ذكرتها كتب التاريخ قليلا ولكن اسمها ظل محفورا في مجال علوم الفضاء بقوة، إذ أن مريم الاسطرلابية كان لها الدور الكبير في تطوير آلة الاسطرلاب المستخدمة لتحديد المواقع قديما إعتمادا على حركة النجوم قبل ظهور ما يعرف بالـGPS المتعارف عليه في العقود الأخيرة.
وتستعرض «الشروق» قصة عالمة الفلك المسلمة التي ابتكرت الاسطرلاب المعقد أحد أهم مراحل تطور أداة الاسطرلاب المستخدمة لقياس حركة الأجرام السماوية.
ومريم هي ابنة الفلكي الشهير أبي الحسن كوشيار الجيلي، الذي اختص بعلوم الرياضيات والجغرافيا والفلك والذي ذكره البيهقي، وتحدث عن تأليفه لجدول تقويم المريخ المعدل.
وورثت مريم، نبوغ والدها وتمكنه من علوم الرياضيات والفلك بعد أن تتلمذت على يديه ما جعلها بحسب ما ورد في كتاب ابن النديم تشرع في تطوير الاسطرلاب المسطح لتكون الاسطرلاب المعقد وذلك أثناء عملها فلكية في بلاط الدولة الحمدانية نهاية القرن العاشر الميلادي في حلب السورية.
وشكل ظهور الاسطرلاب المعقد طفرة لتلك الآلة التي توسع استخدامها لأغراض الملاحة البحرية واكتشاف الطرق الجديدة بينما كان الاستخدام الأساسي له في العصور الإسلامية لمعرفة مواقيت الصلاة وتحديد القبلة.
وتنوعت أشكال وأحجام الاسطرلاب عقب عدة تطويرات في العصر الإسلامي كان لمريم دور كبير بها لتظهر أحجام صغير يتم حملها كساعة جيب لدي الأثرياء وكان ذلك قبل اختراع الساعات ذات العقارب.
وبعد موتها بمئات السنين ورغم عدم معرفة تاريخ محدد لوفاة مريم الاسطرلابية إلا أن اسمها أصبح ملهما في مجال الفضاء، إذ حدث في عام "1990 ميلادي" أن أطلق الفلكي الأمريكي هنري إي هولت اسم مريم الاسطرلابي على حزام الكويكبات الذي اكتشفه أثناء عمله في مرصد بالومار الفلكي في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وفي عام "2015 ميلادي" استلهمت الكاتبة الأمريكية نيدي أوكورافور شخصية مريم الايطرلابية لتؤسس عليها شخصية البطلة في روايتها "بنتي" التي حازت على جائزة هوغو الأدبية التي تعتبر من أرفع جوائز أدب الخيال العلمي في العالم.