن وهدمها جميعها، وفى عام 1415 ميلاديا، وشرع فى البناء عام 1416 ميلاديا، وأوقف الملك عليه عدة مواضع بمصر والشام. ويضم المسجد أربعة إيوانات أو وجهات، جدد ثلاث منها حديثا على نفس طرازها القديم، أما الوجهة الرابعة الرئيسية الشرقية فهى التى لا تزال محتفظة بتفاصيلها الأثرية القديمة، وهى وجهة كبيرة شاهقة حليت أعتاب شبابيكها ومزاراتها بالرخام، وغطى كل شباكين بمقرنص واحد.
ويتزين بناء المسجد بالرخام بجميع ألوانه، كما توجد المنارتان التوءمان للمسجد فوق باب زويلة الذى يهيمن على المنطقة، ويوجد ضريح السلطان المؤيد وعائلته فى المسجد.
ويتميز المسجد بقبة داخلية ضخمة يبلغ ارتفاعها نحو أربعين مترا، ويتوسطه صحن وميضأة دائرية يستخدمها المصلون فى الوضوء، واستغل المهندس الذى صممه، ويقال إن اسمه «محمد القزاز» ملاصقته لباب زويلة حتى اتخذ من بدنتين قاعدتين لمنارتيه، ما أعطاه طابعا خاصا، وتم تزويد المسجد بخزانة كتب عظيمة تحوى مجموعة من الكتب فى مختلف العلوم والفنون.
ويعتبر باب المسجد النحاسى المركب الآن على باب جامع المؤيد فيعتبر مثلا رائعا لأجمل الأبواب المكسوة بالنحاس المشغول على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة.
تعرض باب مسجد المؤيد شيخ الذى يعد تحفة فنية ويعود أصله إلى مسجد السلطان حسن للسرقة عدة مرات، كما تعرض للتلف سريعا ويعزو بعض المؤرخين ذلك إلى مهاجمة المسجد سنة 1665 ميلاديا حين أمر عمر باشا حاكم مصر بعد استفتاء العلماء بضرب المسجد بالمدافع، لإخراج المتحصنين به من الزرب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك