عاد خمسة مواطنين تايلانديين، كانوا محتجزين لدى حركة حماس منذ يوم 7 أكتوبر 2023، إلى ديارهم يوم الأحد بعد إطلاق سراحهم.

ووفقًا لوزارة الخارجية التايلاندية، قُتل 46 تايلانديًا خلال الحرب، بما في ذلك اثنان لقيا حتفهما أثناء الأسر. كان هؤلاء العمال من بين عشرات الآلاف من التايلانديين الذين يعملون في إسرائيل، حيث يجذبهم الأجر المرتفع مقارنة بوطنهم.

لماذا يوجد عدد كبير من التايلانديين في إسرائيل؟

بحسب وكالة أسوشيتد برس، اعتمدت إسرائيل في السابق بشكل كبير على العمال الفلسطينيين، لكنها بدأت في جلب أعداد كبيرة من العمال المهاجرين بعد الانتفاضة الأولى (1987-1993). جاء معظم هؤلاء العمال من تايلاند، ويشكلون اليوم أكبر مجموعة من العمال الزراعيين الأجانب في إسرائيل، حيث يكسبون أكثر مما يمكنهم كسبه في وطنهم.

وقعت تايلاند وإسرائيل اتفاقية ثنائية قبل عقد من الزمن لتسهيل توظيف العمال في قطاع الزراعة.

تعرضت إسرائيل لانتقادات بسبب ظروف العمل التي يواجهها العمال التايلانديون. في تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش عام 2015، أُشير إلى أن هؤلاء العمال كانوا يقيمون في أماكن غير ملائمة، ويتقاضون رواتب أقل من الحد الأدنى القانوني، ويعملون لساعات طويلة تتجاوز الحد الأقصى القانوني، ويتعرضون لظروف عمل غير آمنة، ويُحرمون من حق تغيير أصحاب العمل.

في الآونة الأخيرة، خلصت مجموعة مراقبة إلى أن العديد من هؤلاء العمال ما زالوا يتقاضون أجورًا أقل من الحد الأدنى القانوني.

كم عدد المواطنين التايلانديين الذين يعملون في إسرائيل؟

قبل هجوم 7 أكتوبر 2023، كان هناك نحو 30 ألف عامل تايلاندي، معظمهم يعملون في المزارع في إسرائيل. بعد الهجوم، عاد نحو 7 آلاف منهم إلى ديارهم على متن رحلات إجلاء حكومية، لكن الأجور المرتفعة استمرت في جذب وافدين جدد.

وفقًا للسفير التايلاندي لدى إسرائيل، بانابها تشاندراراميا، يوجد الآن أكثر من 38 ألف عامل تايلاندي في البلاد.

ماذا حدث بعد رحيلهم؟

وفي مواجهة نقص العمالة، أعلنت وزارة الزراعة الإسرائيلية عن حوافز لمحاولة جذب العمال الأجانب إلى المناطق التي تم إخلاؤها.

ومن بين أمور أخرى، عرضت تمديد تأشيرات العمل ودفع مكافآت تصل إلى نحو 500 دولار شهريا.

منحت وزارة العمل التايلاندية 3966 عاملاً تايلانديًا تصريحًا للعمل في إسرائيل بحلول عام 2024، وهو ما أبقى إسرائيل ضمن الوجهات الأربع الأولى للتايلانديين العاملين في الخارج العام الماضي.

يأتي العمال المهاجرون التايلانديون عمومًا من المناطق الأكثر فقراً في البلاد، وخاصة الشمال الشرقي، وحتى قبل المكافآت، كانت الأجور في إسرائيل تدفع أضعافًا مضاعفة لما يمكنهم الحصول عليه في وطنهم.