ضرب إعصار ميلتون خليج المكسيك متجها نحو ولاية فلوريدا يوم الثلاثاء كعاصفة "خطيرة للغاية"، ما يهدد بضرب أحد المراكز السكانية الرئيسية في الولاية بعد أسبوعين فقط من اجتياح إعصار هيلين القاتل للساحل.
يشكل الإعصار تهديدا لمنطقة خليج تامبا التي يعيش فيها أكثر من 3.3 مليون شخص، وهي منطقة لم تتعرض لضربة مباشرة من إعصار كبير منذ أكثر من قرن. كما يهدد ميلتون مناطق أخرى على الساحل الغربي لفلوريدا، والتي تعرضت للدمار بالفعل عندما وصل إعصار هيلين إلى الشاطئ في 26 سبتمبر.
شهدت الطرق السريعة حركة مرور كثيفة يوم الثلاثاء باتجاه الشمال من تامبا، حيث هرب الناس من المنطقة قبل وصول ميلتون. وفي نفس الوقت، كانت الفرق تعمل بسرعة على طول الساحل لإزالة الحطام الذي خلفه هيلين، حتى لا يتحول إلى مقذوفات خطيرة مع وصول ميلتون.
اشتدت قوة إعصار ميلتون يوم الاثنين لتصل إلى الفئة الخامسة، لكنها تراجعت إلى الفئة الرابعة يوم الثلاثاء. ومع ذلك، حذر خبراء الأرصاد الجوية في المركز الوطني للأعاصير من أن العاصفة من المرجح أن تظل كبيرة وقوية، وقد تتوسع مع اقترابها من فلوريدا. وبحلول ظهر الثلاثاء، بدأت العاصفة تكتسب قوتها من جديد.
بحلول ظهر الثلاثاء، كان إعصار ميلتون يبعد حوالي 520 ميلاً (835 كيلومتراً) جنوب غرب تامبا، مصحوباً برياح تصل سرعتها إلى 155 ميلاً في الساعة (250 كيلومتراً في الساعة). حذر الرئيس جو بايدن من أن هذه العاصفة قد تكون واحدة من أسوأ العواصف التي تضرب فلوريدا منذ قرن.
مع تقدم العاصفة، تم تمديد تحذيرات الإعصار لتشمل أجزاء من الساحل الشرقي للولاية، حيث يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تظل قوية إلى حد ما أثناء عبورها فلوريدا.
موسم عواصف غريب
العلماء يعتبرون موسم العواصف الحالي غريبًا بشكل غير مسبوق. كان خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون موسمًا مزدحمًا بالأعاصير، وبدأ بالفعل مع تحول العاصفة بيريل إلى أول إعصار من الفئة الخامسة المسجل. ومع ذلك، من 20 أغسطس إلى 23 سبتمبر، كان الموسم هادئًا بشكل غريب. ثم في نهاية سبتمبر، ظهرت خمسة أعاصير في فترة قصيرة بين 26 سبتمبر و6 أكتوبر، وهو ما يزيد عن ضعف الرقم القياسي السابق.
حذر خبراء الأرصاد من أن إعصار ميلتون قد يتسبب في عاصفة مدية تتراوح بين 10 إلى 15 قدمًا (3 إلى 4.5 متر) في خليج تامبا، وهو أعلى مستوى موجة مدية متوقعة في هذا الموقع. أصدرت السلطات أوامر بإخلاء المجتمعات الساحلية، وتمتد هذه الأوامر لتشمل جميع المنازل المتنقلة والمصنعة.
أعلنت العديد من المطارات في فلوريدا، بما في ذلك مطار تامبا الدولي، تعليق رحلاتها الجوية. في نفس الوقت، ظلت المتنزهات الترفيهية الكبرى مثل والت ديزني وورلد ويونيفرسال مفتوحة، على الرغم من أن شركات السياحة في أورلاندو تستعد لإغلاق بعض العمليات.
بالنسبة لمشكلة نقص الوقود، شهدت بعض محطات البنزين طوابير طويلة ونفاد الوقود بشكل مؤقت. على الرغم من عدم وجود نقص حقيقي في الوقود، إلا أن البحث عن البنزين كان مرهقًا للأعصاب بالنسبة للكثيرين.
على صعيد آخر، عندما كان ميلتون في طريقها نحو فلوريدا، أثرت العاصفة بشكل طفيف على المكسيك. في ولاية يوكاتان، سقطت خطوط الكهرباء والأشجار بالقرب من الساحل، ودُمرت بعض الهياكل الصغيرة ذات الأسقف المصنوعة من القش، لكن لم يتم الإبلاغ عن إصابات أو وفيات.
ما مدى الضرر المتوقع؟
تعتبر منطقة ساحل الخليج في فلوريدا معرضة بشكل خاص لخطر العواصف.
وصلت هيلين إلى الشاطئ على بعد حوالي 150 ميلاً (240 كيلومترًا) شمال تامبا في منطقة فلوريدا بانهادل، ولا تزال قادرة على التسبب في وفيات غرق في منطقة تامبا بسبب الأمواج التي كانت تتراوح بين 5 إلى 8 أقدام (1.5 إلى 2.5 متر) فوق مستويات المد والجزر الطبيعية.
مع إعصار ميلتون، حذر خبراء الأرصاد الجوية من احتمال حدوث عاصفة مدية بارتفاع يتراوح بين 10 إلى 15 قدمًا (3 إلى 4.5 متر) في خليج تامبا. وهي أعلى موجة مدية متوقعة على الإطلاق في هذا الموقع، وقد أدت إلى إصدار أوامر إخلاء للمجتمعات على طول الساحل.
أصدرت المقاطعة التي تقع بها مدينة تامبا أمرًا بإخلاء المناطق المجاورة للخليج وجميع المنازل المتنقلة والمصنعة بحلول ليلة الثلاثاء. ومع توقع حدوث عاصفة مدوية قد تبتلع منزلًا من طابق واحد، أصدرت عمدة مدينة تامبا جين كاستور تحذيرات متزايدة الخطورة يوم الثلاثاء لأولئك الذين يخططون لتجاوز العاصفة: "لذا إذا كنت في الداخل، فهذا هو التابوت الذي أنت فيه"