الطفل الذي كبُر خلف القضبان.. كيف تحولت صورة الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة إلى صرخة حرية على مواقع التواصل؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 15 أبريل 2025 9:06 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الطفل الذي كبُر خلف القضبان.. كيف تحولت صورة الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة إلى صرخة حرية على مواقع التواصل؟

أدهم السيد
نشر في: الخميس 10 أبريل 2025 - 8:16 م | آخر تحديث: الخميس 10 أبريل 2025 - 8:16 م

تصدرت صورة تحرير الأسير الفلسطيني المقدسي أحمد مناصرة وسائل التواصل الاجتماعي، التي شهدت منذ سنوات مطالبات واسعة بالإفراج عنه، بعد تعرضه للتعذيب الجسدي والنفسي، الموثق بأكثر من مقطع فيديو، أثار ضجة واستنكارا واسعَين لأساليب شرطة الاحتلال الإسرائيلي في تعنيف الأطفال الفلسطينيين.

وبعد 9 سنوات من الأسر، عانقت شمس الحرية جبين مناصرة، بعد أن أمضى طفولته وشبابه في الحجز الانفرادي، مصاباً بأمراض نفسية وبدنية، ومحروما من رؤية أهله.

وتسرد جريدة الشروق نبذة عمّا تعرض له الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة، والذي كان سببا في تصدر صوره مواقع التواصل بعد تحرره، وذلك نقلاً عن "فرانس برس"، و"مجلة الدراسات الفلسطينية"، و"هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين".

السحل جريحا

بدأت معاناة مناصرة يوم 12 أكتوبر 2015، في مطلع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وذلك حين كان عمره 13 عاماً، يتجوّل مع ابن عمّه (15 سنة)، حين باغتتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق نار بزعم محاولة الطفلين تنفيذ عملية طعن لمستوطنين. فاستُشهد ابن عمّ مناصرة على الفور، بينما سقط أحمد جريحاً وسط سيل من الشتائم البذيئة من أحد المستوطنين، والتي ظهرت في مقطع فيديو. ولم يكتفِ المستوطنون بالشتائم، بل انهالوا عليه بالضرب ثم السحل، بينما كان غارقاً في دمائه.

مش متذكر

نقل أحمد للعناية المركزة للتعامل مع إصابته، ثم أُخذ قبل استكمال علاجه للتحقيقات، والتي ظهرت في فيديو مسرّب، حين كان محقّق إسرائيلي يعنّف أحمد ويكرّر عليه الأسئلة بأسلوب فظ، قابله بكاءٌ متواصل من الطفل ذي الـ13 عاماً، الذي لم يتوقف عن قول: "مش متذكر.. مش متأكد".

وانتشر المقطع مسبّباً موجة استنكار ومطالبات بتحسين معاملة الأطفال في سجون الاحتلال، لكن ذلك لم يخفف من معاناة مناصرة، الذي حُكم عليه بالسجن 10 سنوات وغرامة تبلغ نحو 50 ألف دولار.

عنف نفسي وجسدي

تعرّض أحمد خلال سجنه للضرب الذي تسبب في كسر بالجمجمة، ولم يتلقَّ العلاج اللازم له، ما أدى إلى إصابته بصداع مزمن. كما تعرّض للتعذيب النفسي، كالحرمان من النوم، والعزل في الزنازين الانفرادية، ومنع الأدوية النفسية، ولقاء الأطباء النفسيين، ما أدى إلى إصابته باضطرابات نفسية، وفقاً لشهادة أخصائية نفسية زارته مرة واحدة.

وقد أثارت صورة أخرى له في تلك الفترة (عام 2018) تفاعلاً عربياً واسعاً عبر مواقع التواصل، لكنها لم تثمر عن تغيير في معاناته، غير أن محاولة استئناف قامت بها أسرته قلّصت مدة الحبس إلى 9 سنوات بدلاً من 12 عاماً.

حرية لا تخلو من القهر

انتهت فترة الحكم بحق مناصرة، الذي بدأ شبابه خلف جدران الزنازين الانفرادية، وحضر أهله إلى سجن "النقب" يوم 10 إبريل 2025 في انتظار خروجه، لكنهم لم يروه. فقد تعمدت شرطة الاحتلال أخذ الشاب أحمد وإلقاءه في منطقة نائية في الصحراء قرب بئر السبع، حيث استضافه رجل بدوي وقام بإبلاغ عائلته المنتظرة بمكانه البعيد، لتأتي وتأخذه.

وحُرم مناصرة من أول لقاء بأسرته بعد التحرر، دون أي اعتبار لإصابته باضطرابات نفسية نتيجة العزل الانفرادي والتعذيب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك