تحدث عنه شعراء العرب وعرفته جبال الجزيرة العربية صيادا وحيدا يجوب الجبال متربصا بعينين زرقاوتين لا مثيل لهما، باحثا عن فريسته في إحدى أكثر بقاع العالم قحطا ووعورة، هو النمر العربي الصياد المضطهد الذي دفعته الشهرة لحافة الانقراض، وتحول يومه العالمي لرسالة إنذار أخيرة بضرورة الحفاظ على الحيوان الأسطوري قبل فقدانه للأبد.

وتسرد جريدة الشروق أهم المعلومات عن النمر العربي المهدد بالانقراض، تزامنا مع يومه العالمي الموافق 10 فبراير من كل عام، وذلك نقلا عن مجلة ناشونال جيوغرافيك، وكتاب ثدييات جزيرة العرب، وكتاب القطط الكبيرة.

-أصغر أبناء عائلته وأجملها عيونا

ويعد النمر العربي أصغر أنواع النمور الـ8 حول العالم يزن 30 كيلوجراما للذكر البالغ، وطوله بالكاد يتجاوز المتر، لكنه لا يحتاج الحجم الضخم نظرا لصغر الفرائس المستهدفة في جبال الجزيرة العربية أو الجبال السيناوية في مصر، بينما تسهل له خفة وزنه التحرك بين قمم الجبال الوعرة.

يسهل التعرف على النمر العربي بعينيه الزرقاوتين ولون ظهره الذهبي الذي يتغير للأبيض أو الأصفر الشاحب عند الجنبين والبطن والصدر، وتملأ جسم النمر النقاط الشبيهة بأشكال الزهور كسائر عائلة النمور، بينما يملك النمر العربي ذيلا طويلا يساعده على التوازن وتدفئة جسمه ليلا حين يستخدم الذيل الطويل للف نفسه.

-الصياد الخجول

ويصيد النمر بطريقة الكمين نظرا لضعفه في المطاردات الطويلة، لذلك يقترب قدر الإمكان خلسة من الفريسة قبل أن يستغل قفزته الرشيقة لشن هجوم قاتل عليها، ولكن مهارات النمر تتحطم على صخرة قلة الفرائس، وكانت جزيرة العرب ممتلئة بأبقار المها وحمير الوحش التي انخفضت أعدادها ولم يتبقي للنمور سوى قليل من الغزلان وماعز الجبل، وكثيرا يلجأ النمر لصيد الأرانب أو الأغنام ما يعرضه لهجمات انتقامية من الرعاة.

وتتسم النمور العربية كحال بقية النمور بالانطوائية الشديدة لذلك يتحاشى البشر ويتحاشى النمور أيضا باستثناء فترة التزاوج، حين يلتقي الذكر بالأنثى لعدة أيام، بينما تستمر الأنثى في رعاية أشبالها لسنتين بعد الولادة لحمايتها وتعليمها الصيد.

يقطن النمر العربي الجبال بينما لا يفضل الصحاري المفتوحة، ويختلف عن سائر النمور بعدم تفضيله تسلق الأشجار، فيما يستخدم الكهوف للاستراحة وتخبئة فرائسه من الصيادين المنافسين.

-آخر النمور العربية في مصر

وعاشت النمور العربية في جبال سيناء وجبال البحر الأحمر في صعيد مصر لفترات طويلة، بينما عانت من الصيد الجائر وعدوان الأهالي، ولقي آخر نمر عربي مصري مصرعه عام 2014 حرقا على يد الأهالي في مدينة حلايب بعد مطاردته انتقاما منه بعد قتله لعدد من الأغنام والإبل، وقامت المؤسسات المعنية بتحنيط النمر والاحتفاظ به.

-المواطن الأخيرة للنمر العربي

وتتواجد أعداد ضئيلة من النمور العربية في اليمن، وجبال عسير السعودية، وصحراء النقب الفلسطينية، فيما يعتبر أكبر تجمعاتها في جبال سمحان العمانية، حيث تعمل الدولة على حماية النمور وتتبع حالتها عبر أجهزة المراقبة.

-الصحوة لإنقاذ النمور

وبادرت دولتي السعودية والإمارات العربية من قبلها بجهود لإعادة النمور العربية للبرية، حيث اشترت الإمارات عددا من النمور اليمنية لتحافظ عليها وتربيها بحدائق الحيوان ثم أطلقتها في محمية برية صغيرة بإمارة الشارقة عام 2016، وتلتها المملكة العربية السعودية عام 2022 بتدشين محمية العلى وإطلاق النمور العربية فيها واتخاذ يوم تدشين المحمية 10 فبراير يوما عالميا للنمر العربي، ووافقت الأمم المتحدة على اعتماده رسميا.

-النمر رمز وطني

وكما تجعل كل دولة من الحيوانات الأيقونية رمزا وطنيا فإن دولة اليمن اتخذت من النمر العربي الحيوان الوطني لها، إذ يعد من أكثر الحيوانات شهرة على أراضيها، وذلك بالرغم من تراجع أعداده لحافة الانقراض.