ينعقد غدا أولى اجتماعات الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام، ويبدأ الوزراء بتسلم حقائبهم من حكومة تسير الأعمال المؤقتة اعتبارا من يوم الأربعاء، وتنتظر الحكومة الجديدة قائمة من الملفات الحيوية والهامة على الصعيد السياسي والأمني والأقتصادي في مقدمتها انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي يحتلها في 18 فبراير الجاري واستكمال انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني وعلى طول الحدود الجنوبية بموازاة الخط الازرق.
كانت رئاسة الجمهورية اللبنانية، أعلنت السبت، تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا برئاسة نواف سلام، بعد أسابيع من مشاورات مكثفة حيث تم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.
وفي أول تعليق له عقب التوافق على تشكيل حكومته قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: "الحكومة الجديدة ستنفذ إصلاحات اقتصادية، ما يقرب البلاد من الوصول إلى أموال إعادة الإعمار والاستثمارات في أعقاب الحرب المدمرة التي دارت العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله".
ملفات على أجندة الحكومة
تضع الحكومة اللبنانية هدف أساسي وهو تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حربا سابقة بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006، ومتابعة وتيسير انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي يحتلها في 18 فبراير الجاري واستكمال انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني وعلى طول الحدود الجنوبية بموازاة الخط الازرق- حسب تصريحات لرئيس الوزراء اللبناني نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
ومن المنتظر أن يعلن مجلس الوزراء اللبناني غداً البيان الوزاري كخطوة أولى لحكومة "الإصلاح والإنقاذ" للحصول على ثقة المجلس النيابي.
ومع اقتراب موعد 18 فبراير، وبعد إعلان نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاغوس أن الانسحاب الإسرائيلي سينفذ في الموعد المحدد، انتشرت وحدات عسكرية من الجيش اللبناني في بلدات رب ثلاثين وبني حيان وطلوسة في قضاء مرجعيون في القطاع الشرقي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
وتتابع الوحدات العسكرية تنفيذ أعمال المسح الهندسي وفتح الطرقات داخل هذه البلدات. لذا دعت قيادة الجيش المواطنين إلى الالتزام بتوجيهات الوحدات المنتشرة حفاظًا على سلامتهم.
ويواصل الجيش التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان - اليونيفيل في ما خص الوضع في المناطق الحدودية، ضمن إطار القرار 1701.
يذكر أن بلدات مارون الرأس ويارون وبليدا وحولا ومحيبيب وكفركلا ومرجبا والعباية لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي بانتظار انتهاء الموعد الممدد لاتفاق وقف النار والتأكد من الالتزام الاسرائيلي بالانسحاب.
تحديات وعقبات سياسية
في التعليقات والمواقف من تشكيل الحكومة، أشار النائب السابق أنيس نصار في حديث لجريدة الأنباء اللبنانية، إلى أن أولى التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة يتمثل باستعادة الوطن واستعادة السيادة، واستعادة المواطن اللبناني للعودة الى لبنان، بعدما أبعدته الخلافات والانقسامات الطائفية والمذهبية عن انتمائه الوطني السليم.
وأضاف نصار أن التحدي الثاني فيتمثل في الانسحاب الإسرائيلي من الأماكن التي يحتلها في الثامن عشر من الجاري بحسب اتفاق وقف إطلاق النار، واستكمال خطة انتشار الجيش في الجنوب وتطبيق القرار 1701.
ويرى مراقبون للمشهد اللبناني أن الحكومة لا تزال تواجه عدد من التحديات والعقبات الاقتصادية أبرزها حماية أموال المودعين ومعالجة الأزمة الاقتصادية، والحرص على استقلالية القضاء.
ترحيب ودعم محلي ودولي.
قبل بدأ أعمال الحكومة رحب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، على حسابه على منصة "إكس": "نهنئ الرئيس سلام على تشكيل حكومة قادرة على العمل تعكس تطلعات اللبنانيين التي جسدها الرئيس في خطاب القسم. وقال أمامنا تحديات جسام محليا ودوليا. لا خيار لنا إلا التقدم بثبات".
وأضاف: "دولة الرئيس نحن إلى جانبك لمنع الشعب اللبناني أملاً جديداً من أقصى الشمال الى الناقورة، والجنوب المحرر".
وفي سياق الدعم العربي والدولي وبعد الاتصال الذي تلقاه الرئيس جوزاف عون من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قالت وزاة الخارجية الفرنسية بدور رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري بمساهمتهما الحاسمة بالوصول إلى تشكيل الحكومة الجديدة والنجاح في مهامها.
وتلقى الرئيسان عون وسلام أمس دعم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نقله إليهما وزير الخارجية أحمد عطاف، الذي قدم التهاني بتشكيل الحكومة ومعربا عن استعداد بلاده لتقديم كل الدعم اللازم للبنان بمواجهة التحديات المقبلة.
وتبقى حكومة سلام الوحيدة منذ 30 عاما التي لا تلتزم فيها لبنان بفكرة المحاصصة لأي طرف سياسي، وهو ما ترحب به أطراف سياسية داخلية وعربية ودولية لوجود نخب وزارة لبنانية من أهل الاختصاص والعلم.